سلام: قضية نفايات سياسية والتجاذبات لن تجدي نفعاً

  • 8/24/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سيطرت التطورات التي شهدها وسط بيروت ضد سياسة الحكومة اللبنانية في ملف النفايات منذ ليل أمس الأول على المشهد العام في لبنان.فعلى مستوى تظاهرات وسط بيروت، واصل التحرك الذي ينظم تحت عنوان طلعت ريحتكم تظاهراته لليوم الثاني على التوالي، بعد أن تحول اعتصام الليل السلمي إلى مواجهات واسعة مع القوى الأمنية ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى من القوى الأمنية والمتظاهرين، وأكّد المعتصمون استمرار التظاهر في رياض الصلح سلميّاً، رافضين كل الممارسات السياسية الخاطئة، وكذلك ما أدلى به رئيس الحكومة تمّام سلام في مؤتمره الصحفي الذي أشار فيه إلى استعداده للتفاوض مع هيئات المجتمع المدني بغية الوصول إلى حلول. وفي هذا السياق، وصل رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير إلى ساحة رياض الصلح موفداً من سلام للتفاوض مع المعتصمين من التجمع، في وقت حاول عدد من الشبان إزالة الأسلاك الشائكة في محيط السراي الكبير في خطوة تتعارض مع توجه منظمي الحملة. وقد ناشد المنظمون القوى الأمنية التدخل لإبعاد المندسين في التحرك السلمي، داعين المعتصمين إلى ضبط النفس. كما كلف وزير الداخلية فور عودته إلى بيروت العميد كلاس إجراء تحقيق بما جرى بالأمس الأول في وسط بيروت. ودفع التطور الذي شهدته التظاهرات، مختلف الأطراف إلى مراجعة حساباتها ووفق مصادر سياسية لبنانية مسؤولة، تساءلت لالخليج كيف أن أزمة نفايات تكاد تتحول إلى أزمة أمنية، وبالتالي ماهي تداعياتها؟ مبدية خشية من تتحول هذه التظاهرات إلى 7 مايو/ أيار جديد، لكن بأدوات مختلفة، خصوصاً أن شعارات وهتافات التحرك ذهبت في اتجاهات عدة. أمام هذه التطورات، اعتبر رئيس الحكومة تمام سلام انه لا بد في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها البلد والتي يمر بها الناس أن نتداول ونتواجه بمسؤولياتنا من مواقعنا المختلفة، وإذا كان لا بد من مقاربة المسؤوليات فبداية لا بد من القول إن ما حدث بالأمس مسؤولية كبيرة علينا جميعاً أن نتحملها، مشدداًَ على أن التظاهر السلمي حق دستوري وعلينا أن نحميه ونواكبه وأن نكون جزءاً منه، لأن المعاناة التي يعبر عنها الناس كل الناس ويتحملون، دول تتقدم وبلدنا يتراجع، مشاريع تنفذ في العالم ومشاريعنا تتوقف، لافتاً إلى أن الألم الذي سمعناه بالأمس ليس ابن ساعته، بل تراكم لتعثر وغياب كلنا نعيشه ونتحمله، مضيفاً: أنا دائماً أعول على أهل بلدي الذين يصرخون ويتوجعون، وما حصل بالأمس لا يمكن ان نتهرب من تحمل مسؤولياته، قد يكون هناك من تم دسه للتصعيد والتوتير. وإذ شدد سلام في مؤتمر صحفي على أن الحدث في رياض الصلح لن يمر من دون محاسبة والمحاسبة على كل مستوى، موضحاًَ أنه لا يمكن السماح بأن تمر أحداث أمس من دون ملاحقة ومتابعة كل، مؤكداً أن كل مسؤول سيحاسب وأنا من موقعي لا أغطي أحداً. وأردف: أنا مع المواطنين ومنهم، لم أسع يوم إلى المناصب، وكنت دائما حريصاً على تمثيل الناس، التمثيل الحقيقي والناس يعلمون ما تحملناه في هذا البلد، معتبراً أن المواطنين يستحقون من يصبر معهم، صبر المواطنين على كل أمر من الكهرباء إلى الطريق إلى المعاملات إلى الرشى والفساد، نعم المواطن اللبناني صابر فهو يرى شعوب تتحضر وترتقي ونحن اللبنانيين أصبحنا في آخر العالم، مؤكداً أنا مع الشعب والمواطنين أصبر وأتحمل وحذرت سابقا من الإبطاء والتعطيل وعدم الإنتاج، وقلت انه سيوصلنا إلى الانهيار، وبدأت بالكلام الجدي ولمحت بجد إلى ان الأمر لم يعد يحتمل، موضحاً أن ردة الفعل من كل الناس بمطالبتي بالصبر ردعتني عن اتخاذ الموقف الذي كنت أريد اتخاذه. وأضاف: يجب ان تحاسبونا في غياب القوى السياسية التي لا تقوم بواجباتها في السلطة التشريعية وصولاً إلى تعطيل مجلس الوزراء، نعم أنتم أيها الشعب يجب ان تحاسبونا، مؤكداً أن من حقكم ان ترفعوا الصوت وان تبرزوا آلامكم وجراحكم أمام الناس، حتى المحاسبة خاضعة للتجاذبات والصراعات السياسية التي تتحكم بل صغيرة وكل كبيرة، انظروا للتصريحات السياسية وللاستغلالات السياسية ورمي التهم بين فريق وآخر. وإذ أوضح أنه تيقناً مني بأن الأمور بحاجة إلى علاج جذري وسريع قررت بالأمس ان أدعو مجلس الوزراء للانعقاد الأسبوع المقبل، ضمنت الدعوة مواضيع ملحة حياتية لها علاقة بحياة الناس، متسائلاً: هل تعلمون اننا مقبلين على إيقاف قسم كبير من رواتب الموظفين في القطاع العام إذا استمر الوضع على حاله وإذا استمر التعطيل في مجلس الوزراء ومنعه من اتخاذ القرارات؟. وقال: أنا بصراحة لن أقبل بأن أكون شريكا في هذه الانهيار وليعلم المسؤولون ان التجاذبات السياسية لن تجدي نفعاً. وأردف: للمجتمع المدني أقول: أنا مستعد لأن أجلس معكم وأسمع مطالبكم، ليس لدي شيء أخفيه وليس لدي شيء لأحتال به على أحد فأنا وأنتم يتم الاحتيال علينا، مشيراً إلى وجود شلل كبير قائم تتحمل مسؤوليته كل القوى السياسية من دون استثناء وأنتم تعلمون من هي هذه القوى السياسية من دون تسميتها. ورأى سلام أن ما حصل بالأمس هو تراكم، محذراً ومنبهاً من أننا ذاهبون إلى الانهيار إذا استمرت الأمور على حالها، معتبراً أن القضية ليست قضية نفايات فقط، بل قضية نفايات سياسية، مشيراً إلى أنه حرص وما زال يحرص على القيام بدوره، مضيفاً: وأنا اليوم في موقع حيادي بين كل القوى السياسية متحزب فقط لبلدي وحرصت على ألا أساهم في الصراع السياسي وفي العجز السياسي وما زلت على هذا الخط. جنبلاط: ما حدث في ساحةرياض الصلح يمس صلب النظام الديمقراطي بيروت الخليج: جدد رئيس اللقاء الوطني الديمقراطي في لبنان النائب وليد جنبلاط التأييد والدعم الكامل لرئيس الحكومة تمام سلام الذي أكد مرة جديدة مدى تحليه بالحكمة والروية والصبر والمسؤولية وهي صفات نحن أحوج ما نكون إليها في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها لبنان وتمر بها المنطقة بأكملها. وأيد جنبلاط موقفه الحازم لناحية حتمية أن تكون جلسة مجلس الوزراء في أقرب وقت ممكن منتجة ، ذلك أن الاستمرار بسياسة التعطيل لم يعد مقبولاً تحت أي ذريعة وفي أي ظرف من الظروف فصرخة المواطنين صرخة محقة ومشروعة ومعالجة أسبابها لا تكون بمصادرة التحركات الشعبية لتحويلها عن أهدافها الفعلية بل بمحاكاة تلك المطالب الحياتية والمعيشية البديهية لتأمين العيش اللائق والكريم. وشدد رئيس اللقاء الوطني الديمقراطي على أن موقف الرئيس سلام الحاسم لناحية محاسبة كل المسؤولين عن إطلاق النار وعدم تغطية أحد هو موقف مسؤول يستحق التقدير، وقال إن هذه المحاسبة الضرورية لا يجوز أن تخضع لأي شكل من أشكال اللفلفة ، لا سيما أن ما حدث في ساحة رياض الصلح يمسّ بصلب النظام الديمقراطي لا سيما لناحية حرية التظاهر والتعبير التي كانت علامة مميزة للبنان في محيطه العربي والإقليمي ويجب المحافظة عليها مهما كان الثمن. وأكد جنبلاط أن حرية التظاهر مقدسة، إلا أنها يفترض أن تبقى تحت سقف القانون، فالتعرض للممتلكات العامة والعبث بها أمر مرفوض ومسؤولية القوى الأمنية المحافظة عليها وحمايتها. وهنا، ومع التأكيد على محاسبة من أطلق النار من رجال الأمن، إلا أنه لا بد أيضاً من محاسبة من تعرض للقوى الأمنية وتسبب بسقوط جرحى منهم. الحريري يحذر من استدراج لبنان إلى الفوضى والمجهول بيروت الخليج: أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، أمس، دعمه لموقف رئيس الحكومة تمام سلام في مؤتمره الصحفي، أمس، ودعوته الصريحة لتفعيل عمل الحكومة، ومعالجة الاستحقاقات الداهمة وفي مقدمها مشكلة النفايات. ودان الحريري أي شكل من أشكال الإفراط الأمني في مواجهة التظاهرات السلمية، منبهاً من محاولات استدراج البلاد إلى الفوضى والمجهول. وأشار الحريري في بيان إلى أنه لا بد لنا من التذكير بأن مهمة هذه الحكومة هي تثبيت الأمن والاستقرار وتسيير شؤون الدولة في انتظار ملء الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من عام، والذي انعكس سلباً على مسار الدولة ككل وعلى عمل الحكومة ومهماتها في إدارة الشأن العام ومتابعة أمور الناس وتلبية حاجاتهم. وأضاف: نحن نعترف بأن هناك تقصيراً في حل أزمة وطنية، باتت تطاول كل قرية ومدينة في لبنان، ولكن الاعتراض على مشكلة النفايات والمطالبة بحلها بسرعة شيء، والمطالبة بإسقاط الحكومة والنظام شيء آخر، مؤكداً أن إسقاط الحكومة يعني إسقاط آخر معقل شرعي ودخول لبنان في المجهول، ومشدداً على أن مشكلة النفايات لن تبقى أسيرة التجاذبات السياسية، وهي ستأخذ طريقها إلى الحلول الواقعية في الأيام المقبلة، وهو ما نتمناه من خلال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. 14 آذار تدعو الحكومة للاجتماع وترفض الانقلاب دعت الأمانة العامة لقوى 14 آذار، أمس، الحكومة إلى الاجتماع الفوري لمعالجة أزمة النفايات، لافتة إلى أن التقصير وسوء الإدارة اللذين أحاطا مسألة معالجة النفايات من قبل الحكومة أمر لا مبرر له، وفقاً لموقع النشرة اللبنانية. كما اعتبرت أن الاعتصام السلمي الديمقراطي لحل أزمة وطنية تتمثل اليوم بأزمة النفايات شيء، والانقلاب على النظام شيء آخر، وأنها تؤيد كل مطلب حيوي يحسن حياة اللبنانيين وأعلنت وقوفها الواضح والصريح في وجه كل من يريد إدخال لبنان في مجهول دستوري وسياسي وأمني، من خلال إسقاط الحكومة التي تمثل آخر معلم للشرعية اللبنانية، داعية الجميع إلى انتخاب رئيس للبلاد فوراً، ينقذ لبنان من الأزمة التي يخبط بها. وكشفت أنها ستقوم باتصالات داخل فريق 14 آذار، ومع كل الإرادات الوطنية الطيبة والصادقة من أجل حماية الدستور والدولة والشرعية اللبنانية، مؤكدة أن استغلال النوايا الحسنة للبنانيين من قبل أحزاب أو تيارات أو شخصيات أو حشد شعبي أمر مرفوض، وسيقف جميع اللبنانيين في وجهه، دفاعاً عن الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور ووحدة المؤسسات المدنية والعسكرية. سليمان يدعو إلى الاقتداء بتظاهرات 2005 دعا الرئيس السابق ميشال سليمان، أمس، الشبان والشابات وقوى الأمن الداخلي إلى الاقتداء بالتصرف الذي حصل في تظاهرات فبراير/ شباط ،ومارس/ آذار من العام 2005، على أن يكون المطلب الأساسي انتخابات رئاسية، تؤدي فوراً إلى استقالة الحكومة ويليها انتخابات نيابية، معتبراً أن هكذا يكون التغيير الحقيقي، لأن المشكلة تكمن في الطبقة السياسية التي مددت لنفسها، وفقاً لموقع النشرة اللبنانية. لبناني يضرم الناربنفسه في صيدا أقدم المواطن اللبناني عبدالرحمن الجويدي، أمس (الأحد)، على إضرام النار بنفسه أمام سراي صيدا، بعد أن طالب بالحرية ورفع لافتة كتب عليها بدنا حرية، وفقاً لموقع النشرة اللبنانية. وعملت القوى الأمنية على إطفائه بعد إصابته بحروق عديدة، فيما عمل الصليب الأحمر على نقله إلى أحد المستشفيات المجاورة. عون رداً على سلام: كلام الاحتواء العقيم لن يمر من دون رد مناسب رد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، أمس، على رئيس الحكومة تمام سلام قائلاً: إن الحكم ليس هيبة وحسب ولا سلطة فقط بل هو أولاً شرعية تنبثق من احترام المواثيق والدستور والقانون، وفقاً لموقع النشرة اللبنانية. وفي بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أكد عون أن مؤتمر العجز المقيم وكلام الاحتواء العقيم ومحاولة الابتزاز المهين لن يمر من دون رد مناسب في مجلس الوزراء وخارجه بخاصة على مستوى الشعب صاحب السيادة، ومصدر كل سلطة والذي منعه فريق الأكثرية الحكومية من أي محاسبة منذ إلغاء حقه في الانتخاب الديمقراطي والدستوري. والشعب هو المدعو إلى التعبير عن حقيقة تطلعاته في كل مجال وساحة. الراعي: الفوضى نتيجة امتناع المسؤولين عن انتخاب الرئيس حيا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس ترأسه أمس، المتظاهرين في بيروت وفي كل أنحاء لبنان احتجاجاً على أزمة النفايات، منتقداً طريقة قمع الشباب المتظاهرين سلمياً، واعتبر أن هذه الفوضى العارمة هي نتيجة الامتناع عن انتخاب رئيس للجمهورية. وقال: لقد آلمتنا كثيراً طريقة قمع الشباب المتظاهرين سلمياً في العاصمة بيروت، لحل مشكل النفايات، التي أصبحت وصمة عار على جبين المسؤولين السياسيين، الآخذين بالاستهتار بشؤون البلاد والمواطنين. وتوجه إلى المسؤولين السياسيين بالقول: هذه الفوضى العارمة على كل صعيد من دون أي مساءلة ومحاسبة، إنما هي نتيجة واضحة لامتناعكم عن انتخاب رئيس للجمهورية، بالتالي بغية منع قيام الدولة القادرة بمؤسساتها، التي من شأنها أن تحفظ للشعب حقوقه، وأن تضع حداً لجشع المستأثرين بمقدرات الدولة، لذلك دينونتكم عن الله والتاريخ عظيمة. فض عروض مناقصاتنفايات لبنان اليوم بيروت - الخليج: أعلن وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق، أمس، عن تقديم موعد فض عروض مناقصات النفايات إلى بعد ظهراليوم بدلاً من غد الثلاثاء. وأوضح المشنوق أنه بناء على طلب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام مضاعفة الجهود لتسريع عملية فض عروض المناقصات الخاصة بالنفايات اتصلت باللجان الفنية العاملة على التدقيق في العروض وطلبت منها تكثيف الجهود لإنجاز مهمتها في أسرع وقت ممكن. ما يعني ان هناك احتمالاً كبيراً ان يعقد مجلس الوزراء جلسة له غدا الثلاثاء بدلاً من الخميس.

مشاركة :