مقالة خاصة: التكنولوجيا والجودة والأناقة تجتمع في السيارات الصينية لتحظى بشعبية كبيرة في مصر

  • 12/20/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

خلال السنوات الأخيرة، تجوب شوارع العاصمة المصرية القاهرة المزيد من السيارات الصينية مثل شيري، وبريليانس، وليفان، وجيه إيه سي، وأصبحت المزيد من ماركات السيارات الصينية معروفة جيدا لدى المستهلكين المصريين. وتشير البيانات إلى أنه في الفترة من يناير إلى نوفمبر من عام 2019، ارتفعت مبيعات السيارات الجديدة في السوق المصري لتصل إلى أكثر من 170 ألفا، منها 13 ألف سيارة صينية، ما يمثل زيادة سنوية قدرها 79 في المائة. ومن قطاع المركبات التجارية في مصر، ذكر خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات في مصر، أن السيارات ذات العلامات التجارية الصينية تحتل أكثر من 40 في المائة من السوق المحلي؛ وفي قطاع السيارات الخاصة، تمتلك السيارات الصينية حصة تتراوح بين 15 إلى 20 في المائة. وذكر محمود النور، أحد تجار السيارات بمصر، أن عادات شراء السيارات لدى المصريين قد تغيرت. في الماضي، كانت السيارات الألمانية والفرنسية واليابانية هي الأكثر شهرة. وحاليا، مع دخول المنتجات التكنولوجية الصينية المتطورة إلى السوق العالمية، قدمت شركات السيارات الصينية أيضا مجموعة متنوعة من الموديلات بأسعار مثالية للسوق المصري. وأضاف قائلا إن العلامات التجارية للسيارات الصينية مثل بي واي دي تحظى بشعبية كبيرة في مصر لأن بإمكانها تلبية احتياجات المستهلكين بشكل أفضل. وعند النظر إلى الوضع الاقتصادي (العالمي) السيئ، نجد السيارات الصينية وقد أصبحت "نجوما" في عالم مبيعات السيارات بالسوق المصري بفضل مزاياها الشاملة من حيث السعر والجودة. وسلط مهنيون متخصصون في هذه الصناعة الضوء على أن السيارات الصينية أكثر فعالية من حيث التكلفة، ويتم تعديل أدائها وفقا لظروف الطرق المصرية وعادات القيادة لدى المستهلكين لتلبية طلب السوق. فالطرق في المدن المصرية ليست سلسة للغاية، والمستهلكون لديهم متطلبات أعلى بالنسبة لقدرة السيارات على امتصاص الصدمات، وقد قامت شيري بشكل خاص بتحسين هذه القدرة في طرازاتها. ومن أجل التكيف مع المناخ الحار في الشرق الأوسط، قامت شركة ((سايك)) الصينية العملاقة للسيارات بتوسيع سطح تبديد الحرارة لمكثف تكييف الهواء وتحسين نظام سحب الهواء عند تطوير موديلاتها. وقال طارق مصطفى، محلل صناعة السيارات المصري، إن السيارات الصينية سلكت طريقا خاصا لتسويق علاماتها التجارية في السوق المصري انطلاقا من تميزها بالتكنولوجيا والجودة والأناقة، إلى جانب خدمة ما بعد البيع عالية الجودة، فهي تجذب المزيد والمزيد من العملاء والمستهلكين المصريين. ويتوقع مصطفى أن تواصل السيارات الصينية زيادة حصتها من المبيعات في السوق المصري في السنوات القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن الابتكار المستمر في الطرازات والوظائف والأسعار لتتكيف مع مستوى الاستهلاك الكلي سيجعل السيارات الصينية أكثر شعبية بين المستهلكين المصريين. ومن أجل تحسين مستوى توطين الشركة ورفع مستوى شهرتها، قامت العديد من الشركات الصينية للسيارات بالتعاون مع الشركات المصرية. وشرعت المزيد من شركات السيارات الصينية في التوجه إلى تأسيس مصانع محلية ببلدان الشرق الأوسط بدلا من تصدير سيارات كاملة وبهذا تحقق توطين الإنتاج وتبني قنوات تسويق وتجسد التلاحم بين المنتجات الصينية ومتطلبات المستهلكين المحليين في أحسن صورة وتحسن كثيرا من خدمات ما بعد البيع. في يونيو عام 2019، أعلنت شركة ((سايك)) الصينية العملاقة للسيارات وشركة منصور جروب المصرية للسيارات عن تأسيس شركة مشتركة لتصنيع السيارات من أجل تعزيز خدمات ما بعد البيع بشكل مشترك وتوسيع قنوات البيع وزيادة القيمة المضافة للعلامة التجارية. وتتعاون شركة ((شيري)) منذ عام 2016 مع شركات سيارات مصرية شهيرة مثل ((جي بي أوتو)) لدمج مختلف الموارد المفيدة لتقديم الدعم لتوطين شيري في مصر. وفي الفترة الأخيرة، تحولت المزيد والمزيد من شركات السيارات الصينية من تصدير السيارات الكاملة إلى الاستثمار في المصانع المحلية، حيث أقامت شركات صينية مثل ((شيري))، و((جيلي بي واي دي))، و((التنين الذهبي))، و((فوتون)) وغيرها من الشركات الصينية مصانع تجميع وتركيب في مصر. ويقول خبراء صناعة السيارات الصينيين إن التعاون الصيني-المصري في مجال تصنيع وتجميع السيارات من شأنه أن يقضى من ناحية على مشكلات ارتفاع أسعار السيارات المستوردة والتأخر في التسليم وسيسهم من ناحية أخرى في عدم استنزاف العملة الأجنبية وتفادى العديد من الرسوم والضرائب والجمارك وبهذا يقدم ميزة تنافسية في السعر للمستهلك المصري. وأضافوا أن التصنيع المشترك يعزز أيضا من الاستفادة من تبادل الخبرات في هذا المجال ليمتد من التصنيع إلى الإصلاح والصيانة إضافة إلى توفير فرص عمل للشباب، بل والإنطلاق من مصر بفضل موقعها الإستراتيجي في قلب الشرق الأوسط للتصدير إلى بلدان أخرى في المنطقة. وفي الوقت الحالي، تخطط مصر لتطوير صناعة سيارات الطاقة الجديدة، وستصبح الموديلات العاملة بالطاقة الجديدة نقطة انطلاق قوية لشركات السيارات الصينية لتوسيع حصتها في السوق المصري. وقد بدأت شركات سيارات صينية مثل شركة ((سايك)) الصينية العملاقة للسيارات وشركة ((فوتون)) الصينية وشركة ((بي واي دي)) وشركة ((دونغفنغ)) الصينية للسيارات جميعا التعاون مع مصر في مجال سيارات الطاقة الجديدة. ففي 18 يونيو من العام الجاري، وقعت شركة ((دونغفنغ)) الصينية للسيارات وشركة النصر المصرية للسيارات اتفاقية لبناء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في مصر، مع وضع خطط لإنتاج 25 ألف سيارة سنويا، وهو ما يعنى بدء مصر في إنتاج سيارات الطاقة الجديدة لأول مرة. وعلق بنجامين جافاندر، رئيس البحوث في مجموعة بحوث السوق الصينية في شانغهاي، قائلا إن "الفائدة ستعود على الطرفين. فقد أصبحت الصين أكبر سوق لسيارات الطاقة الجديدة في العالم واحتلت صناعة وتكنولوجيا سيارات الطاقة الجديدة في الصين مكانا في العالم، فيما تعد مصر مستهلكا كبيرا للطاقة والسيارات، وإن الترويج المكثف للحافلات الكهربائية النقية في مدن مثل القاهرة والإسكندرية يعد إجراء جيدا لتحسين جودة الهواء وتقليل الاعتماد على الطاقة الأحفورية". وأشار مهنيون متخصصون في الصناعة إلى أنه من أجل تعزيز ازدهار صناعة سيارات الطاقة الجديدة في مصر، من الضروري بناء محطات شحن، مشيرين أن التجربة الناجحة لدول مثل الصين في هذا المجال ستوفر لمصر إرشادات جيدة في هذا الصدد. وقد ذكرت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية أنه سيتم بناء 3000 محطة شحن على مستوى الجمهورية خلال ثلاث سنوات. كما قال ما رن تاو، نائب رئيس مجموعة ((فوتون)) ورئيس شركة ((فوتون)) الدولية، إن "الحكومة المصرية تعمل في الوقت الحاضر بنشاط على تعزيز تطوير صناعة سيارات الطاقة الجديدة وتخطط لوضع حزمة من السياسات المتعلقة بتطوير الطاقة الجديدة. نحن مهتمون جدا بهذا الأمر وعلى استعداد للمشاركة فيه. ونأمل في التعاون معا لتصبح مصر من الأسواق الأساسية لنا في غرب آسيا وشمال إفريقيا، لكي يلبي هذا التعاون احتياجات السوق المصري ويشع أثره إلى الأسواق المحيطة".

مشاركة :