في مطلع 2021 تواصل مجلة"الشارقة الثقافية" نجاحاتها مع العدد 51 لشهر يناير، وتحتفي باللغة العربية باعتبارها رهان الأمة ومستقبلها، وتتساءل عن حال القصة القصيرة العربية بين التألق والخفوت، وتحتفي بـالمترجم الكبير الدكتور طه محمود طه الذي أمضى جل عمره في محراب الكاتب الإيرلندي الشهير جيمس جويس.جاءت افتتاحيته العدد (51) من مجلة "الشارقة الثقافية" التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، بعنوان (عالمية اللغة العربية) وفيها: كانت إمارة الشارقة، ومن خلال رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، سبّاقة إلى تعزيز اللغة العربية، واستخدامها في كل المجالات العلمية والأدبية والاجتماعية، لأنها قادرة على التفاعل والتكيف مع مختلف العلوم والحضارات.وأشارت إلى أنّ الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية في الشارقة، يتجاوز الشكل إلى المضمون، ما يؤكد ريادة إمارة الشارقة للحركة الثقافية في الدولة، وأنّ الاهتمام باللغة العربية تحول إلى مشاريع ثقافية مستدامة تصبّ في مشروع الدكتور سلطان القاسمي، الذي ينطلق من فكرة وحدة الثقافة العربية. أمّا مدير التحرير نوَّاف يونس فأكد في مقالته التي حملت عنوان (القصة القصيرة العربية بين التألق والخفوت) أنّ بدايات القصة القصرة عربيًا، لا تختلف كثيرًا عن مثيلاتها في بقية المشاهد الثقافية الغربية، لا فنيًا ولا فكريًا في مواكبتها للمتغيرات والتحولات، التي كانت تحيط في واقعها المعيش، موضحًا أنه في كل مشهد ثقافي عربي، نجد الجيل المؤسس في فن القصة القصيرة، والذي واكب بدايات القص العالمي والتزم بتقليديته، وما تلاه من أجيال، سعت إلى بلورة الشكل الفني للقصة القصيرة، والتي يتجلى فيها عمق المضامين واتساق الفكرة ضمن الشكل الفني، وهو ما أسهم وبشكل فاعل في ازدهار القصة العربية بأشكالها الجديدة ومضامينها الإنسانية.في تفاصيل العدد (51)، يستكمل يقظان مصطفى كتاباته في إلقاء الضوء على إنجازات الحضارة العربية، وتناول في هذا العدد صناعة العطور عند العرب مبينًا أنها حياة مترفة ووله بالشذا الفوّاح، وتكتب د. نفيسة الزكي عن تجربة الكاتب المغربي الأصل والإسباني الجنسية الذي يرصد مآسي الهجرة نحو الشمال، فيما يتوقف حاتم عبدالهادي عند الشاعر السنغالي عبد الأحد الكجوري الذي يعدّ شاعر الغربة والمنافي.وفي باب (أمكنة وشواهد) يصطحبنا عبدالعليم حريص بجولة في ربوع مدينة التاريخ والمواويل سوهاج التي فيها وحّد (مينا) القطرين، وينقل إلياس الطريبق جوانب الحياة في مدينة العرائش التي تشتهر بالنوارس والبحارة المردة، فيما تحتفي غيثاء رفعت بجزيرة الأحلام والأرجوان (أرواد) التي أسّسها الفينيقيون قبل (4000) سنة.أمّا في باب (أدب وأدباء) فيكتب حاتم السروي عن شاعر الوجدان والشفافية إسماعيل صبري الذي يعتبر معلم الشعراء وأميرهم، وتتناول د. بهيجة إدلبي الأديب شاكر الفحام الذي يرى أنّ اللغة العربية رهان الأمة ومستقبلها، ويتوقف محمد هجرس عند الروائي أمين يوسف غراب الذي يعدّ علامة فارقة في تاريخ الأدب والسينما، بينما يتطرق د. حاتم الصكر إلى رواية (عشت لأروي) للروائي الأشهر غابرييل غارسيا ماركيز الذي يفرق بين العيش والحياة، ويقدم د.رضا عطية مداخلة حول كبير الحكائين العرب سعيد الكفراوي الذي يتميز بإحساس رومانسي في رؤية العالم، أما سامر أنور الشمالي فيحاور الأديب نورالدين الهاشمي الذي أكد أنّ الأدب الساخر نقد للسلبيات دون تجريح كذلك تقدّم د. بديعة الهاشمي مداخلة ترصد فيها دور النقد الأدبي في الصحافة والبحث الأكاديمي، بينما يلقي عبده وازن الضوء على عالم الروائية الإيطالية إيلينا فيرانتي التي مازالت تختبئ وراء اسمها المستعار، ويكتب مصطفى عبدالله عن المترجم الكبير د. طه محمود طه الذي أمضى جل عمره في عالم الكاتب الإيرلندي الشهير جيمس جويس، ويحاور خليل الجيزاوي بائع الكتب القديمة القاص محمد جابر غريب الذي قال إن يوسف إدريس كتب شهادة ميلاده الأدبية وأنصفه الناقدان رجاء النقاش وحامد النساخ، ويغوص د. يوسف رحايمي في أحداث رواية (10 دقائق و38 ثانية) للكاتبة إليف شافاق، والتي تجمع بين غواية السرد وشغف القارئ، وقد أجرى محمد زين العابدين حوارًا مع الشاعر علي جعفر العلاق الذي أكد أنّ قصائده لا تتشابه ولكل منها شخصيتها ويكتب صالح لبريني عن تجربة القاص أحمد بوزفور الذي يعتبر أنّ القصة هي لسان الحياة الحديثة، ويحاور الأمير كمال فرج الشاعر فولاذ عبدالله الأنور الذي أكد أنّ الابتكار مطلوب في القصيدة العمودية والحديثة.في باب (فن. وتر. ريشة) نقرأ: ضياء مكين.. انحاز للفن الشعبي متحررًا من أي قيود – بقلم أحمد أبوزيد، جوليو روزاتي.. عشق الشرق وصوّره – بقلم محمد أحمد عنب، هنريك إبسن.. رائد الواقعية المسرحية – بقلم وليد رمضان، حسن ناجي.. شاعر وكاتب دراما مسرحية – بقلم انتصار عباس، فيلم (حياة باي) يمزج بين الخيال والواقع – بقلم سوسن محمد كامل، (موت السيد لازارسكو) من أبرز الأفلام السينمائية في رومانيا – بقلم محمد سيد مصطفى. من جهة ثانية، تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: (رسالة حي بن يقظان) سرد خيالي برؤية واقعية – بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، الرواية والفنون البصرية – بقلم غسان كامل ونوس، هرمز.. المملكة التي سقطت من التاريخ – بقلم د. محمد صابر عرب، قراءة مضيئة في (المقامات النظرية) – بقلم محمد نجيب قدورة، المتواريات بين الإبداع والتلقي – بقلم نوال يتيم، تاريخ قصيدة النثر ومصائرها – بقلم أحمد يوسف داود، عبدالرحمن بوعلي.. البحث في تشكيل الرواية العربية – بقلم د. يحيى عمارة، الأشجار تقيم صلات فيما بينها وتعيش مثل العائلات – بقلم نجوى بركات، الهروب إلى الزمن الجميل – بقلم أنيسة عبود، المنتديات الأدبية – بقلم سلوى عباس، نجيب محفوظ وإشكالية النقد السينمائي – بقلم د. أمل الجمل، أسئلة الشعر اليوم – بقلم د. حاتم الفطناسي، السرد.. فن عابر للأجناس الأدبية – بقلم ضياء الجنابي، حول ظاهرة غياب النقد - بقلم د. وائل إبراهيم الدسوقي، (مثلث الغواية) رواية (بوليفونية) لإياد جميل محفوظ – بقلم عزت عمر، هل نكشف الوجوه مع نهاية الجائحة – بقلم محمد العامري، فتنة التشكيل وبهجة الأناقة – بقلم محمد حسين طلبي، المثالية التشكيلية وخلخلة القوالب – بقلم نجوى المغربي، المسرح والفنون الجديدة – بقلم فرحان بلبل، حسن المنيعي من الرموز الثقافية التنويرية – بقلم أنور محمد، علم النفس والثقافة – بقلم د. ممدوح مختار.وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: كتابية الشعر وتحولات البناء في الشعر للدكتور أحمد كريم بلال – بقلم محمد المغربي، (المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري) لـ زكي نجيب محمود – بقلم نجلاء مأمون، التأثيرات الثقافية والفكرية في رواية (ستيمر بوينت) – بقلم د. هويدا صالح، وليد عثمان يرصد تاريخ مصر المعاصر في روايته (جمر) – توظيف السرد في الشعر الإماراتي المعاصر – بقلم أبرار الآغا، الدرس الإفريقي.. المسرح بين الممارسات المحلية والقالب الأوروبي للدكتور يوسف عيدابي.ويفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: يوسف محمد شرقاوي (على صواب) قصة قصيرة، (على صواب) انحياز للموضوع على حساب الشكل / نقد - بقلم د. عاطف عطالله البطرس، مبارك أباعزي (مسار) قصة قصيرة، ميري مخلوف (الحجر الأخطر) قصة قصيرة، رفعت عطفة (التلميذ) قصيدة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) من إعداد فواز الشعار.
مشاركة :