الدوحة - قنا: تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تنظم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ومقرها الدوحة، مؤتمر الحوار العربي الأمريكي الأيبيري الثالث للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان حول "مناهضة خطاب الكراهية والتطرف". يشارك في مؤتمر الحوار، الذي يعقد يومي 15و16 سبتمبر المقبل بفندق الريتز كارلتون، أكثر من 400 ممثل للمؤسسات والهيئات المختصة بالشأن الإنساني على المستوى الدولي والإقليمي. وأوضحت السيدة مريم بنت عبد الله العطية، الأمينة العامة للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في تصريح صحفي، أن المؤتمر سيجمع المؤسسات الوطنية العربية مع مثيلاتها من القارتين الأمريكيتين وشبه الجزيرة الأيبيرية وذلك لوضع معالجة لظاهرة خطاب الكراهية والتطرف، مشيرة إلى أنه سيتم من خلال المؤتمر شرح الأبعاد وخلفيات ظاهرة خطاب الكراهية والتطرف للعالم وتحديد المفاهيم وتوحيد المصطلحات الخاصة بالتحريض على الكراهية والتعصب في ضوء الصكوك والفقه القانوني والاجتهادات الدولية والإقليمية والوطنية للخروج بمقاربات وتوصيات تشكل أرضية ومنطلقاً للتنسيق الجيد بين المؤسسات الوطنية العربية والمؤسسات الشبيهة بالقارتين الأمريكيتين. وذكرت أن المؤتمر يهدف كذلك إلى عرض أهم التجارب والممارسات الفضلى والدروس المستفادة في مواجهة التحريض على الكراهية والتعصب علاوة على تعميق الحوار حول حرية الرأي والتعبير وحظر الدعوة إلى الكراهية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف باعتبارهما مسألتين متكاملتين يخدم كل منهما الآخر، مشددة على أنه ليس هناك تناقض بينهما إلى جانب تهيئة المناخ الملائم والفضاء الواسع للحوار بين ممثلي الأديان ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام والخروج بتصور لحوارات إقليمية ووطنية بشأن مناهضة خطاب الكراهية والتعصب وبمقاربة متكاملة للتعامل مع التحريض على الكراهية والتعصب ووضع آلية لبلورة خطة عمل لمناهضة مثل هذا الخطاب ونشر ثقافة التسامح. مواجهة الإسلاموفوبيا ولفتت العطية إلى أن هذا المؤتمر لا يعالج فقط مسألة التطرف والإرهاب وإنما خطاب الكراهية الذي اشتد ضد المجتمعات المسلمة في أوروبا وظاهرة (الإسلاموفوبيا).. مضيفة "نريد من خلال هذا المؤتمر أن نرسل رسالة فحواها أن الإرهاب لا دين له". وقالت إن كبريات المؤسسات والهيئات الإقليمية والدولية المعنية ستشارك في الحوار الذي يحضره ممثلون من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، علاوة على مشاركة واسعة من مؤسسات دولية ذات صلة مثل : المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ولجنة التنسيق الدولية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (ICC)، بالإضافة إلى الشبكات الإقليمية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان. كما تشارك فيه مراكز الأبحاث والمراصد الدولية لمنع التمييز العنصري وازدراء الأديان وعدد من السفراء وممثلين لمنتدى تحالف الحضارات والمقررين الخواص المعنيين بكل من الأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب إلى جانب حضور عدد كبير من الشخصيات البارزة والهامة في مجال حقوق الإنسان. ولفتت السيدة مريم العطية إلى أن الحق في حرية الرأي والتعبير من الحقوق الأساسية للإنسان وهو ما أكدت عليه الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والدساتير والتشريعات الوطنية التي وضعت المعايير المقبولة لممارسته. وأشارت إلى أن الحق في حرية الرأي والتعبير يرتبط بحقوق وحريات أخرى؛ "إذ لا يمكن أن نتصور ممارسة هذا الحق بدون حرية الحصول على المعلومات، أو حرية الإعلام بكافة أشكاله المطبوع والمرئي والمسموع والإلكتروني، أو حرية التجمع السلمي".. مبينة أن حرية الرأي والتعبير تدعم ممارسة حقوق وحريات أخرى وتشكل ضمانة لها، وأنه لا غنى عنها للتعبير عن حقوق الإنسان ونشر المعارف المتعلقة بمختلف الحقوق. وأوضحت الأمينة العامة للجنة الوطنية لحقوق الإنسان أنه يجب النظر إلى العلاقة بين حظر خطاب التحريض على الكراهية العنصرية أو الدينية وازدهار حرية التعبير على أنها علاقة تكامل، تستلزم إعطاء الأولوية لأحد الطرفين دون الانتقاص من الطرف الآخر، منبهة إلى أن القانون الدولي لحقوق الإنسان ينص على حظر الدعاية للحرب والدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضاً على التمييز والعداوة والعنف وتجريم نشر الأفكار القائمة على أساسها.. كما أن الأمم المتحدة أكدت في العديد من المناسبات التزام الدول بمناهضة التعصب والعنصرية والعمل على تعزيز التسامح والتفاهم. وأكدت العطية أن انتشار خطاب التحريض على الكراهية العنصرية أو الدينية لا يزال يشكل تحدياً كبيراً لحقوق الإنسان في العديد من مناطق العالم.. في حين أشارت "خطة الرباط " إلى ضرورة حظر الدعوة إلى خطاب التمييز أو العداوة التي تشكل تحريضاً على الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية أو العداوة أو العنف. أوراق العمل وذكرت أن جلسات المؤتمر التي تستغرق يومين ستناقش جملة من أوراق العمل التي من شأنها خدمة أهداف المؤتمر وأن تؤسس لتوصيات ومعالجات لقضايا مناهضة خطاب الكراهية والتطرف وحرية الرأي والتعبير. وأوضحت أن الجلسة الأولى للمؤتمر ستتناول ضمانات حماية حرية الرأي والتعبير والالتزامات المتعلقة بمواجهة خطاب الكراهية والتعصب والقواعد ذات الصلة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقواعد ذات الصلة في النظم الإقليمية لحقوق الإنسان إلى جانب مناقشة "خطة عمل الرباط" ضد التحريض على الكراهية لعام 2014م في ورقة مقدمة من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فضلاً عن التطرق لنماذج من أفضل التشريعات المحلية حول حرية الرأي والتعبير. أما الجلسة الثانية فستناقش الأشكال المعاصرة والإشكاليات الحديثة المتعلقة بالتحريض على الكراهية والتعصب، حيث سيتم من خلال ذلك طرح البرامج السياسية التي تحرض على التمييز العنصري أو تشجع عليه، فضلاً عن قضايا التحريض على الكراهية العرقية والدينية ورفض التعددية الثقافية بجانب مناقشة التمييز بحق اللاجئين والمهاجرين والتمييز القائم على النظام الطبقي. وتناقش الجلسة الثالثة من جلسات المؤتمر المقاربات المختلفة لمناهضة خطاب الكراهية والتعصب وسيادة النهج الأمني في ظل جهود مواجهة الإرهاب، مشيرة إلى أنه سيتم من خلال ذلك طرح التشريعات الوطنية في مجال محاربة الإرهاب وتوافقها مع حقوق الإنسان ودور المدرسة ومراكز الشباب في التربية على قيم التسامح .. فيما تتطرق الجلسة الرابعة إلى دور المؤسسات الإعلامية والدينية في تعزيز ثقافة التسامح ومناهضة خطاب الكراهية والتطرف، ويتم أثناء ذلك مناقشة دور المؤسسات الدينية في مناهضة خطاب الكراهية والتطرف ودور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة في التحريض على الكراهية. وتتناول الجلسة الخامسة حقوق الإنسان وإشكالية الإساءة إلى الأديان ويتم خلالها تصنيف المفاهيم السلبية تجاه الأديان وعرض التجارب الوطنية من مسألة ازدراء الأديان إلى جانب مناقشة التشريعات الوطنية لاحترام الأديان والمعتقدات. بينما تتعرض الجلسة السادسة والأخيرة إلى دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مواجهة الكراهية والتعصب ونشر ثقافة التسامح، ويتم من خلالها طرح نماذج عن نشاطات المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
مشاركة :