أبوظبي في 20 ديسمبر/ وام / افتتحت وزارة الثقافة والشباب اليوم، فعاليات أسبوع اللغة العربية الذي يقام افتراضيا بجلسة حوارية بعنوان "ما بعد تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها" لمناقشة أهم مؤشرات النبض الحيوية في واقع اللغة العربية، والمشاريع المستقبلية بناء على نتائج التقرير وتوصياته. شارك في الجلسة معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب ، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، والدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية في مصر، والدكتور عبد الله الوشمي مستشار في وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية والدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارت الجلسة الإعلامية نشوة الرويني. واستهلت الجلسة بكلمة افتتاحية من أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، أكدت خلالها التزام المنظمة بضمان استمرار اللغة العربية لتكون حلقة وصل بين الثقافات لا تحدها حدود الزمان والمكان، حيث تجسد اللغة العربية لغة تنوع ثقافي متميز، مشيرة إلى أن اللغات تعد مرآة لهويتنا وثقافتنا، إذ تتيح اللغة التعبير عن آرائنا وأفكارنا، لذا علينا حماية وتعزيز التعددية اللغوية حول العالم. وتقدمت أودري أوزلاي بالشكر لدولة الإمارات على إصدار تقرير حالة اللغة العربية، وإلى المملكة العربية السعودية على شراكتها الاستراتيجية مع منظمة اليونسكو من خلال مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، والتي تهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في عمل منظمة اليونسكو، وتسهيل الوصول إلى المعرفة باللغة العربية. وأكدت معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب أن تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها يمثل إنجازا حضاريا هدفه الحفاظ على اللغة العربية، ومعالجة التحديات التي تواجه لغتنا للمساهمة في بناء الإرث المعرفي الإنساني ومواكبة التطورات المتسارعة خصوصا في مجال التقنية والعوالم الجديدة، مشيرة إلى أن التقرير يأتي بمثابة منصة جامعة لكل ما يعنى باللغة العربية، ويستعرض قصص النجاح والدروس المستفادة من تجارب مختلف الدول والمؤسسات والأفراد. وقالت معاليها " يشكل تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها خارطة طريق شاملة، يحدد لنا المجالات التي يتوجب علينا تطويرها في مختلف القطاعات سواء في الترجمة والتعريب، والمناهج الدراسية، والبحث العلمي والإعلام وغيرها، كما تساعد مخرجات التقرير الدول العربية على وضع السياسات ومعالجة الثغرات التشريعية والبدء في مرحلة التخطيط اللغوي المشترك في الدول العربية. دورنا هو البدء في تطبيق توصيات ومخرجات التقرير على شكل مبادرات ومشاريع بالتنسيق مع جميع الشركاء في الوزارات والمؤسسات الأخرى، وندعو أشقائنا في الدول العربية إلى الاستفادة من التقرير في بلدانهم بما يخدم لغتنا ويعزز من حضورها في نفوس الأجيال الناشئة". وأوضحت أن التقرير أكد ضرورة رفع جودة المنتج العلمي العربي باللغة العربية وتوفير الانتشار للمنتج العلمي العربي في الجامعات ومراكز الأبحاث، فضلا عن الحاجة الملحة إلى إنشاء مرصد عربي للكتاب هدفه متابعه حركة النشر العربي بشكل دقيق ومواجهة ظاهرة قرصنة الكتب. من جانبها أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، أن دور المؤسسات الثقافية مهم جدا في إثراء اللغة، ولكن دور الأسرة أهم بكثير في غرس حب اللغة في الأبناء من الأجيال الناشئة، حيث أننا نحاول الوصول إلى هذه الفئة من المجتمع، وليس النخبة من محبي العربية، مشيرة إلى أن اللغة العربية هي إرث عظيم لما تحمله من معاني، ويجب الحفاظ عليها، من خلال المحاولة ببرامج ومبادرات حتى لو كانت بسيطة، ولكن تحمل أمل كبيرا. وقال الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية في مصر " التقرير لمس جانبا مهما من عمل المؤسسات التي أنشئت قبل 90 عاما لتطوير اللغة العربية، كما أن ما رصده هذا التقرير حقيقي، ويجب علينا الوقوف على هذه التحديات وتجاوزها، حيث أصبح الاتصال أسرع في عصر التكنولوجيا، لمعالجة القصور الذي أدى إلى تراجع لغة الضاد". وأكد أهمية دور المؤسسات العلمية في التواصل المكثف مع المدارس لتحديد المناهج البسيطة للطلبة، بهدف ترغيبهم في الإقبال عليها، مشيرا إلى أن مجامع اللغة العربية كانت معزولة وتفتقد إلى التواصل، وفي ظل التطورات المتسارعة، تتاح لنا فرصة ذهبية الآن لفض النزاعات بين اللهجات، وصولا إلى مصالحة لغوية. وركز الدكتور عبد الله الوشمي مستشار في وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية على التفاوت لمفهوم اللغة لدى المؤسسات والوزارات، والتفاوت في الأهداف، مؤكدا الحاجة إلى تحديد مفهوم التنسيق، وإعادة قراءته وبلورته من جديد، حيث أن اللغة مسؤولية الجميع وليست حكرا على مؤسسة أو فرد. وثمن الوشمي جهود وزارة الثقافة والشباب في إعداد التقرير، الذي وصل إلى نتائج محورية، تحتاج الوقوف عليها بشكل مطول، فمن يمتلك الأرقام يستطيع أن يطلق البرامج والمبادرات التي ستعزز من حضور اللغة العربية عالميا. من جانبه أوضح الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن التقرير يقدم لنا دلالات ونتائج مهمة، تساهم في كسر العزلة التي عاشتها لغتنا العربية طيلة الفترة الماضية، والمركز على استعداد لتقديم كافة ما يلزم لتحقيق توصيات التقرير، حتى نحول التحديات إلى فرص، وتعود العلل إلى التعافي والشفاء. وقال " علينا الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والنظر في التشريعات التي تعود إلى عقود ماضية، واستحداثها لتواكب ما وصل إليه الإنسان، وعلينا الأخذ بعين الاعتبار أن لكل دولة فلسفتها في اللغة، ولسنا بحاجة إلى مقاربة هذا التنوع".
مشاركة :