ناصر اللحام يكتب: لو طبعت كل دول العرب والمسلمين.. لظلت اسرائيل خائفة

  • 12/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يغرّنكم عناوين الصحف ولا طبول امريكا، فهي جوفاء فارغة. ولا قيمة للأشياء سوى بمستواها الطبيعي. ولو طبّعت كل الانظمة العربية وكل انظمة الدول الاسلامية مع الاحتلال الصهيوني لما أضاف ذلك للحركة الصهيونية سوى المزيد من القلق وعدم اليقين، وتعميق عقدة الفناء لديهم. وفي كل صباح تشرق الشمس فيه يتأكدون أن “اسرائيل “لا تزال موجودة. وهذا “عذاب” لا يعيشه ولن يعيشه سكان العواصم العربية. هذا الانبهار بأن طائراتهم تحط في مطارات العرب لا يعني سوى أنهم مجموعة مصطنعة وتنبهر بكل شيء طبيعي. نعم يا خواجا هذا جمل! وهذا رغيف خبز! نعم هذا حمص وهذا رغيف شاورما تركي. نعم هذا رجل يلبس دشداشة مناسبة للصحراء! وهذه مدن العرب أجمل وأكثر رقيا وهندسة واستقرارا وأمنا وسؤددا من مدن المستوطنات التي أقمتموها فوق منازل المدن الفلسطينية. نعم يا خواجا هذه العواصم العربية التي عشتم فيها أفضل سنوات حيواتكم، قبل أن تلعب الحركة الصهيونية بعقولكم وتتركوها وتهرولوا للعيش في عبّارات الاستيطان على ارض فلسطين. هذه دبي الساحرة، وهذه كازابلانكا الأجمل. هذه القاهرة لكل الاعداء وهذه عمّان الشامخة، وهذه المنامة وهذه مكة وهذه الرياض وهذه مسقط والرياض ولن تستطيعوا أن تعيشوا مثلها. لأن اللص ليس كصاحب البيت. الضحكات الهستيريا بالتطبيع عند نتانياهو وعريس الغفلة كوشنير ومعهما وزراء التطرف. لا تهز شعرة واحدة في قدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال. وتغريدات ترامب الصبيانية عبر تويتر لم تمنحه سوى أن يتحوّل الى اضحوكة بين زعماء التاريخ. صمت الشارع الفلسطيني على هذه المهزلة، ليس ضعفا ولا فقدان يقين. وإنما هو الصبر الجميل الذي سيثبت للطابع وللمطبّع أن أرض فلسطين طابو، وأن المالك يرفض البيع. إذا كان الاحتلال فرحا لهذه الدرجة بالتطبيع. فلماذا يزداد قلقا وينصب حاجزا عسكريا في كل شارع ويشتري الغواصات النووية وأحدث الطائرات ولا ينام اي مستوطن الا وراء سلاك شائك وحراسة جيش!! إذا كان الاحتلال سعيدا بالتطبيع الى هذا الحد. لماذا يصرخ ويبكي ليل نهار خشية من المستقبل!! نحن هنا باقون.. وأنتم اذهبوا وطبّعوا. هكذا جئتم تزحفون الى فلسطين قبل مئة عام. وهكذا سينتهي الاحتلال ويرحل الغاصبون. سواء تطبعون او لا تطبعون. فلا سلام على هذه الارض، من دون اقامة دولة فلسطين.

مشاركة :