اتهم رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا أمس الأحد (23 أغسطس/ آب 2015) الرئيس رجب طيب أردوغان بمحاولة تدبير «انقلاب مدني» نظراً لسعيه الى تنظيم انتخابات مبكرة بعد فشل مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية. وللمرة الأولى منذ العام 2002 خسر حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الغالبية المطلقة في البرلمان في انتخابات السابع من يونيو/ حزيران، وفشل رئيسه أحمد داوود أوغلو في تشكيل ائتلاف حكومي خلال مهلة انتهت أمس. واتهم حزب الشعب الجمهوري، الذي حل ثانيا في البرلمان وأجرى مشاورات لأسابيع مع «العدالة والتنمية»، أردوغان بإفشال المشاورات الحكومية عمداً لتنظيم انتخابات مبكرة قد تعيد لحزبه الحاكم الغالبية التي يريدها. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو: «ليس هناك قانون في تركيا اليوم، الديمقراطية معلقة حالياً والدستور لا يعمل به». وأضاف خلال لقاء نقله التلفزيون مع نواب حزبه في أنقرة «نحن نواجه انقلاباً مدنياً»، ما يعيد إلى الذاكرة تاريخ تركيا الذي شهد ثلاثة انقلابات عسكرية في الأعوام 1960 و1971 و1980. وأكد أن حزب الشعب الجمهوري كان مستعداً للمشاركة في ائتلاف حكومي «يُحترم داخل وخارج» تركيا برئاسة رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو. وأعلن أردوغان الجمعة أنه سيلتقي رئيس البرلمان غداً الاثنين لممارسة حقه في الدعوة إلى انتخابات مبكرة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني. أما حزب الشعب الجمهوري فيقول إن أردوغان لم يمنحه فرصة محاولة تشكيل حكومة ائتلافية بعد فشل حزب العدالة والتنمية، متهماً إياه بانتهاك الدستور. ورد أردوغان بالقول إنه لا يستطيع أن يلتقي كيليتشدار أوغلو كون الأخير يرفض الدخول إلى القصر الرئاسي. وفي حديث إلى صحافيين في أنقرة أمس، أكد داوود أوغلو أن حزبه «العدالة والتنمية» احترم الدستور، وقال «حتى الآن، ومنذ السابع من يونيو، والوطن هو الشاهد علينا، لم ننحرف قيد أنملة عن الدستور والقانون». والسؤال الأساسي هو ما إذا كان حزب العدالة والتنمية قادراً على تحسين تمثيله في البرلمان واستعادة الغالبية المطلقة في انتخابات مبكرة، وهو أمر يقلل المراقبون من إمكانية حدوثه. على صعيد آخر، قالت مصادر أمنية إن مقاتلين أكراداً مسلحين ببنادق هاجموا محطة للطاقة الكهرومائية قرب مدينة دياربكر بجنوب شرق تركيا أمس، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين. والهجوم هو الأحدث في سلسلة الاشتباكات المتصاعدة منذ شهرين والتي دفعت عملية السلام إلى شفا الانهيار، لكنه لم يعطل العمليات في المحطة. وقالت المصادر إن طائرات مروحية تبحث عن المقاتلين من «حزب العمال الكردستاني» بعد أن فروا. في الأثناء، أبقت محكمة تركية أمس ثلاثة رؤساء بلديات من جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية في السجن، بتهمة السعي إلى تدمير الوحدة الوطنية من خلال تأييد الدعوة إلى الحكم الذاتي، بحسب تقارير إعلامية.
مشاركة :