أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جولة مباحثات هاتفية، أمس، مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، ركزت على ملفات التعاون الثنائي في المجالات المختلفة وسبل دفع عملية التسوية في الشرق الأوسط. وأفاد بيان أصدره الكرملين، بأن الرئيسين تناولا ملف التسوية في الشرق الأوسط، مع التركيز على أهمية تحريك عملية السلام. وأوضح أن بوتين جدد خلال المكالمة استعداد روسيا لمواصلة جهودها الهادفة إلى إيجاد حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما في ذلك عبر تفعيل عمل «الرباعية الدولية» التي تضم بالإضافة إلى روسيا، كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وجاء حديث بوتين في إطار دعوات روسية متزايدة في الفترة الأخيرة لتنشيط ملف التسوية وإعادة الاعتبار إلى دور «اللجنة الرباعية»، كوسيط لإطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكانت موسكو نشطت تحركها خلال الفترة الأخيرة على هذا الصعيد، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام، أن «مسار التطبيع، الذي انطلق في المنطقة له عناصر إيجابية لأنه يزيل التناقضات القديمة ويفتح قنوات اتصال حضارية ومستندة إلى الأساليب القانونية». لكنه أكد في الوقت ذاته على أهمية «ألا يطغى هذا المسار على ضرورة التوصل إلى حل للمشكلة الفلسطينية». وزاد أن «القضية يجب حلها على أساس القرارات الحالية للأمم المتحدة التي يجب أن تتضمن إقامة دولة فلسطينية تتعايش مع دولة إسرائيل في سلام وأمن». وقد شدد لافروف على أنه «يتعين على المجتمع الدولي المساعدة في استعادة المفاوضات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل»، مذكراً بأن روسيا اقترحت، مراراً، استئناف عمل اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين مع توسيعها بضم جامعة الدول العربية إليها. وأكدت موسكو عدة مرات، خلال اتصالاتها مع الجانب الفلسطيني وفي إطار المناقشات مع الوفود العربية التي زارتها أخيراً، رؤيتها لآلية دفع مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأعربت عن استعداد لتوجيه الدعوة إلى الطرفين لإجراء نقاشات في العاصمة الروسية. كما أبلغ دبلوماسيون روس «الشرق الأوسط»، في وقت سابق، أن موسكو نصحت الجانب الفلسطيني بتسريع عملية المصالحة، وأكدت أن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني تشكل شرطاً أساسياً لقيام الأطراف الإقليمية والدولية بجهد جدي لدفع عملية التسوية. كما أشار دبلوماسيون إلى قلق روسي، لأن «الطرف الفلسطيني يأتي إلينا ويذهب إلى أوروبا للمطالبة بإحياء اللجنة الرباعية ودفع عملها، ويطلب بالدعوة لتنظيم مؤتمر دولي للسلام، في حين أن على الجانبين الفلسطيني والعربي، إطلاق تحرك فعال لتمكين أصدقاء الفلسطينيين على المستوى الدولي، من دفعه والبناء عليه في المحافل الدولية». إلى ذلك، شغل ملف مكافحة «كورونا» محورا أساسيا في محادثات بوتين وعباس، كما أفاد بيان الكرملين، الذي لفت إلى أن «ملفات التعاون الثنائي في المجالات المختلفة كانت حاضرة، مع إيلاء اهتمام خاص لمسائل التعاون في مواجهة تفشي الوباء، بما في ذلك من خلال استخدام اللقاح الروسي «سبوتنيكV» في فلسطين. وكان السفير الفلسطيني لدى موسكو، عبد الحفيظ نوفل، أعلن في وقت سابق أن بلاده تبحث مع روسيا إمكانية استخدام اللقاح الروسي، وقال إن «هناك آليات عديدة للتعاون في هذا المجال». وكشف نوفل أنه يخوض مفاوضات حول هذا الموضوع مع الجانب الروسي من أجل إيجاد آلية تقضي إلى تفعيل برنامج دعم البلدان الأقل تطورا، عبر منحها اللقاح في المرحلة الأولى، وشراء اللقاح من قبل هذه الدول في المرحلة الثانية، وأخيرا انتقال هذه البلدان إلى إنتاج اللقاح على أراضيها. وذكر نوفل أن الطرفين يدرسان كمية جرعات اللقاح التي تستطيع روسيا تقديمها لفلسطين وسعرها. ولمح إلى أن النقاشات الجارية تطرقت إلى احتمال إطلاق إنتاج مشترك للقاح على الأراضي الفلسطينية أو في الأردن في مرحلة لاحقة.
مشاركة :