دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى توسيع اللجنة الرباعية الدولية للسلام، غداه انتقادات أطلقها من قلب تل أبيب وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل. أقر فيها بإحباط أوروبا من استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ورفضها حل الدولتين. واستبق عباس زيارته موسكو بعد أقل من أسبوعين، وشدد خلال لقائه أمس سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، في حضور ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية، على الدور السياسي الروسي ووزنها الكبير على الساحة الدولية، وفي إطار الرباعية الدولية التي يمكن توسيعها لتواصل دورها بشكل عادل ونزيه، مؤكداً حرص القيادة الفلسطينية على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية مع موسكو. وبدوره، نقل الضيف الروسي، تطلع الرئيس فلاديمير بوتين، إلى لقاء عباس في مدينة سوتشي، لاستعراض العلاقات الثنائية، والأوضاع في المنطقة والعالم. وأكد على موقف بلاده الثابت والداعم للشعب الفلسطيني، ولتحقيق السلام. كما عقد باتروشيف وبوغدانوف جلسة محادثات مع مدير الاستخبارات اللواء ماجد فرج، تطرقت إلى العلاقات الأمنية، واستمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين. وفيما أظهر تصاعد الرفض الأوروبي للانتهاكات الإسرائيلية، وجه وزير الخارجية الألماني، انتقادات شديدة إلى تل أبيب لاستمرار احتلالها الأراضي الفلسطينية. ونقلت صحيفة «هآرتس» تعبير غابرييل خلال خطاب ألقاه في مؤتمر «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، مساء الأربعاء، عن قلقه من ابتعاد إسرائيل عن حل الدولتين، وقال: «الرسائل المختلطة، في أفضل الأحوال، لا تفلت من أعين أوروبا، حيث يتزايد هناك الإحباط من أنشطة إسرائيل»، منتقداً معارضة وزراء في الحكومة الإسرائيلية صراحة حل الدولتين. وبدا لافتاً تلويح الوزير الألماني بوقف المساعدات، عندما شدد على أن «حل الدولتين كان دائما أساس ضلوعنا في السلام والدعم الاقتصادي». وأضاف: «من الصعب جداً جداً على أشخاص مثلي تفسير سبب دعمنا لإسرائيل». وزاد: «كأصدقاء وحلفاء، علينا أن نعلم: هل لم تعد إسرائيل تؤيد حل الصراع بواسطة مفاوضات؟ هل أنتم مستعدون دفع ثمن احتلال وصراع أبدي؟». وقال: «ألمانيا تنتظر اليوم الذي ستتمكن فيه من نقل سفارتها إلى القدس. لكن دعوني أضيف أن هذا سيكون من خلال حل الدولتين والقدس عاصمتهما. ولا توجد طريق مختصرة هنا». وكان غابرييل صرح خلال لقائه مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أول من أمس، إن «ألمانيا تدعم جداً حل الدولتين، وسعدنا بسماع أن إسرائيل أيضاً، وذلك من خلال الحفاظ على أمن حدودها». ورد نتانياهو قائلا: «شرطنا الأول هو السيطرة على الحدود، سواء تم تعريفها كدولة أو لا... وأفضل ألا أبحث في التعريفات». وكان نتانياهو رفض لقاء غابرييل، خلال زيارته لإسرائيل قبل عشرة أشهر، بعد لقاء الوزير الألماني منظمتي «نكسر الصمت» و «بتسيلم»، اللتين تفضحان الممارسات الإسرائيلية. إلى ذلك، دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة علاقاته مع إسرائيل في ظل «انتهاكها لاتفاقية الشراكة الثنائية الأوروبية الإسرائيلية، عبر اعتقالها أطفال ومدافعين عن حقوق الإنسان في فلسطين». وقال عريقات في رسالة وجهها إلى المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني: «الدول الأوروبية لم تتخذ تدابير ملموسة لإخضاع إسرائيل للمساءلة»، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي بصفته شريكاً تجارياً رئيساً لإسرائيل لديه ما يكفي من التأثير للضغط عليها.
مشاركة :