فضت قوى الأمن الداخلي اللبنانية، مساء أمس، بالقوة اعتصاما لمتظاهرين في مقر وزارة البيئة في بيروت. وخلال عملية الإخلاء صرح مسؤول أمني بأن قوى الأمن بدأت اخراج محتلي الوزارة، مشيرا الى أن عشرات الشبان كانوا يحتلون المقر بعد ظهر أمس. وقال مصدر بوزارة الداخلية : إن وزير الداخلية نهاد المشنوق أرسل موفدا للتفاوض معهم، لكنهم أكدوا أنهم لن يخرجوا إلا مكبلي الأيدي. وأكدت حملة طلعت ريحتكم على صفحتها على موقع فيسبوك ان العناصر الامنيين تعرضوا بالضرب للعديد من ناشطيها. وأكد مسؤول في الصليب الأحمر اللبناني ان مسعفيه عالجوا في المكان 15 شخصا أخرجوا من المبنى بعد تعرض 14 منهم للضرب وإصابة آخر باختناق. وكان المتظاهرون أمهلوا الحكومة ثلاثة أيام، وانتهت المدة دون أن تحقق أيا من مطالبهم وعلى رأسها تعيين رئيس للجمهورية وحل أزمة النفايات التي تتكدس يوما بعد يوم في شوارع العاصمة. إزاء هذه الأوضاع، عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها برئاسة رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة وأصدرت بيانا قالت فيه : إنها ناقشت تحديدا الحراك الشعبي المدني، وأكدت أن التظاهر السلمي مبدأ وحق لأفراد الشعب الذي سبق له أن انتفض في آذار 2005 على الظلم والوصاية ومحاولات السيطرة على مقدرات لبنان. وبالتالي فإنّ عودة اللبنانيين إلى التظاهر سلمياً للتعبير عن وجعهم وتألمهم مما يعانون منه من ترد في أبسط الخدمات الحياتية والأساسية، وللمطالبة بحل أزمتي النُفايات والكهرباء المستفحلتين، وضرورة إصلاح الإدارة العامة والمؤسسات العامة وتطويرها على قواعد الجدارة والكفاءة والاستحقاق والمحاسبة. وحذرت الكتلة المتظاهرين من اللجوء الى العنف، وقالت: إن الإقدام على دخول مقر وزارة البيئة أو أي مقار رسمية أخرى يخدم من يتوسل الفوضى والخراب للبنان ولا يخدم الحراك السلمي. والكتلة تؤكد على وجوب استمرار الحكومة الحالية في أداء عملها بحيث لا تُسْقطْ أو تستقيل طالما استمر الشغور الرئاسي، وترفض ايضا الضغط لإقالة أي وزير أو مسؤول من منصبه بهذه الطريقة الانقلابية الخطيرة التي حاولها البعض. وأكدت أن أي عمل موجه ضد الأملاك العامة والخاصة هو عملياً موجه ضد الشعب اللبناني. وعلى هذا تكرر الكتلة موقفها القاضي باعتماد خارطة طريق تبدأ بانتخاب فوري لرئيس الجمهورية وفقاً للأصول الدستورية، يليه تأليف حكومة جديدة تتولى البت في كل القضايا والمسائل الوطنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية المعلقة بما في ذلك قانون جديد للانتخاب. ورحبت كتلة المستقبل بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار على قاعدة التمسك بالشرعية الدستورية والميثاق الوطني وتدعيم السلم الأهلي. واستنكرت الكتلة تصريحات صدرت على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ووصفتها بأنها تهديد للسلم الأهلي واستحضار للفتنة المرفوضة من اللبنانيين، بينما يبدو أن حزب الله يستمر في الضرب بعرض الحائط كل المواثيق والاعراف الوطنية. كما يستمر في إقحام لبنان واللبنانيين في الأتون المشتعل في سوريا والمنطقة، مستخدماً سلاحه الذي تحول لسلاح ابتزاز وإخضاع وإرهاب داخلي وتدخل خارجي بعد انحراف هذا السلاح عملياً عن وجهته الأولى ضد العدو الإسرائيلي.