عيد الميلاد بنكهة حزينة في دول أوروبا العائدة إلى الحجر

  • 12/24/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دوفر (المملكة المتحدة) - يمضي الآلاف من السائقين الأوروبيين عشية عيد ميلاد كئيبة وغير متوقعة بعدما تقطعت بهم السبل عند مرفأ دوفر البريطاني الذي بدأ بالخروج تدريجا من قيود العزل المفروضة منذ إعلان السلطات البريطانية عن سلالة جديدة من فايروس كورونا المستجد. وكانت دول عدّة على غرار إيطاليا والنمسا وأيرلندا وإسرائيل تعيد قيود الحجر أو تستعد لذلك، على أبواب احتفالات نهاية العام. وإذا كان مرفأ دوفر، أبرز مرفأ بريطاني لعبور المانش، قد أعاد فتح أبوابه الأربعاء بعد يومين من انقطاع الأعمال، فإن حركة النقل مع فرنسا تستأنف ببطء، وسيستغرق الأمر "بضعة أيام" لتخفيف الازدحام في المنطقة حيث تمتد صفوف طويلة لشاحنات وآليات متوقفة. وأثار الانتظار الطويل غضب السائقين الذين يترقبون موعد عودتهم إلى ديارهم لأجل عيد الميلاد، خاصة وأنهم يجهلون متى سيتمكنون من المغادرة إذ إنهم مجبرون على تقديم اختبار سلبي لكوفيد - 19 لكي يتمكنوا من العبور باتجاه البر الأوروبي عبر ميناء كاليه الفرنسي. وفي مطار مانستون السابق حيث تُخضِع الحكومة البريطانية الآلاف من السائقين لفحوص كوفيد - 19، يقول السائق البولندي ازرداس سواجا "الكل يخبروننا بأن نأتي إلى هنا وننتظر، لكننا لا نريد الانتظار". ويضيف "لدي طفلان وزوجة، أريد فقط الالتحاق بهم" في بولندا. وفي الجانب الفرنسي، استؤنف في كاليه إنزال المركبات التي تقل ركابا والآتية من دوفر، لكن حركة العبارات كانت غير منتظمة. وانتقدت بروكسل فرنسا الخميس بسبب القيود التي فرضتها على المملكة المتحدة، وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للنقل أدينا فاليان إن عشرة آلاف سائق شاحنة أوروبي يواجهون صعوبة في العودة إلى القارة. وأكدت فاليان "طالبنا بإجراءات متناسبة وغير تمييزية ورفع القيود عن سائقي الشاحنات"، وذلك بعدما استنكرت عبر تويتر "واقع أن فرنسا لم تتبع توصياتنا"، الأمر الذي رفضه وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون. وبينما تتوقف تقليديا المواصلات العامة عن العمل في المملكة المتحدة يوم عيد الميلاد وتستأنف جزئيا فقط في اليوم التالي، أعلن وزير النقل البريطاني غرانت شابس في تغريدة عبر تويتر الخميس أنّ خطوط السكك الحديدية والخطوط البحرية بين المملكة المتحدة وفرنسا ستواصل عملها خلال عيد الميلاد لتسهيل عمليات العبور. في الأثناء، أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن الرئيس إيمانويل ماكرون الذي ثبتت إصابته بكوفيد - 19 في 17 ديسمبر، "لم يعد يعاني من أعراض" ويمكنه بالتالي إنهاء العزل الذي كان قد بدأه. ودخلت إيطاليا، الدولة الأكثر تضررا في أوروبا من جراء الوباء مع 70 ألف وفاة، مرحلة جديدة الخميس من القيود في مواجهة تفشي كورونا المستجد، تمتد إلى 6 يناير وتشمل الحد من التنقلات رغم التغاضي عن الزيارات العائلية في أيام الأعياد. ولم تكن شوارع روما خالية الخميس، إذ كان سكان محليون يخرجون كلابهم ويتسوّقون لعشاء عيد الميلاد. وستبقى محلات البقالة والصيدليات والمغاسل مفتوحة، وكذلك المقاهي والمطاعم لتوفير الطلبات الخارجية. وازداد الطلب على اختبارات كوفيد - 19 في الصيدليات في الأيام الأخيرة وسط تسجيل طوابير طويلة لأشخاص يرغبون في إجراء الاختبار في خيام منصوبة في الخارج. وبينما لا تزال السلالة الجديدة لكوفيد - 19 المكتشفة عند الضفة الشمالية للمانش تثير قلق العلماء، فإنّ طفرة أخرى مكتشفة في جنوب أفريقيا تثير قلقا أكبر. ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تنتقل بشكل أسرع من السلالات القديمة، كما يقول الباحثون الذين اكتشفوها في جنوب أفريقيا. وقطعت الأبحاث حول اللقاحات خطوات كبيرة العام الماضي على غرار تلك المتعلقة بالعلاجات، وأعلنت مجموعة اينوترم الفرنسية الخميس حيازتها وضعية "الأولوية الوطنية للبحث" لدراستها التي بلغت المرحلة "2 - أ" حول الدواء المحتمل "نانجيبوتيد". وفي إسرائيل، أعلنت السلطات الخميس إغلاقا ثالثا يبدأ الأحد ويمتد إلى أسبوعين على الأقل بهدف الحد من ارتفاع عدّاد الإصابات بالفايروس بعد أيام قليلة من إطلاق حملة للتلقيح. ولن يتمكن سكّان هذه الدولة من التنقل إلى أكثر من كيلومتر واحد في محيط منازلهم وسيتم إغلاق معظم المتاجر. وفي أيرلندا، يبدأ إغلاق ثالث أيضا الخميس في مواجهة ارتفاع "غير عادي" للإصابات، وكذلك في النمسا رغم أن فيينا أتاحت فتح أبواب أكثر من أربعمئة منتجع للتزلج في البلاد. أما روسيا، رابعة أكثر الدول تضررا في العالم، فقد سجلت الخميس أرقاما قياسية للإصابات والوفيات الجديدة في ظل عدم إقرار إغلاق عام رغم الموجة الثانية التي تضربها. وأعلنت السلطات وفاة 635 شخصا وإصابة 29 ألفا و935 في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع بذلك مجموع الإصابات إلى أكثر من مليونين و960 ألفا والوفيات إلى 53 ألفا و96. وبينما تبدأ حملات التلقيح الأحد في الاتحاد الأوروبي، فإنّ أكثر من مليون أميركي تلقوا الجرعة الأولى، وذلك منذ عشرة أيام وفق ما أعلن الأربعاء مدير الهيئة الفدرالية الرئيسية للصحة العامة روبرت ردفيلد. وفي مواجهة تفشي الوباء في البرازيل، ستمنع بلدية ريو دي جانيرو الوصول في مساء 31 ديسمبر إلى منطقة شاطئ كوباكبانا الشهير تجنبا لتجمعات ليلة رأس السنة الجديدة. وتسبب فايروس كورونا المستجد في وفاة مليون و731 ألفا و936 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسميّة. وأصيب أكثر من 78 مليونا و678 ألفا و240 شخصا في العالم بالفايروس، تعافى منهم 49 مليونا و787 ألفا و800 شخص على الأقل حتى اليوم.

مشاركة :