أصيب القادة العسكريون الغربيون بالذهول أمام الانطلاقة الفاشلة للروس في حربهم ضد أوكرانيا قبل شهرين، بناءً على أخطاء كبيرة في التقدير تمثّلت بهجمات على عدة جبهات دون تغطية جوية وأرتال مدرعات بدون دعم وغياب التنسيق والاستخفاف بالمقاومة الأوكرانية. ويجمع الخبراء على أن الهدف الأصلي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان تنحية السلطة الأوكرانية بسرعة عبر عملية خاطفة، لكن الوسائل المستخدمة لم تكن مناسبة لمواجهة مقاومة شديدة لم تكن في حسبان أجهزة الاستخبارات. وقال الخبير العسكري الروسي الكسندر خرامتشيخين: «فرض القادة السياسيون الروس سيناريو عبثيًا بالمطلق على القيادة العسكرية مفاده أن كل شيء سيتم كما حدث أثناء ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014» من قبل روسيا. واوضح «اعتقدوا أن الجيش الروسي سيكون موضع ترحيب في جميع أنحاء أوكرانيا، باستثناء المناطق الغربية، ومن الواضح أن القيادة العسكرية الروسية لم تكن مستعدة لمثل هذه المقاومة من الأوكرانيين». وميدانياً، تبدو المناورة الأرضية متخبطة وتكشف عن فشل سلسلة القيادة وثغرات في التدريب، يتم إنزال وحدات النخبة بالمظلات إلى مطار غوستوميل بالقرب من كييف، بدون دعم جوي، بينما تتقدم أرتال طويلة من المدرعات الروسية أحيانًا بدون تغطية لتصبح عرضة للضربات الأوكرانية انطلاقاً من الأرض أو الجو، بمساعدة طائرات مسيرة تركية من طراز بيرقدار ذات الأداء العالي. وبعد شهر، عقب فشلها في تطويق كييف وإسقاطها، قررت موسكو تغيير خطتها والتركيز على إخضاع منطقة دونباس، الواقعة شرق البلاد والمتاخمة لروسيا. منذ ذلك الحين، «نشهد شكلاً من أشكال تعزيز» الجهود العسكرية الروسية مع «قيادة موحدة وهدف أكثر توافقاً»، بحسب ألبيرك الذي توقع مع ذلك معركة قاسية على أرض وعرة تنتشر فيها السواقي والغابات. ويرى ضابط فرنسي رفيع أن «الأوكرانيين يتميزون في هذا المجال، سيخوضون معركة على الطرق لتعقيد المناورة وعملية الإمداد الروسية» مشيرًا إلى أن كييف تواجه الآن خطوط إمداد صعبة للغاية، إذ أن الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة وأوروبا تأتي من الغرب.
مشاركة :