دائما ما نبحث عن أسرار التاريخ الذي خبئته الغرف المغلقة، ولم يكشف عنها الستار، ولم يكن بمقدور المؤرخين وقتها البوح بها؛ ولما لا والمقصلة والمشنقة مصير ينتظره من يكتب أو يتحدث، فلكل رئيس أو ملك أو خديوي هفواته وسقطاته التي لا تغتفر ولا يرحمها التاريخ مهما غابت عنها الأيام ونسيها الناس، وإن أحكمت سيطرتك في بلادك لا تستطيع أن تحكمها في بلاد أخرى، نافذة كتاب الغرب؛ وثقوا بعض من أسرار الماضي وفضحته عولمة العصر، ففي مصر وفي عهد الدولة الملكية سجلت كتب المؤرخين أبواب من مواقف أحفاد محمد على باشا لكنها لم تسجل مواقف كارثية كانت تحدث ولما يذكرها التاريخ حينها..الكاتب رايموند فلاور سجل في كتابه الشهير "Napoleon to Nasser: The Story of Modern Egypt"، الصادر عام 1972، والذي تضمن روايات صادمة عن الوالي عباس حلمي الأول، حفيد الوالي محمد على باشا، وحقيقة الروايات من عدمها تحدث عنها موقع "مركز الإبداع الفني" التابع لصندوق التنمية الثقافية المصري الحكومي، قائلًا: «اختار المؤلف ريموند فلاور لكتابه عنوان (قصة مصر الحديثة) وليس تاريخ مصر الحديث؛ لأنه من الناحية العلمية الدقيقة يصعب توصيف ما جاء في هذا العمل بأنه تاريخ خالص، ولكن يمكننا القول إنه نوع جديد من الدراسات يخدم دارسي التاريخ والمشتغلين بالكتابة التاريخية»، وترصد "البوابة نيوز" 3 مواقف منها للوالي:1-تعذيب الزانيات:في عهد الوالي عباس حلمي الأول، يروي الكتاب أن الحاكم كان "ساديا" حيث إذا ثبتت جريمة الزنا على إحدى النساء، يجلب المرأة ويضعها في صندوق ويحكم إغلاقه ثم يرميها في النيل وفي بعض المرات وعلى سسبيل الفكاهة يرمي مع السيدات قططا ويحكي الكاتب أنه كان يحب الضرب والجلد والتعذيب وكان نسائه عندما يخطأن يشرع في جلدهن بالسوط والكرباج. 2-إباحة الحشيش:كان الوالي عباس حلمي الأول يبيح شرب الحشيش والإتجار فيه وحاول كيير مستشاريه حسن باشا المانسترلي إخضاعه للتوقيع على قرار بإلغاء ومنع الحشيش لكنه كان يرفض في كل مرة ويرمي بالورقة ويقول "يجب أن يحظى الشعب والمواطن بشيء من التسلية وإذا منعت الحشيش سيشربون الراكي".والراكي مشروب تركي يشبه الخمور لكنها مخففه وكان الثوريون يشربونه أثناء وضع الخطط الثورية والسياسية والتي ممكن أن تشكل خطرا على الحاكم والدولة لذا فشرب الحشيش أفضل لأنه يغيب العقل.3-هدم الأهراماتوهذه القصة شهيرة حيت روى الكاتب أن عباس حلمي الأول أمر مهندس فرنسي بهدم الأهرامات لاستخدام أحجارها في البناء وعمل إنشاءات مفيدة زاعما بأن أحجار الأهرامات تقف بلا فائدة فلماذا لانستخدمها في شيء مفي، ووقف المهندس مصدوما لا يستطيع الرد وقال لعباس "نهدم الاهرامات"؟فرد عباس: (نعم، ولما لا؟ هل أنت أبله لتحمل أي احترام لهذه الحجارة القبيحة عديمة الفائدة؟وفكر المهندس كثيرا مع نفسه وقرر أن يخدع عباس حتى لايهدم الأهرامات معللا ذلك بأنه لايتمنى أن يقال عن أبناء المهندس بعد ذلك هؤلاء أبناء الرجل الذي دمر الاهرامات.وفي اليوم الثاني ذهب المهندس الفرنسي للوالي عباس حلمي الأول وأخبره بأن تكلفة هدم الأهرامات ستحتاج لتكلفة هائلة ووضع رقم فلكي وقدم لها دراسة جدوى مفبركة وقتها ليصدم عباس ويقرر التخلي عن الفكرة.
مشاركة :