تقرير إخباري: الليبيون ينشدون اتحاد قادتهم لتجاوز الانقسام في الذكرى الـ69 للاستقلال

  • 12/24/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مع حلول الذكرى السنوية الـ69 لاستقلال بلادهم التي تصادف اليوم، يعلق الليبيون الآمال على اتحاد قادتهم وفرقائهم لتجاوز الانقسام، ويعلقون أمانيهم بأن تحمل الذكرى المقبلة لاستقلال ليبيا، تغيراً واسعاً يمنحهم الاستقرار مع موعد الانتخابات المقرر في 24 ديسمبر من العام 2021. يواظب وليد خيري (65 عاما) منذ أيام، على الحضور إلى ميدان الشهداء وسط العاصمة الليبية طرابلس هو وأبنائه الثلاثة وخمسة من أحفاده، يأتي إلى الميدان لاستحضار روح الاستقلال، وهو يرى أعلام بلاده تزين أركان المباني المحيطة بالميدان. وقال وليد وهو مهندس حكومي متقاعد في حديث لوكالة أنباء ((شينخوا))، "عندما اقترب موعد ذكرى استقلال ليبيا، الذي يمثل عيداً وطنياً لكل الليبيين بمختلف انتمائتهم، دب الحنين والشوق إلى نفسي، وبدون شعور وجدت نفسي أحرص على التواجد في الميدان، الذي نعتبره معبراً عن تضحيات الأباء والأجداد للوصول إلى استقلال غير منقوص". وعن سبب حضوره هو وعائلته الكبيرة، أجاب وهو مبتسماً "أحضرت أبنائي وأحفادي لكي لا يفرطوا برمزية إحياء هذه الذكرى، لأنها تعبر عن ليبيا ماضيها وحاضرها". وعن توقعه لمستقبل بلاده، وجه المهندس الليبي دعوة لقادة البلاد وفرقائها من السياسيين، قائلا "أدعوهم للوحدة والاتحاد ليس من أجل مصالحهم الحزبية الضيقة، بل من أجل أن تبقى ليبيا مستقلة واحدة تجمعنا دون استثناء، وتقطع الطريق أمام الطامعين في خيراتها من التدخلات الأجنبية السلبية جميعها". وختم وهو يحمل علم بلاده المخطط بالألوان الثلاثة الأحمر والأخضر والأسود، "هذه الراية كان يحملها أباءنا وأجدادنا، وينبغي عدم التفريط بقيمتها وهيبتها، لأنها تعبر عن هويتنا التي نعتز بها". وتولى حكم ليبيا منذ فترة استقلالها سنة 1951 الملك إدريس السنوسي حتى 1969، قبل وصول العقيد الراحل معمر القذافي إلى السلطة، عندما نفذ انقلابا على السلطة ليستمر في حكم ليبيا تحت اسم "النظام الجماهيري" حتى أكتوبر عام 2011، عندما أطيح به إثر انتفاضة شعبية اندلعت في الـ17 فبراير من ذات العام. ولم يتبق من الأسرة الملكية الليبية، سوى الأمير محمد الرضا السنوسي (57 عاما)، ابن ولي عهد ليبيا السابق حسن الرضا السنوسي ويقيم في بريطانيا منذ عقود. أما تهاني دردور التي تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية في طرابلس، فترى أن الذكرى الـ70 نهاية العام المقبل ستحمل دلالة أكبر، كونها ستصادف مع موعد الانتخابات الذي توافق عليه السياسيون مؤخراً. وأوضحت تهاني لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "الفرقاء السياسيين يجب عليهم توحيد صفهم، والتنازل لإنهاء الانقسام وتهيئة الظروف للانتخابات المقبلة، التي ستجعل لنا دولة موحدة يعترف بها الداخل والخارج للمرة الأولى منذ أعوام". وتابعت "خلال جولات الحوار السياسي الأخيرة، بدأت تظهر خلافات حادة بين الأطراف السياسية، حول آليات اختيار الحكومة الجديدة، وهو دليل أن بعض الساسة ولا يفكرون سوى بمصالحهم الضيقة، ولو على حساب معاناة الشعب الذي تضربه الأزمات الاقتصادية وتدهور الوضع الأمني الذي جعل ليبيا أشبه بالمنقسمة". وختمت قائلة "منذ وقف إطلاق النار والجميع شعر بالفرحة التي غابت منذ زمن (...)، لا أحد يرغب بمزيد من القتل والدمار، وعلى الجميع الاستلهام من ذكرى استقلالنا التي دفع أجدادنا ثمنه دماً لنعيش متساوين في الحقوق والواجبات". ووقعت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) برعاية أممية في 23 من أكتوبر الماضي بجنيف، على اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا. وأعقبها انطلاق ملتقى الحوار السياسي بمشاركة 75 شخصية ليبية بتونس في 9 من نوفمبر الماضي، وأسفر في جولته الأولى عن توافق الأطراف الليبية على إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر من العام 2021، الذي يصادف مع حلول الذكرى الـ70 لنيل ليبيا استقلالها. بدوره، يطالب منير التكبالي الطالب الجامعي، استغلال الزخم الذي ينتج بفعل ذكرى الاستقلال، بأن يحرص الفرقاء السياسيين على السعي نحو الانتخابات العامة نهاية العام المقبل، وعدم إدخالنا في مرحلة انتقالية جديدة تطيل أمد الأزمة الليبية. وقال التكبالي "هناك زخم داخلي وخارجي يدعم توحيد السلطات السياسية على المستويين التنفيذي والتشريعي (...) لا نريد سلطات متنازع عليها ويشكك فيها، نريد سلطة قوية تحسن الخدمات وتنتشل الشعب الليبي من خيبة الأمل ومصير الجوع والفقر الذي تسبب بها الساسة الحاليون". وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين الحكومة في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة حفتر، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.

مشاركة :