انصَب اهتمام الكويتيين، اليوم الثلاثاء، على جلسة مجلس الأمة الثانية المكملة للجلسة الافتتاحية، والتي تم خلالها تشكيل اللجان البرلمانية الدائمة والمؤقتة، من خلال انتخاب أعضاء بعضها وتزكية أعضاء بعضها الآخر، ومنها اللجنة المؤقتة لشؤون المرأة والأسرة والطفل التي تم تزكية ثلاثة نواب لها من ذوي التوجهات الإسلامية. وتم تزكية كل من النائب أسامة المناور وصالح المطيري وأسامة الشاهين المحسوب على الحركة الدستورية الإسلامية (حدس)، للجنة المرأة في المجلس الذي خلا من التمثيل النسائي في هذه الدورة رغم خوض 29 مرشحة للانتخابات وفوز المرأة بدورات انتخابية سابقة. وأثارت هيمنة هؤلاء النواب أصحاب التوجهات الإسلامية سخرية وانتقاد ناشطات ونشطاء، اتخذوا من هذا التشكيل وسيلة للتعبير عن عدم تفاؤلهم بهذا المجلس الذي حاز على رضا شريحة واسعة من الكويتيين في الأيام الأولى، ليتلاشى هذا الرضا تدريجيا عقب السجالات التي دارت بشأن قضية رئاسة المجلس. وتوالت التعليقات من أكاديميين وحقوقيين انتقدوا هذا التشكيل، منهم الدكتورة شيخة الجاسم التي خاضت الانتخابات النيابية أخيرا في الدائرة الثالثة، حيث علَقت بسخرية: ”رحنا فيها يا بنات“. رحنا فيها يا بنات https://t.co/C0x8tlAsrf — شيخة الجاسم (@ShaikhaBinjasim) December 22, 2020 وزادت الجاسم من انتقادها عقب تزكية نواب إسلاميين للجنة الظواهر السلبية كذلك، لتقول: ”أخواتي وإخواني .. واضح من تشكيلة لجنتي المرأة والظواهر السلبية أن حرياتنا ستكون في خطر، لكن الجانب المشرق هو أننا سنكون بالمرصاد لأي تعدٍ أو تجاوز على حرياتنا وحقوقنا الدستورية.. رفعت الأقلام وجفت الصحف“. أخواتي وإخواني .. واضح من تشكيلة لجنتي المرأة و الظواهر السلبية أن حرياتنا ستكون في خطر لكن الجانب المشرق هو أننا سنكون بالمرصاد لأي تعدي أو تجاوز على حرياتنا وحقوقنا الدستورية.. رفعت الأقلام وجفت الصحف☝🏼 pic.twitter.com/KPlotdZMhs — شيخة الجاسم (@ShaikhaBinjasim) December 22, 2020 وتعبيرا عن تخوفها لوضع المرأة في المرحلة المقبلة إثر توجهات أعضاء اللجنة التي تمثلها في البرلمان، قالت الكاتبة بصحيفة ”القبس“ إقبال الأحمد: ”اللهم اكتب لنا ما هو في صالحنا نحن معشر النساء مع هذه اللجنة… يااااااااارب“. اللهم اكتب لنا ماهو في صالحنا نحن معشر النساء مع هذه اللجنة…يااااااااا رب🙏🏻 pic.twitter.com/CJddlOwsXz — اقبال الاحمد (@iqbalalahmad1) December 22, 2020 واعتبرت المحامية أريج عبدالرحمن حمادة ”أن سيطرة الإسلاميين على هذه اللجنة سيحرم المرأة الكويتية من الكثير من حقوقها، وبينها المطالبة بمنح أبناء الكويتيات المتزوجات من غير المواطنين بعض الحقوق التي تطالب بها المرأة منذ سنوات“. بعد سيطرة الاسلاميين على لجنة المرأة انسوا تحقيق اي مطالبات بما فيها هذا الاقتراح المستحق pic.twitter.com/awHKfoFrcL — أريج عبدالرحمن حمادة🇰🇼 (@AreejHamadah) December 22, 2020 ورجحت المحامية أريج تعمد الحكومة منح اللجنة للإسلاميين؛ ”بدعوى معاقبة المرأة على اختيارها للرجل في الانتخابات النيابية الأخيرة، وعدم اختيار المرأة بالرغم من أن نسبة الناخبات تشكِل 52 بالمئة“. بما ان الحكومة هي المسيطرة على نتيجة اللجان اعتقد تعمدت منح لجنة المراة الاسلاميين حتى تعاقب المرأة على عدم تصويتها للمرأة و اختيار الرجل بدلا منها — أريج عبدالرحمن حمادة🇰🇼 (@AreejHamadah) December 22, 2020 وقالت ندى المطوع، وهي عضو مجلس الأمناء بكلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا: ”رسالة مدوية للمرأة التي لم تنتخب امراة#لجنة_المرأة يتولاها من يرفض وجودها بالبرلمان ويريدها #ناخبة وبس“. رسالة مدوية للمرأة التي لم تنتخب إمراه 🖐🏽#لجنة_المرأة يتولاها من يرفض وجودها بالبرلمان ويريدها #ناخبة وبس . https://t.co/imbSpDUsXI — Nada Al Mutawa 🇰🇼 (@nadamutawa) December 22, 2020 وانتقدت الكاتبة بجريدة ”القبس“ أسيل أمين، المعروفة بآرائها المناصرة للمرأة والدعوة إلى التحرر، تشكيل اللجنة، قائلة: ”دايما هذي أولوياتهم وأهدافهم. طبعا هذا لأن فساد الدولة يبدأ من المرأة، السبب الرئيسي للظواهر السلبية وأكثر أهل النار وحطب جهنم“. دايمًا هذي أولوياتهم وأهدافهم. طبعًا هذا لأن فساد الدولة يبدأ من المرأة السبب الرئيسي للظواهر السلبية وأكثر أهل النار وحطب جهنم. pic.twitter.com/yJvmnOgoIX — أسيل أمين (@AseelAmin) December 22, 2020 وسخر المحامي عماد السيف من التشكيل قائلا: ”شكرا لتشكيل لجنة المرأة البرلمانية الذي نجح في انتزاع ضحكة ساخرة من أفواهنا بعد أجواء الحزن المخيمة منذ أمس على فقيد الكويت الشيخ ناصر صباح الأحمد رحمه الله..!!!“. شكرا لتشكيل لجنة المرأة البرلمانية الذى نجح فى انتزاع ضحكة ساخرة من أفواهنا بعد أجواء الحزن المخيمة منذ أمس على فقيد الكويت الشيخ ناصر صباح الأحمد رحمه الله..!!! — المحامي عماد السيف (@AlsaifEmad) December 22, 2020 أما الكاتب فالح بن حجري فنظر إلى القضية من زاوية أخرى، مشيرا بأصابع الاتهام إلى النواب المعارضين للتوجه الإسلامي، حيث قال: ”لجنتا المرأة والظواهر السلبية تم اختيارهما بالتزكية، يعني التيارات الليبرالية أو المعارضة للتوجه الإسلامي داخل المجلس لم تتنافس عليهما أصلا ..فبلاش كلام زائد وكل واحد يحاسب اختياره أولا ويوجه الخطاب له“. لجنتا المرأة والظواهر السلبية تم اختيارهما بالتزكية يعني التيارات الليبرالية أو المعارضة للتوجه الاسلامي داخل المجلس لم تتنافس عليهما أصلا ..فبلاش كلام زائد وكل واحد يحاسب اختياره أولا ويوجه الخطاب له — فالح بن حجري (@Bin_7egri) December 22, 2020 وعقد المجلس، اليوم، جلسته التي تم خلالها تأدية القسم الدستوري لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ حمد العلي، وتأبين الشيخ ناصر الصباح، إلى جانب تشكيل اللجان، بعد يومين من السجالات النيابية وتبادل الاتهامات بينهم بشأن إجراءات الجلسة. ووصلت المرأة الكويتية التي تمكنت من الحصول على حقوقها السياسية عام 2005، إلى قبة البرلمان أول مرة عام 2009، بأربع نائبات دفعة واحدة، ليتقلص تمثيلها شيئا فشيئا، بالرغم من الضغوط المتواصلة والمطالبات بمنح المرأة كافة حقوقها ومساواتها مع الرجل. وكان غياب المرأة عن المجلس النيابي الحالي الذي هيمن عليه أصحاب المواقف المعارضة، من أبرز الأحداث التي شهدتها الانتخابات، حيث أرجع البعض خسارتها لعدة أسباب، منها: ”نظرة المجتمع الدونية للمرأة، وعدم مساندة المرأة الناخبة للمرأة المرشحة، وتوجيه صوتها للمرشحين الرجال، إضافة إلى ضعف أداء المرأة السياسي“.
مشاركة :