‏تطوير مناهج اللغة العربية

  • 12/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إحتفل العرب في الايام القليلة الماضية باليوم العالمي للغة العربية ضجت مواقع التواصل بعجائب اللغة العربية وروائعها التي لا تجدها في جميع لغات العالم جميل جدًا ان تجد العرب يتداولون بدائع اللغة والبحث في المفردات والمعاني نعم في هذه الفترة نعيش جميع انواع التغريب سواء بالعادات والافكار والثقافات وإدخال اللغات في صلب لغتنا العربية لذلك تجد بين كل كلمتين عربية كلمة اجنبية ومع الأسف تمكنت تلك الموجة التغريبية من التغلغل داخل مجتمعاتنا العربية سواء كان من خلال الإحتلال او وسائل الإعلام او إنصهار العرب بالمجتمعات الغربية في بلدانهم عبر البعثات الدراسية والرحلات السياحية والإنتدابات الوظيفية وغيرها لن ننكر ان هناك فوائد كبيرة وجزيلة في تعلم اللغات الأخرى ولكن يجب الإحتفاظ والتمسك باللغة الأساسية التي ننتمي إليها وجهة نظري التالية ستكون موجهة لإدارات ووزارات التعليم في بلداننا العربية بشكل عام ولوزارة التعليم السعودية بشكل خاص التجديد في جميع المناهج مطلب يحتاج التحديث بشكل مستمر بإستثناء المنهج الديني الثابت نعم هناك قشور إجتهادية في بعض المناهج الدينية وجب إخراجها من المناهج والدولة بقيادتها الحكيمة تنبهت مؤخرًا لذلك الامر وتسعى لإخراج تلك الافكار الإجتهادية والتي تعتبر محل خلاف ولكن تركيزي في هذا الطرح سيكون موجه للغة العربية نعترف اننا مجتمع غير قارئ للكتب والمؤلفات وان تلك الهواية لا تشغل فكر العرب وتحديدًا الشعب السعودي إلا ما ندر لماذا يكون التركيز منصب فقط على القواعد النحوية وتفرعاتها وإختلافات الآراء بين علماء اللغة لماذا ايضًا يكون التركيز حول البلاغة والصرف بشكل مقنن حتى بعد تجديد مناهج اللغة لم نلحظ تغير ملموس في فكر الطالب والطالبة السعودية من حيث توجهات اللغة العربية ومقاصدها الكامنة داخل النصوص العربية من المفترض ان يكون هناك منهج موسع يقاسم جميع المناهج من حيث الحيز والأهمية منهج الكتب والمؤلفات العربية يجب ان يتعلم الطالب اساسيات القراءة والكتابة وقواعد النحو واقسام البلاغة الثلاثة واشكال تصرف الكلمات وعلامات الترقيم والتشكيل في مرحلة الإبتدائي فقط وتكون بشكل مقتصر كما اسلفت على الاساسيات وبعد ان ينتهي الطالب من مرحلة الإبتدائي يدمج فورًا منهج المؤلفات والكتب بحيث يدرس الطالب عدد لا يقل عن ثلاث مؤلفات وكتب في الترم الواحد تكون مختارة من الوزارة بعناية يجب ان يتعلم الطلاب والطالبات فن القراءة والتعرف على الثقافات العربية والإرث العظيم الموجود داخل محتويات الكتب والمؤلفات العربية اكاد أجزم ان اكثر من نصف طلابنا وطالباتنا لا يعرفون من هو طه حسين و عباس محمود العقاد و نجيب محفوظ وغازي القصيبي بناء الشعوب وتأسيسها الصحيح يجب ان يمر عن طريق القراءة في السابق كانت هناك آراء تشددية متخلفة تعتبر القران هو الكتاب الوحيد الذي يجب تدريسه مع بعض كتب السنة مثل صحيح البخاري وغيرها والإكتفاء بتلك الكتب الدينية وانا بوجهة نظري كتاب الله هو رأس الهرم بدون ادنى شك وهو كلام الله الذي لا يضاهيه اي كلام ودراستنا وتعمق معانيه وتدبرها واجبة علينا ولو اتقنّا قراءة القران بشكل الصحيح لأصبح الجميع علماء في اللغة العربية ولكن لا يضير إذا تعمقنا في الكتب والمؤلفات العربية الاخرى التي هي من صنعنا نحن بالطبع سيتضح الفرق الكبير بين كتاب الله وطريقة تركيب الجمل الخالية تمامًا من الاخطاء وبين طريقة كتابات البشر وإختيارهم للمصطلحات وتركيبهم للجمل لذلك سيكتشف الطالب والطالبة ان في الأمر فرق عظيم وفي ذلك تعزيز لمعجزة القران والنخبوية الغير قابلة للمساس نحن حينما نضع في مناهجنا هذا المنهج " الكتب والمؤلفات العربية " ستتنوع ثقافتنا وتتوسع مداركنا ويصبح المجتمع اكثر وعي وثقافة حينما يدرس الطالب خلال 6 سنوات قرابة 35 كتاب ومؤلف يعتاد الشخص على القراءة وتصبح قراءة الكتب من الهوايات الاساسية لدى غالبية الشعب سترتفع جودة الطالب وستحسن اللغة من خلال إعتياد اللسان على القراءة وجمع اكبر عدد من الكلمات والمترادفات والتنوع اللغوي وسيكتشف القارئ جمال اللغة وسيتكون لديه إرث عظيم من الكلمات والمفردات العربية ختامً اريد تذكيركم بأن الشعوب تحتاج للقراءة كحاجتها للماء والغذاء والهواء والدواء إنطلاقة التجديد في ثقافتنا العربية يجب ان تكون نقطة إنطلاقه من القراءة بقلم فيصل السفياني

مشاركة :