شرع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، في عملية تصفية حسابات داخلية في الحزب الجمهوري من خلال إصدار تعليماته إلى كبار مستشاريه السياسيين للبدء في مراقبة الأهداف الأولية المحتملة للحزب بانتخابات التجديد النصفي عام 2022، مهاجماً «زملاءه الجمهوريين الذين يعتبرهم غير موالين له ولم يساندوه في القضايا التي رفعها ضد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة». ومع تبقي بضعة أسابيع على مغادرة ترامب منصبه، بدأ فريقه في رسم شكل البنية التحتية السياسية لمرحلة ما بعد البيت الأبيض، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، التي ذكرت أنه حتى الآن، يركز التخطيط على استخدام كافة الموارد لهزيمة الديمقراطيين في الانتخابات النصفية، لكنّ المستشارين يراقبون الآن أيضاً المسؤولين الجمهوريين البارزين. واستخدم ترامب حسابه على «تويتر» في الأسابيع الأخيرة لمهاجمة الجمهوريين لفشلهم في دعم مزاعمه بـ«أن الانتخابات سُرقت منه». ويتخذ فريقه الآن المزيد من الخطوات، مثل تتبع تعليقاتهم العامة، مع التركيز على احتمال استبدال شخصيات بآخرين أكثر قرباً لترامب. وأكد التقرير أن الخطوات الأخيرة تأتي وسط مخاوف متزايدة في الحزب الجمهوري من أن المصالح السياسية لترامب والحزب ستتباعد بشكل أوسع عندما يترك منصبه. وأثار ترامب غضب الجمهوريين بسبب دعواته لاستخدام جمع الأموال لجولات الإعادة في مجلس الشيوخ في جورجيا في إرسالها إلى لجنة العمل السياسي المشكلة حديثاً. كما نشر رسماً بيانياً يشير إلى أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل المقرر أن يصبح أرفع جمهوري في واشنطن الشهر المقبل، يدين له شخصياً بهامش إعادة انتخابه الواسع. وقال تقرير الصحيفة، إنه يمكن نشر لجان العمل السياسي الخاصة بترامب في غضون عامين ضد الجمهوريين المتبقين الذين لا يحبهم الرئيس. كما أن تغريداته وبياناته العامة أدت إلى طرد بعض المسؤولين في الحزب من مناصبهم خلال فترة إدارته. وأوضح مستشارو ترامب أنهم يولون اهتماماً خاصاً بثلاثة جمهوريين يواجهون إعادة انتخابهم هم حاكم جورجيا برايان كيمب، والسيناتور جون ثون، وسناتور ألاسكا ليزا موركوفسكي الذين تحدث الرئيس ضدهم بقوة. لكنهم أشاروا إلى عدم اتخاذ قرارات نهائية بشأن ما إذا كانوا سيعملون على إلحاق الهزيمة بهم في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر 2022. وقال أحد كبار الاستشاريين السياسيين: «يتمتع ترامب بأكبر تأثير على وسائل التواصل الاجتماعي وأكبر صندوق حزب سياسي في البلاد، ولن يخشى استخدامه عام 2022 لانتخاب الجمهوريين الموالين له حتى لو كان ذلك يعني الخوض في الانتخابات التمهيدية». وقال مستشارو ترامب، إنهم لا يستبعدوا تجنيد منافسين أساسيين ودودين لترامب، كما يفكرون أيضاً فيما إذا كان سيتم إطلاق لجنة عمل سياسي منفصلة تركز على دعم مرشحي 2022، وقد يتطلع بعضهم إلى الإطاحة بالجمهوريين المنتخبين في هذه الدوائر. وتتضمن أهداف ترامب الانتقامية بعد الانتخابات قائمة طويلة من الجمهوريين، بمن فيهم حاكم ولاية أوهايو مايك ديواين وحاكم أريزونا دوج دوسي. وأثارت هجمات الرئيس مخاوف أوسع من أن فترة ما بعد رئاسة ترامب ستكون مدمرة للحزب الجمهوري. من جهة ثانية، أعرب الرئيس الأميركي الديمقراطي المنتخب جو بايدن عن تفاؤله بإمكانية العمل مع «الجمهوريين»، على الرغم من الانقسام الحاد حالياً في الكونجرس، وأكد مشيراً إلى تقدمه على ترامب بأكثر من 7 ملايين صوت، قدرته على مواجهة الضربات وصدها، قائلاً: «أعتقد أنني أعرف ما أفعله، لقد أثبت أنني جيد جداً في التعامل مع الضربات». وقال في مكالمة هاتفية مع كتاب أعمدة وصحفيين، وفق صحيفة «نيويورك تايمز»: «قوتي تكمن في أن كل عضو جمهوري كبير يدرك أنني لم أضلله يوماً، ولن أحرجه علانية أبداً». ويواجه الرئيس الديمقراطي انقساماً حاداً في الكونجرس على أسس حزبية، لاسيما بعد أن وقف العديد من المشرعين الجمهوريين إلى جانب ترامب مؤيدين مزاعمه بحصول عمليات تزوير في الانتخابات. لكنه قال للصحفيين، إنه يعتقد أن البلاد في مكان مختلف الآن مما سيسمح بالاتفاق والعمل بشأن بعض القضايا بما في ذلك البيئة، وقال: «سأكون قادراً على إنجاز أشياء تتعلق بالبيئة لن تصدقوها جميعاً لم أتمكن من القيام بذلك قبل ست سنوات». وأعرب عن أمله في أن يتم إنجاز عمل مشترك مع الحزبين في الاستجابة لوباء فيروس كورونا المستجد. وقال: «هناك شعور جديد من جانب عامة الناس، والآن يتم توعية الجمهور الأميركي بشكل مؤلم بمدى الضرر والتكلفة الباهظة للفشل في اتخاذ هذا النوع من الإجراءات التي تحدثنا عنها». ويحتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على مجلس النواب عندما يتولى بايدن منصبه في يناير، لكن مصير مجلس الشيوخ لم يتحدد بعد بينما تتجه جورجيا إلى سباقي إعادة. ويواجه الديمقراطيان جون أوسوف والقس رافائيل وارنوك السيناتور الجمهوري ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر في انتخابات الإعادة في 5 يناير. وإذا نجح بيرديو ولوفلر، سيحتفظ الحزب الجمهوري بالسيطرة على مجلس الشيوخ، لكن في حال فوز أوسوف ووارنوك، فستكون مهمة بايدن سهلة في تنفيذ جدول أعماله، حيث سيسيطر الديمقراطيون على الكونجرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) خلال بداية رئاسته.
مشاركة :