النهاردة أحب أن أتكلم معاكم شويه بما يسمى بخدعة القمر، الاعتقاد بأننا عمرنا ما مشينا على سطح القمر، موضوع جميل، لكن سخيف من نواحي كثيرة، وهو أن الأمر مايستحقش الاهتمام الكثير، دي حاجه أنا بعتقد أن مهم جدا مناقشتها ولها اهتمام كبير في المقال ده، لسببين، الأول هو أننا كمجتمع نحب نظرية المؤامرات. أنا أحمد فريد متحكم مركبات فضائية في وكالة الفضاء الألمانية.. والسبب التاني، إن ده في صلب علم الفضاء، بما أن من إحدى علامات الفضاء المصرية هو الدكتور فاروق الباز اللي كان ساعتها 1967-1972 مشرفًا على عمليات علوم القمر في المركز الرئيسي في وكالة ناسا الأمريكية ومحققا رئيسيا في الرصد البصري للقمر والتصوير الفوتوغرافي لرواد الفضاء، في نوع من الناس بيحب النوع ده من المؤامرات، وأي نوع من أنواع نظريات المؤامرات ممكن تؤدي إلى ولادة الحكومات، وفكرة المؤامرة سيطرت على كثير من عمليات التفكير، وبذلك أدى إلى بعض النتائج الخطيرة جدا في الماضي،، المجموعة الحاقدة والتآمرية دي من الأشخاص بيتحكموا في بعض الأشياء بطريقة ما، منظور نفسي ديناميكي رائع، كان في حاجات كثير حصلت من في هذا الصدد. أنا هنا هتكلم بس عن مؤامرة خدعة القمر هي أحد الأمثلة في التاريخ الحديث، مش هناخد وقت كتير علشان نلاقي أدلة على أن في أشخاص بيتكلمو عن الموضوع ده، حتى في وقتها أول هبوط على سطح القمر في صيف سنة 1969، وإحنا بنحتفل بالذكرى الخمسين لهذا الحدث هذا السنه في 2020. مش هتصدقوني لما أقولكم إن بيل كلينتون كتب في كتاب في سيرته الذاتية بعد أن ترك الرئاسة، قال إنه كان بيشتغل مساعد نجار في صيف عام 1969 وأن النجار ده قال في الأساس نفس الشيء، أعرف الناس اللي في هوليوود دول، ممكن يزييفوا أي حاجة، شوف كل الأفلام ولحاجات اللي عملوها قبل كدة، عملو دا كمان. الأنواع دي من عدم التصديق مبنية على السذاجة ومش بالضرورة التفكير والبحث الطويل فيها والحالات دي بالذات صعبة، ولكن في ناس تانية ظهروا بسرعة بعد التشكيك ده، وفي بعض الأحيان بيعملوا كدا لتحقيق مكاسب اقتصادية، في بعض الأحيان بيعملوا كدا من أجل الشهرة، أحيانًا بيصدقوا فعلا اللي بيقولوه، بس مش فكل الأحيان، لكنهم كمان بيشتغلوا على محاولة إقناع الآخرين الفكرة دي بالذات، والعديد من التقارير الإخبارية حوالين ده في الوقت ذاته أشارت إلى أنهم مكانوش قادرين على تصديق هبوط الإنسان على سطح القمر. كانت في قصة إخبارية ساعتها إن امرأة تعيش في أتلانتا - وقالت، طيب، أنا عارفه إن الناس دي مطلعتش القمر لأن جهاز التليفزيون بتاعي مش عارف يجيب محطات إرسال التليفزيون من نيويورك، إزاي هما عملوا بث من القمر للأرض، ودي مرة تانية بتبين السذاجة حول التكنولوجيا. أول سؤال بجد عن الهبوط على سطح القمر، كان من راجل يدعى "بيل كاسينج" في عام 1974 واللي كتب كتاب، في الواقع، مكنش أكتر من كتيب بيقول فيه، هل فعلا ذهبنا إلى القمر، وفيه كل هذه الأسباب،، "ليه؟"، وبالفعل فيه ثلاث حجج أساسية، محصلش التعديل فيها أوي من ساعتها، بس ممكن بعدها تم التفصيل شوية، ولكن في الأساس كان ثلاثة أنواع من الأدلة اللي بيتكلم عنها الناس، والتشكيك في صعود الإنسان على سطح القمر. الأول هو ما يعتقدون أنه في شذوذ في التصوير الفوتوغرافي الثابت اللي تم تصويره على سطح القمر، دا أول شيء، الأمر الثاني هو الإحساس بأن الإشعاع في أحزمة Van Allen الإشعاعية اللي في الفضاء، أن أي إنسان يدخل في تلك الأحزمة يقتل، وبالتالي مش ممكن نهائي أن يعدو الحزام ده، والسبب الثالث هو حاجات عامة، زي إن لا توجد التكنولوجيا الكافية علشان تساعد البشر بالذهاب إلى أي مكان تاني في النظام الشمسي، وكان عنده بعض الأدلة، وكان عنده أسئلة كتير اللي سألها لكن في الأساس مجموعة حجج، لكن زي ما قلت، تم تعديله من ساعتها ومعظم الناس مصدقوهوش، واستقال بصراحة. من فيكم يعتقد أننا هبطنا على القمر؟ في العادة لما تطرح سؤالًا حول استطلاعات الرأي، دايما في حوالي 6% آه أنا عندي الشك في ده، دي نسبة صغيرة جدًا وافتكروا أن خطأ الهامش لمعظم الاستطلاعات يعني الخطأ في إجابة هو من 3% إلى 5% ممكن يخيلك إنه رقم صغير جدا، وزي ما وضحت قبل كدة أن عدد من الأشخاص بيعملوا كدة علشان لقمة العيش أو لأسباب أو مصالح شخصية وفي الأساس، ممكن وسهل جدا الحصول على 6٪ من الجمهور علشان يقولوا أي حاجة أو يصدقوا أي حاجة، وعلشان كدا ، مش لازم أو ضروري تصديق أي حاجة. لكن هناك تطورات مهمة حصلت خلال السنوات القليلة اللي فاتت، خاصة في عصر ظهور الإنترنت أوائل في التسعينيات لغاية دلوقتي، انتشار للمعلومات عن ما يسمى بخدعة القمر. أنا نفسي صُنفت كأحد المتآمرين، من ساعة مممم …، آه فعلا، وأنا فخور بكدة جدًا بالمناسبة، - بما أني أقبل حقيقة أن رواد الفضاء فعلا مشيوا على القمر، ودا حصل ست مرات ومرة واحدة للأسف فشلنا فيها لسوء الحظ، لكن طاقم رواد الفضاء أبولو 13 رجعوا إلى منازلهم على قيد الحياة، أكيد شفتوا فيلم "أبولو 13"، اتفرجوا عليه. يمكنك التواصل بسهولة شديدة أن حواجز الدخول إلى النشر على الإنترنت ضعيف جدًا، يعني أي شخص معاه كمبيوتر أو موبايل وانترنت ينشر أي حاجة والانتشار لها هيكون سريع جدا، وبالمناسبة، أكثر من ألف موقع بتناقش موضوع خدعة القمر، في معظم الأحيان، ومش عدد كبير من مواقع المؤامرة، ومن السهل جدًا العثور عليها. ربما كل اللي فات ده ولا حاجة لغاية ما حصل حاجة أعلى من كدا في، مرحلة مستواها جديد تمامًا، لما أنتجت القناة الأمريكية FOX نيوز في عام 2001 فيلما وثائقيا بعنوان "هل هبطنا؟"، فوكس نيوز عاملة زي قناة الجزيرة كدا، قناة مؤامرات وتزييف حقائق، الفلم ده يوضح فعلا نظريات المؤامرة اللي كانت موجودة في ساعتها وعدد قليل منها تم تطويرها بشكل كامل ولم وماكنتش النظرية الوحيدة، بطريقة للمشاهد إنه يصدق اللي الفيلم بيقوله من نظرية المؤامرة، ونجحوا في إقناع أو على الأقل إثارة الشك في الكثير من وسطاء الناس اللي كانت الفكرة لم تخطر على بالهم أبدًا، فكرة التشكيك، كنت لسه في الجامعة ساعتها في العام قبل السنة الأخيرة، ولما البث الثعلب أو فوكس نيوز، بدأت الاستفسارات في ذهني ومعظم الآباء والمدرسين الذين قالوا، إحنا عايزين شيء نعرف نرد بيه إلى أطفالنا اللي شافوا الشيء السخيف دا، ومش عارفين نجاوب عليه، وعملت ناسا صحيفة وقائع ومجموعة متنوعة من الأشياء الأخرى لغاية دلوقتي، ودلوقتي كاترس من تروس الفضاء مش ممكن لينا في علم الفضاء السماح بحاجة زي دي، بأن يمر دون إجابة ونتيجة لذلك، كان هناك الكثير من الحجج المضادة التي تم تقديمها في السنوات القليلة الماضية. بعض من الأشياء دي سخيفة والبعض الآخر معقولة، الجزء السخيف، هو عندما تدخل واحد زي اللي اسمه أشر بارت، أعتقد أنه كان في أغسطس 2002، بارت هو مُنظّر مؤامرة، يحب صنع أفلام وثائقية أو على الأقل يسميها أفلامًا وثائقية وبعد كدة عايز مواجهة طاقم رواد فضاء القمر، ومره أعطاهم كتابًا مقدسًا (الإنجيل المقدس) ويقولهم أقسم على الكتاب المقدس أنك مشيت على القمر. البعض عمل كدا فعلا، لغاية ما رائد الفضاء باز ألدرين رنه حتت ألم على وشه قدأم الفندق اللي كان نازل فيه، موجود على YouTube والجملة المشهورة بتاعت بارت "سجلت اللي حصل ده ". did you get that on tabe دا كان الجزء السخيف، الجزء المهم هو إنه لما نفكر في التاريخ، لازم نسأل نفسنا سؤال،إزاي إحنا عارفين اللي عارفينه ؟ مصطلح خيالي ممكن يكون معروف للبعض هو نظرية المعرفة "epistemology" وإزاي أنك تعرف أن حدث معين في مكان معين حقيقي ؟، حتى لو شفناه بعيننا، فهل دا يعني إنو حقيقي ؟ طيب ولو اماشفناهوش، فهل نقبل شهود العيان، هل نقبل نصدق من خلال التسجيل المرئي سواء صور ثابتة أو صور متحركة؟ أو على التلفزيون ؟ أو الإنترنت أو أيا كان؟ إزاي نقرر إيه هو الحقيقي واللي مش حقيقي ؟دا سؤال أساسي، وهو سؤال أساسي عبر التاريخ وبالتأكيد لغاية اللحظة دي. لو نرجع بالزمن، تجارب أبولو ممكن يوكون بعض قرائي شافوها و كانوا عايشين في عصرها، أنا ماكنتش اتولدت بصراحه ، لكن والدي والعالم سمع البث لما نيل أرمسترونج وباز ألدرين على سطح القمر في يوليو 1969، مكنش تركيزه الأساسي، لكن العالم في ذلك الوقت سمعوا البث التليفزيوني.
مشاركة :