أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، مساء الجمعة، موافقتها على منح ترخيص طارئ لاستخدام لقاح شركة موديرنا ضد فيروس كورونا المستجد. وجاء ذلك في تغريدة على حساب إدارة الغذاء والدواء الأميركية في تويتر، أنها سمحت بإعطاء اللقاح لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر. لقاح فيروس كورونا الجديد من إنتاج شركة موديرنا مشابه للقاح فايزر-بايونتك، الذي تم ترخيصه وشحنه لتطعيم أول دفعة من الأميركيين، في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأهم الاختلافات بين اللقاحين، أن الذي تنتجه موديرنا يمكن تخزينه في ثلاجات عادية ولا يتطلب شبكة نقل فائقة البرودة، مما يجعل الوصول إليه أكثر سهولة بالنسبة للمرافق الصغيرة والمناطق النائية. ويحتاج تخزين اللقاح الجديد إلى حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، وذلك لمدة 30 يومًا، في حين يحتاج لقاح فايزر إلى 60 درجة مئوية تحت الصفر، لتخزينه للمدة نفسها. فعالية لقاح موديرنا ضد كوفيد-19، تجاوزت 94 في المئة، وتحصل بعد أسبوعين على الأقل من الجرعة الثانية، وفقا لوثيقة صادرة عن لجنة استشارية لإدارة الغذاء والدواء. وقال الدكتور راندي صويص، عضو فريق كورونا في جامعة شيكاغو، إن “ترخيص هذا اللقاح بعد مثيله من شركة فايزر، يعتبر تطورا هائلا في مواجهة جائحة كورونا”. وأضاف وفقا لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “اللقاحين هما السبيل الوحيد المتاح اليوم، لوقف انتشار الفيروس والتخلص من الوباء”. ومثل نظيره من شركة فايزر، يعتمد لقاح موديرنا تقنية الحمض النووي الريبي المرسال “mRNA” التي تحفز الجسم على إنتاج بروتينات شبيهة بتلك الموجودة على سطح الفيروس، ليبدأ الجسم بإنتاج الأجسام المضادة المناسبة، التي يمكنها مواجهة الفيروس الحقيقي في حال دخوله الجسم. وأوضح الدكتور صويص، أن هذه التقنية “لم تكن معروفة من قبل، لكنها أثبتت اليوم ومن خلال التجارب السريرية المكثفة، فعالية كبيرة”. وتقول الوثيقة الموجهة إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية إن اللقاح له ملف أمان “ملائم”، “مع عدم تحديد مخاوف معينة تتعلق بالسلامة” من شأنها أن تمنعه من الحصول على تصريح طارئ. وكانت التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعًا للقاح هي آلام موضع الحقن، والصداع، والتعب، وآلام العضلات والمفاصل، والقشعريرة. وخلال التجارب السريرية على لقاح موديرنا، تم إعطاء 15 ألف مشارك في الدراسة، محلولا مائيا ليس له أي تأثير، وخلال عدة أشهر أصيب 185 منهم بكوفيد-19، تفاقمت الحالة المرضية لثلاثين منهم، وتوفي من بينهم مريض واحد. وتلقى 15 ألف شخص آخرين لقاح موديرنا الحقيقي، ولم يصب إلا 11 منهم بكوفيد-19، في حين لم تتفاقم الحالة المرضية عند أي منهم. وأظهر اللقاح فعالية بغض النظر عن الفئة العمرية والجنس والعرق. يذكر أن موديرنا هي شركة تكنولوجيا حيوية، تأسست عام 2010، ومقرها في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس، وتعاون علماؤها مع باحثين من المعاهد الوطنية للصحة، لإنتاج لقاح لفيروس كورونا آخر، وهو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس”، وعندما أصدر الباحثون الصينيون التسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجد في شهر يناير، كانت الشركة مستعدة لبداية سريعة.
مشاركة :