ذكرت صحيفة "ذي جابان تايمز" اليابانية اليوم الاثنين أنه من المتوقع أن تظل العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية في عام 2021 في أدنى مستوياتها التاريخية بشأن قضية العمل القسري للكوريين الجنوبيين خلال الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية من 1910 إلى 1945، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن ستزيد الضغط على الحليفين لها لإصلاح العلاقات.ويقول المحللون السياسيون إن بايدن قد يتطلع إلى لعب دور الوسيط وراء الكواليس، تمامًا كما فعلت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في عام 2015 في محاولة منها للمساعدة في تسوية قضية "نساء المتعة" الكوريات - اللائي عانين في ظل استغلال العسكريين اليابانيين لهن في بيوت الدعارة قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية – وهي تعد نقطة شائكة رئيسية بين الجيران الآسيويين.وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن شغل منصب نائب الرئيس في ظل إدارة أوباما.وردًا على الضغط الأمريكي، قد تضطر اليابان وكوريا الجنوبية لإعطاء الانطباع بأنهما تحاولان إصلاح العلاقات، ولكنهم قالوا إن خلافاتهم حول تعويضات العمل القسري للكوريين الجنوبيين في زمن الحرب لا تزال عميقة ومن غير المرجح أن يتوصل البلدان لحل بشأن تلك المسألة.وقال دبلوماسي ياباني رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته للصحيفة: "أعتقد أن إدارة بايدن ستعمل أكثر من أجل تعزيز التحالف بين حلفائها، والسؤال هو إلى أي مدى تريد تحسين العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية".ونوهت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لم يهتم بشأن العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية، والتي تدهورت خلال فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات، في حين قال بايدن قبل توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير، إنه يعتزم التركيز على تعزيز التحالفات لمواجهة التحديات العالمية مثل صعود الصين كقوي عظمة تهدد المصالح الأمريكية وحلفائها.وأكدت الصحيفة أنه أثناء حملته الانتخابية، ألقى بايدن باللوم على سياسة ترامب الخارجية لوجود "خلاف" بين اليابان وكوريا الجنوبية، ويبدو أن مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، مؤهل جيدًا للعمل في هذا المنصب.وتابعت الصحيفة أن بلينكين كان قد لعب دورًا رئيسيًا في تعميق العلاقات الثلاثية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان خلال فترة عمله كنائب لوزير الخارجية في ظل إدارة أوباما.وقال كان كيمورا، الأستاذ في كلية دراسات التعاون الدولي بجامعة كوبي: "قبل تنصيب إدارة بايدن، قامت كوريا الجنوبية باتخاذ خطوات فعلية حتى لا تعتقد الولايات المتحدة أن سيول هي المسئولة عن تدهور العلاقات مع اليابان".وأوضح كيمورا أن كوريا الجنوبية تركز على تحسين العلاقات مع اليابان، بهدف استدراج الولايات المتحدة لدفع المحادثات مع كوريا الشمالية.وقال: "لطالما كانت كوريا الشمالية على رأس أولويات رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، وعلاقة سيول مع اليابان أو الولايات المتحدة هي ببساطة وسيلة لتعزيز الحوار مع كوريا الشمالية".وأوضح دبلوماسيون يابانيون أن طوكيو لن تتزحزح تحت أي ظرف من الظروف عن موقفها بشأن الخلاف الحالي، الذي احتدم بعد صدور قرار من قبل محكمة كورية جنوبية لمصادرة أصول الشركات اليابانية وتصفيتها لتعويض الكوريين الجنوبيين عن العمل القسري في زمن الحرب.وتقول طوكيو إن قرارات محكمة كوريا الجنوبية، ولا سيما أحكام المحكمة العليا لعام 2018 التي تقضي بضرورة تعويض الشركات اليابانية للكوريين الجنوبيين عن العمل القسري خلال زمن الحرب، تنتهك القانون الدولي.وتشدد اليابان على أن جميع المطالبات المتعلقة بحكمها الاستعماري السابق لكوريا الجنوبية تمت تسويتها بموجب اتفاقية ثنائية في عام 1965 قدمت بموجبها مساعدات مالية إلى سيول على أساس أن قضية التعويض قد تم حلها "بشكل كامل ونهائي".
مشاركة :