رحلت الأميرة سلطانة بنت تركي بن أحمد السديري، ذات أغسطس من عام 2011، لكن مبادراتها الخيرية ستظل شاهدة على كرمها وعطاءها اللامحدود داخل المملكة وخارجها. وقد خصت مجلة اليمامة في تقرير أعدته فاطمة الرومي، أميرة العطاء بتقرير، حاول إلقاء الضوء على غيض من فيض ما قدمته الأميرة سلطانة التي أصبحت أماً لليتامى والمساكين وعوناً للمحتاجين، بعد أن فقدت أمها وهي في الرابعة من عمرها . وعرفت الاميرة سلطانة بكرم الخلق ورجاحة العقل رغم صغر سنها وفق ما يؤكده كل من عرفها عن قرب. كما "عُرفت الأميرة سلطانة بأنها كريمة اليد والخلق، فعمل الخير والسعي في قضاء حاجات الناس كان دأبها بالإضافة إلى مسؤولياتها العديدة كونها زوجة لأمير الرياض وكان باب بيتها مفتوحاً طوال اليوم لاستقبال الزوار والضيوف سواء من جاء لمقابلة الأمير سلمان أو من قصدها شخصياً لقضاء حاجه أو طلب مساعدتها في فك ضيقه أو إعسار." وكانت الأميرة سلطانة أيضا معروفة بإنفاقها بسخاء على الفقراء والمحتاجين في السر والعلن، حيث لم تقتصر مبادراتها الخيرية على السعودية فقط بل امتدت خارجها، على غرار مؤسسة الأميرة سلطانة الخيرية "في العاصمة الباكستانية، وهي مؤسسة تربوية وتعليمية أسسها الدكتور نعيم غاني في إسلام آباد عام 1985م. وقد تكفلت الأميرة سلطانة بنت تركي السديري من خلال هذه المؤسسة بتنفيذ العديد من المشاريع التعليمية وبناء مدارس وجامعات وكليات وتم تجهيزها بشكل شامل لتتحول هذه المؤسسة إلى صرح تعليمي كبير يخدم الطلاب والطالبات في شتى المجالات في دولة باكستان. وتكريما وتقديراً للدعم والعطاء الإنساني الذي قدمته الأميرة سلطانة أطلق مؤسسو الجمعية اسمها على هذه المؤسسة، التي تضم منظومة من المراكز والمدارس التي تقدم الكثير من المشاريع والبرامج التي استفاد منها أكثر من 120 ألف طالب وطالبة. وتستقبل المؤسسة حالياً أكثر من 7 آلاف طالباً وطالبة في مراحل التعليم المختلفة من الابتدائي حتى الجامعي لتلقي العلوم والمعارف العلمية والتأهيلية والتقنية. كما تضم المؤسسة أيضا مركزاً طبياً، وتقدم الدراسات الجامعية، وتسهم في تعليم أبناء الفقراء، إلى جانب تركيزها على بناء المهارات السلوكية والأخلاقية التي تعد اللبنة الأولى في بناء الانسان ورقي الشعوب وتقدمها. كما تم في عام2001م تدشين كلية الأميرة سلطانة الجامعية المخصصة للنساء، حيث تقوم بتوفير التعليم العالي للنساء في المنطقة للدراسات الجامعية والعليا بطاقة استيعابية تقدربـ 700 طالبة، وتخرج منها حتى الآن 11 ألف طالبة. وتستوعب مؤسسة الأميرة سلطانة الخيرية 6782 طالبًا هذا العام (2019 – 2020)، فيما بلغ إجمالي عدد الخريجين حتى الآن أكثر من 120 ألف طالب وطالبة، وتجاوز عدد المتدربين 120 ألف متدرب، وما تزال المؤسسة تواصل إسهاماتها وتقدم خدماتها لنشر العلم والثقافة في المجتمع الباكستاني. وتعد هذه المؤسسة مثالا فقط على مبادرات الخيرية الأميرة سلطانة التي استفاد منها الآلاف في أكثر من دولة اسلامية.
مشاركة :