روى سامى عبدالفتاح، المؤرخ البورسعيدي، حكايات آخر 3 أيام قبل جلاء آخر جندي من جنود العدوان من على أرض بورسعيد وتحديدًا من يوم 21 ديسمبر إلى يوم 23 ديسمبر عام 1956، مشيرًا إلى أنه يوم 21 ديسمبر أمر الرئيس جمال عبد الناصر بإنشاء وزارة باسم "وزارة شئون بورسعيد" ويتولى رئاستها عبد اللطيف البغدادي وأن تتولى بالتنسيق مع وكافة وزارات مصر العمل الجاد لإعادة إعمار بورسعيد، وقرر "البغدادي" في هذا اليوم نقل جثث الشهداء التي دفنت في الطريق العام في كل شارع وحارة إلى مقابر جديدة تم تخصيصها باسم شهداء بورسعيد في الباب الأول من المدافن الحالية، وبالفعل تم نقلها في استقبال شعبى ورسمي كبير، كما وجهه "عبد الناصر" بوضع الأسس والقواعد الخاصة بتقدير التعويضات عن أضرار الحرب التى وقعت على النفس والمال ببورسعيد، وتشكيل لجان لتقدير التعويضات اللازمة وبأقصى سرعة، وأن يتم إعادة بناء ماتهدم في مدينة بورسعيد من الحرب في موعد أقصاه 6 أشهر، وفي يوم 22 ديسمبر سلمت القوات الفرنسية مدينة بورفؤاد لقوات الأمم المتحدة في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحًا، وساعدتهم العربات البريطانية في نقل أمتعة الجنود الفرنسيين من بورفؤاد إلى السفن المنتظرة بجوار تمثال ديليسبس لمغادرة المدينة الباسلة، وحدد الأنجليز حظر التجول في الشريط الضيق المتواجدين فيه بالشمال الشرقى لبورسعيد بشارع 23 يوليو، وتحديدًا من تمثال ديليسبس وحتى شارع الملكة فريدة وذلك لمدة 24ساعة حتى يتمكنوا من مغادرة بورسعيد بعيدًا عن أعين الفدائيين الذين أثاروا الرعب لدى جنود الاحتلال، لافتًا انه كان في حماية القوات المنسحبة 3 بوارج حربية أمام شاطئ البحر المتوسط لحراسة الانسحاب، وأعتلى أسطح المنازل المطلة على هذه المنطقة 300 جندى من جنود القناصة الإنجليز لتأمين انسحاب جنود الاحتلال خوفا ورعبا من الفدائيين.وتطرق المؤرخ البورسعيدي في حديثه لليوم الأخير من العدوان قائلًا:"يوم 23 ديسمبر عام 1956 عادت جميع القطع البحرية الإنجليزية إلى قواعدها في قبرص ومالطا، بينما عادت جميع قطع الأسطول الفرنسى إلى مينائي مرسيليا وتولوز، وغادرت أخر سفينة بريطانية بغير رجعة في مساء هذا اليوم في تمام الساعة الخامسة إلاربع حاملة فرقة (يورك شير)، وبذلك يكون قد تم جلاء أخر جندى بريطاني عن أرض مصر وأطلق على هذا اليوم الخالد والأغـر عيد النصر وصار عيدًا قوميًا تحتفل به البلاد والعباد، وفى هذا اليوم أيضًا وفى تمام الساعة التاسعة صباحًا دخلت مدينة بورسعيد سيارات لاسلكي من سيارات الجيش المصرى، تعلن أن الرئيس عبد الناصر أصدر أوامره بسرعة إعادة تعمير بورسعيد وصرف التعويضات المقررة لأهالى بورسعيد الذين تضرروا من الحرب".
مشاركة :