هدوء وسط بيروت بعد توقف اعتصام « طلعت ريحتكم»

  • 8/25/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ساد الهدوء التام أمس الاثنين وسط بيروت بدءاً من ساحة رياض الصلح مروراً بشارع العازارية حتى ساحة الشهداء التي كانت على مدى اليومين السابقين مسرحاً لتظاهرات واعتصامات حملة طلعت ريحتكم، والتي شهدت مواجهات بين عدد من المتظاهرين والقوى الأمنية وأدت إلى سقوط عدد من الإصابات، حيث توقف الاعتصام مع إعلان الحملة عن تأجيل تظاهرة أمس التي كانت مقررة مساء، متهمة عناصر وصفتها بالمندسة باقتحام التظاهرات السلمية وافتعال أعمال الشغب. وقد أكد أحد منظمي هذه الحملة عماد بزي إننا لم نخرج من الساحة نهائياً، وإن الحراك لم يتوقف، كل ما قمنا به هو إخلاء الساحة بالأمس لأن الأعداد أصبحت كبيرة جداً وليست لدينا القدرة اللوجستية للسيطرة على ما يحصل، موضحاً إننا لا نريد صداماً مع القوى الأمنية لذلك خرجنا كي ننظم التحرك بطريقة أفضل ونعود إلى الشارع، مشيراً في حديث تلفزيوني أمس إلى أننا سنعود في وقت قريب جداً، ربما يكون خلال هذا الأسبوع. وتمت إزالة الركام جراء تحطم لوحات إعلانية وإشارات مرور وبعض العوائق الحديدية، كما جري تنظيف المكان بالمياه. ولا تزال الأسلاك الشائكة قائمة في الشارع المؤدي إلى القصر الحكومي وإلى مداخل مجلس النواب، وشهد شارع المصارف حركة سير طبيعية، فيما استقدمت القوى الأمنية مكعبات إسمنتية إلى ساحة رياض الصلح لتدعيم مداخل السراي تحسباً لكل الاحتمالات بما في ذلك محاولات اقتحام السراي الحكومي. وأزيلت خيم أهالي العسكريين من ساحة رياض الصلح بعد تحطيمها أمس الأول، إلا أن الأهالي ما زالوا موجودين في مكان اعتصامهم معبرين عن استيائهم مما لحق بخيمهم من أضرار. وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة في بيان أمس أن أعمال الشغب التي وقعت في وسط بيروت أمس الأول أدت إلى سقوط 99 جريحاً من قوى الأمن الداخلي وإصابة عدد من المتظاهرين وتضرر عدد كبير من المحال والمطاعم والمباني والمنشآت الطرقية وآليات عسكرية، وتوقيف 32 شخصاً من مثيري الشغب. من جانبه تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق الأضرار الناجمة عن تظاهرات أمس الأول، ثم توجه بعدها إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة تمام سلام، حيث لفت بعد اللقاء إلى أننا أطلعنا سلام على ما حصل وقد أثنى على دقة أداء القوى الأمنية، وأكد أحقية التظاهر من دون التعرض للأملاك العامة، مشدداً على أن لا إنتخابات نيابية قبل رئاسة الجمهورية.و أكد المشنوق أن الحوار مستمر بين كل الفرقاء ، مشيراً إلى أنه كانت هناك حملة مدنية سلمية لها الحق بالتظاهر وكانت هناك مجموعة تابعة لأحزاب سياسية لديها أجندة، كاشفاً عن سقوط 99 جريحاً من القوى الأمنية و61 من المتظاهرين في أحداث وسط بيروت. بدوره أشار النائب العام التمييزي سمير حمود إلى أننا بانتظار تحاليل الأشرطة وتقرير المفتش العام لإكمال التحقيق، وأكد أن الرصاص المستخدم في تظاهرة رياض الصلح كان مطاطياً وليس حياً. وإزاء ما حصل تسارعت الاتصالات السياسية بين المعنيين من أهل الحكم، وتم التوافق على انتشار الجيش في مناطق الاضطراب في وسط بيروت لصد المشاغبين، وتقديم موعد فض عروض المناقصات بشأن النفايات من مساء اليوم الثلاثاء إلى بعد ظهر أمس الاثنين، وتقديم موعد جلسة مجلس الوزراء من الخميس المقبل إلى اليوم الثلاثاء، وفقاً لنتائج اجتماع فض العروض. وفي هذا السياق أعلن رئيس الحكومة تمام سلام، أنه سينتظر ردود فعل الأطراف ولا يستطيع من اليوم تحديد مسار جلسة مجلس الوزراء ونتائجها، مشيراً في حديث صحفي أمس إلى أن مشكلة الناس ليست مع تمام سلام وحكومته، بل هي نتائج تراكمات 24 سنة ونتيجة الانقسامات الحاصلة، وحتى حول ملف النفايات ومناقصاتها. من جانبه أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمام زواره، أنه عندما يُقفل مجلس النواب ويُمنع من تأدية دوري التشريع والمحاسبة، فمن الطبيعي أن يطالب الشعب باستعادة وكالته وأن يتولى بنفسه المحاسبة، وقال: من حق الناس أن يصرخوا، وما يحصل في الشارع حركة مشروعة، لكن في الوقت ذاته لا يجوز التفريط بالحكومة.ولفت بري الانتباه إلى أنه سبق له أن حذر من أن أزمة واحدة من الأزمات المتراكمة التي يعاني منها المواطنون تكفي لإحداث ثورة، مشدداً على وجوب أن يتخذ مجلس الوزراء في جلسته المقبلة قرارات الضرورة. واستغرب بري الاتهامات التي وجهت إلى شرطة مجلس النواب بمشاركتها في إطلاق النار على المتظاهرين. كما أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل بعد لقائه الرئيس السابق ميشال سليمان أنه علينا أن نأخذ في الاعتبار وجع المواطنين وهمومهم، كاشفاً أن جلسة الحكومة المقبلة ستكون مفصلية. وقال الرئيس سليمان: تبادلنا وجهات النظر مع النائب الجميل وهناك مفهوم خاطئ عن التوافق في جلسات مجلس الوزراء ويجب تمرير القضايا المتعلقة بشؤون الناس. وعلى هذا الخط اتصل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بكل من سلام ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، وتداول معهم في الأزمة. وشدد جعجع على وجوب احترام الاستقرار والانتظام العام في البلد والحفاظ على تماسُك الحكومة. كما أجرى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، اتصالاً هاتفياً بالرئيس سلام وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد. وأعرب السفير الأمريكي في لبنان دايفيد هيل بعد لقائد سلام عن انزعاجه الشديد من المشاهد العنفية التي رأيناها بالأمس.

مشاركة :