نالت حبيبة لغريبي شرف ان تكون أول تونسية تحرز ميدالية لبلادها في بطولة العالم وفي دورة الألعاب الاولمبية عندما توجت بفضية سباق 3 ألاف م موانع في نسخة دايغو عام 2011، ثم بميدالية من المعدن ذاته في لندن 2012. ولا تملك تونس سمعة قوية في رياضة ام الالعاب مثل الجزائر او المغرب، وكان بطلها الوحيد في هذه الرياضة محمد القمودي حامل ذهبية سباق 5 الاف م في الالعاب الاولمبية في مكسيكو عام 1968، في حين نال حاتم غوله فضية في سباق 20 كلم مشيا في نسخة اوساكا عام 2007. وتسعى لغريبي الى ان تصبح ايضا اول رياضية من بلادها تحرز ميدالية ذهبية في بطولة العالم والفرصة متاحة امامها في بطولة العالم الحالية في بكين بعد ان سجلت افضل رقم في التصفيات اليوم الاثنين وقدره 38ر24ر9 دقائق، وهو افضل رقم في المجموعات الثلاث من التصفيات. ويقام السباق النهائي بعد غد الاربعاء. وقالت لغريبي "كنت اول تونسية تحرز ميدالية في بطولة العالم وفي دورة الالعاب الاولمبية، وبالتالي فان المسؤولية باتت اكبر علي لاحراز الذهبية. اذا نجحت في ذلك هنا في بكين، سيكون هذا الامر مميزا بالنسبة الى تونس". وشرحت لغريبي الصعوبات التي يواجهها رياضيو العاب القوى في تونس بقولها "منذ انطلاق الثورة قبل عدة سنوات، لا وجود لاي ملاعب تدريب لرياضة العاب القوى، وبالتالي يجد الجيل الجديد صعوبة كبيرة، لكني امل بان تتغير الامور للافضل قريبا". وغالبا ما تقدم لغريبي افضل مستوى لها في البطولات الكبرى بدليل انها نجحت في كل من مشاركاتها الدولية الخمس في تحطيم رقمها القياسي في كل مرة علما بان رقمها الشخصي هو اقل بعشر ثوان من الرقم القياسي العالمي المسجل باسم الروسية غولكارا غالكينا ومقداره 81ر58ر8 دقائق. ولدى سؤالها عن قدرتها في تحطيم الرقم القياسي في بكين تقول "لا اريد الحديث عن الرقم القياسي" قبل ان تضيف "لكن لما لا". وادت اصابة لغريبي الى غيابها عن بطولة العالم الاخيرة في موسكو ما حرمها من انتزاع ذهبية السباق لكنها مصممة هذه المرة على التعويض خصوصا بعد ان استعانت بخدمات مدرب جديد هو الفرنسي جان ميشال ديرينغيه. وتقول في هذا الصدد "عملت مع مدربي الروماني كونستانتين نوريسكو على مدى 15 عاما وكان من الصعب علي التغيير. اصبح متقدما في السن وبات من الصعب عليه التواجد معي في كل سباق خلال سفري. لكنه ساعدني في ايجاد مدرب جديد وبدأت التدريب باشراف جان ميشال في كانون الاول/ديسمبر الماضي. لدي ثقة كبيرة به خصوصا بعد النتائج الجيدة التي حققها مع مهدي بعلا وبوعبدالله طاهري". وتابعت "امل في احراز الذهبية هنا في بكين. لقد بذلت جهودا شاقة خلال فصل الشتاء من اجل احراز اللقب في بطولة العالم وفي الالعاب الاولمبية العام المقبل، اذا قدر لي سأكون في غاية السعادة". واوضحت "في موسكو كنت مصابة، وبدأ جسدي يستعيد عافتيه في مطلع عام 2014 وقد انهيت الموسم الماضي بطريقة جيدة من خلال فوزي بسباقين في الدوري الماسي". واضافت "وفي الموسم الحالي خضت اول سباق لي داخل قاعة ونجحت في احراز المركز الاول في برمينغهام". بدأت لغريبي مسيرتها في سباقات اختراق الضاحية حيث دافعت عن الوان تونس في اربع بطولات عالمية في هذا الاختصاص، لكنها انتقلت الى سباق 3 الاف م موانع عام 2005 عندما استحدث هذا السباق للمرة الاولى في بطولة العالم في هلسنكي. وعلى الرغم من تحطيمها الرقم القياسي الشخصي لها بفارق 20 ثانية مسجلة 49ر51ر9 دقائق، فان هذا التوقيت لم يكن كافيا لبلوغ السباق النهائي عام 2005. وبعده بثلاث سنوات وفي دورة العاب الاولمبية في بكين، نجحت لغريبي في انزال رقمها الشخصي الى 50ر25ر9 د في التصفيات لتصبح اول رياضية تونسية تبلغ نهائيا اولمبيا. استمرت نتائج لغريبي في التحسن تدريجيا حيث حلت سادسة في بطولة العالم في برلين عام 2009 مسجلة رقما وطنيا جديدا هو 52ر12ر9 د. ثم كان اول الغيث في بطولة العالم في دايغو عام 2011 عندما نالت الفضية بتوقيت 97ر11ر9 د لتصبح بالتالي اول رياضية من بلادها تصعد الى منصة التتويج. وكررت الانجاز ذاته في دورة لندن الاولمبية عام 2012 مسجلة 37ر08ر9 د. لم يسبق لتونس ان احرزت اي ذهبية في بطولة العالم في فئتي الرجال او السيدات، لكن لغريبي في طريقها الى تغيير هذه المعادلة ودخول التاريخ من اوسع ابوابه.
مشاركة :