مصانع تشغّل سعوديات ماهرات وتزيح العمالة الأجنبية

  • 11/17/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهد عاما 2012 و 2013 توسعاً كبيراً في تشغيل السعوديات من كل المؤهلات العلمية في عدد من المصانع بدلاً من الأيدي العاملة الأجنبية. ويعتمد أحد أكبر المصانع في المنطقة الشرقية على 33 فتاة سعودية انخرطن في الخط الإنتاجي للمصنع منذ عامين لتصنيع مكيفات يتجاوز إنتاجها يومياً ألف جهاز تكييف، وتشارك في صناعة هيكلها عاملات سعوديات في ستة أقسام من أهم أقسام التصنيع داخل المصنع الذي يتخذ من المدينة الصناعية الأولى مقراً له على مساحة تبلغ 86 ألف متر مربع. وتقول لـ"الاقتصادية" منيرة الزامل مديرة القسم النسائي بالمصنع, إن بداية تشغيل السعوديات في خطوط إنتاج "مكيفات الزامل" كانت فكرة تراود قياديي ومؤسسي المصنع، إلا أن العمل الفعلي بدأ في عام 2011 بوضع خطة كاملة لتشغيل السعوديات وإعداد البيئة المناسبة لمشاركتهن في العمل في القطاع الصناعي وإحلالهن محل العمالة الأجنبية ضمن عمليات التصنيع الخفيفة. وأضافت خلال حديثها لـ"الاقتصادية": "استغرق إعداد وتجهيز عمل السعوديات بالمصنع عاما كاملا، ففي 2011 استطعنا الخروج بتصور كامل جاهز لتطبيقه على أرض الواقع، حيث تمت تهيئة المكان المناسب والبيئة المحفزة لأدائهن وسلم الرواتب والترقيات والبدلات، إضافة إلى الحوافز", ولفتت إلى أن المصنع وضع في الحسبان كل ما يلزم في سبيل الحفاظ على مهارة وكفاءة الأيادي النسائية التي قام المصنع على تدريبها في ظل غياب المعاهد والمراكز التدريبية التي تعمل على التأهيل الفني للسعوديات". وقالت الزامل "اختير عام 2012 للبدء بتوظيف وتشغيل السعوديات في خطوط إنتاج مصنع مكيفات الزامل في المنطقة الشرقية, حيث بدأت 33 فتاة للعمل تحت مسمى "فني مصنع" بجانب ثلاث مشرفات كل مشرفة لها رتبة تختلف عن الأخرى ومميزات في الراتب والترقيات, إضافة إلى الزيادات السنوية والعمولات التي تعتمد على حجم الإنتاجية والمبيعات اليومية". إحدى العاملات الفنيات في «مكيفات الزامل » ، حيث تصل إنتاجية العاملة الواحدة إلى 1000 قطعة يوميا . "مصنع الزامل للمكيفات" استطاع ضبط عمل السعوديات اللاتي انخرطن في فترة تدريبية خلال أول ثلاثة أشهر وهن على رأس العمل, وبحسب الزامل فإنه بعد الأشهر الستة الأولى للتدريب والتشغيل تم ترشيح المشرفات على عمل العاملات في قطاع تركيب هيكل المكيفات ضمن الأعمال الفنية الخفيفة، ولم يتم إدخال الأجهزة الكبيرة في نطاق أعمالهن". وخلال جولة "الاقتصادية" في مصنع مكيفات الزامل في المدينة الصناعية الأولى بالدمام الذي يقع على مساحة تبلغ 86 ألف متر مربع كانت الفتيات الـ 33 لا تتوقف أيديهن عن العمل حتى خلال حديثهن مع "الاقتصادية" عن طبيعة عملهن الذي بتن يتقنه بمهارة عالية بعد مرور عامين على تشغيلهن، حيث تنتج العاملة الواحدة أكثر من 650 قطعة وقد تصل إلى 1000 قطعة يومياً. وتقول سلمى الخالدي، وهي إحدى العاملات": "عندما بدأت العمل كنت أواجه نوعاً من الصعوبة، إلا أنه مع التدريب تم إتقان العمل واكتشفت أني أقوم بعملي بمهارة حتى مع دخول منتجات جديدة يتم التدريب عليها فتكون العاملة قادرة على إنهائها في أقل من الوقت المطلوب، فأصبح يمكن للعاملة أن تنتج بحسب نوعية القطع الإلكترونية التي تعمل على تركيبها خلال اليوم 1500 قطعة". وتذكر نورة الدوسري إحدى العاملات في آخر الأقسام العاملة على تركيب الأجهزة عن طبيعة عملها قائلة "أقوم على تحضير آخر جزء وهي "الوزنية" في عمل جهاز التكييف الخاص "بالتبريد والتدفئة"، وعلى الرغم من شعوري بأن التخصص جديد على الفتاة السعودية، إضافة إلى وجود بعض الصعوبات التي أواجهها في التعامل مع هذه الأجهزة ذات الدقة العالية، إلا أن ذلك الشعور تلاشى مع مرور الوقت بالتدريب، وحل مكانه المتعة الكبيرة التي أشعر بها حالياً وأنا أؤدي عملي الذي يبدأ من الساعة السابعة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، على الرغم من أنه سبق لها أن تقدمت إلى العمل في قطاعات أخرى إلا أنه وبحسب حديثها – لم تستمر فيه أكثر من أشهر قليلة - بعد أن شعرت بأن هنالك مميزات وحوافز وتقديرا للعمل الفني والمهني في المصنع. مشرفتان ترتديان الروب الاحمر يقمن بمراقبة العملية الإنتاجية للعاملات . وفي أحد الأقسام تركز "بدرة الدوسري" المشرفة على عمل عشر فتيات ينتجن حسب الطلبيات اليومية للمنتج، حيث يتركز عملها على الإشراف على الأخطاء والتدقيق وإعادة التصحيح، وتبلغ عدد القطع التي تدقق عليها بأقل وقت في اليوم ما بين 600 إلى 1000 قطعة". وعودة إلى منيرة الزامل مديرة القسم النسوي التي كانت في بداية انخراطها بالعمل في شركة عائلة "الزامل" في إدارة مركز خدمة المجتمع الذي بات اليوم أحد أهم الإدارات في الشركة بعد أن أصبح يضخ عددا من الفتيات الراغبات في العمل بالمصنع حيث يعمل على التدريب والتوظيف, وتعود الزامل للحديث عن خطة المصنع في التوسع بخطوط إنتاجه، إضافة إلى خطة التوسع في عام 2014 لمنتجات أخرى في "الزامل للصناعة" والتوسع في مصنع المكيفات في قطع إضافية, بينما يكون العدد تحت الدراسة واستبدال العمالة الأجنبية عند سعودتها التي تتناسب مع طبيعة المرأة ومقدرتها, فلدى شركة الزامل للصناعة أربع صناعات رئيسية. وعند فتح باب التوظيف قالت "كان الإقبال كبيراً بعد أن تم استقطاب عدد من الفتيات السعوديات اللاتي كانت أسماؤهن ضمن قوائم المستفيدات أو المتقدمات على مركز خدمة المجتمع التابع لشركة الزامل, وتم من خلاله استقطاب العاملات, وأجريت لهن مقابلات شخصية, وقتها كان الحد الأعلى للمؤهل العلمي للمتقدمات شهادة الثانوية العامة، إلا أنه مع المقابلات كانت هنالك فتيات من حملة شهادة المرحلة الابتدائية والمتوسطة أبدين مقدرتهن ورغبتهن في العمل, لتكون المعايير الشخصية هي الأساس في قبول المتقدمات".

مشاركة :