هل يُلدغ المرء من جحر المجلس الوطني مرتين؟

  • 8/26/2015
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

رشح عدد من أعضاء المجلس الوطني السابقين نفسه للدورة المقبلة، وهؤلاء، في التقدير السوي، مهمتهم أصعب أو هكذا يُفترض، خصوصاً حين يتزامن هذا الافتراض يقول بوعي المقترعين ومتابعتهم لمرشحيهم في مجلس 2011، فكم يصح ذلك؟ لا أدوات قياس، على ما يبدو، حتى الآن، وداخل المجلس الوطني، يتفاوت أداء الأعضاء المنتخبين والمعينين، وكثير من المعينين تفوقوا على المنتخبين، والعكس صحيح، لكن المقام مقام حالة خاصة: عضو مجلس منتخب سابق يرشح نفسه مجدداً، ويعني هذا، في أبسط ما يعني، أنه هو شخصياً، معجب بنفسه وأدائه، ويعتقد في قرارة نفسه أنه يستحق. الأمر ذاته، بدرجة أخف، ينطبق على أعضاء مجلس وطني معينين سابقين يتقدمون بعد ذلك للانتخابات في دورة متصلة وتالية أو بعد انقطاع، كما هو حاصل هذا العام. هؤلاء أيضاً نرى فيهم الإصرار، ويرون في أنفسهم الجدارة والكفاءة، فكيف يتعامل المقترعون معهم؟ معايير الاقتراع الأسلم معلومة، وعلى رأسها المنجز السابق في سياقنا هذا، وكذلك البرنامج الانتخابي المتقدم، لكن في الوقت نفسه، المقبول والمعقول، والبعيد عن الشطط والمبالغة، لكن مسألة الانتخابات لن تحتكم إلى ذلك وحده، فلن نتخلص من أن هذا أخي أو ابن عمي، وعلي هكذا اختياره وأنا مغمض العين. طبعاً في المستقبل نأمل التخلص من هذه العادات غير الحسنة قطعاً تدريجياً، وهنا يخطر على البال، أن المسار المتدرج للمشاركة السياسية في الإمارات يتحمل الإجابة عن سؤال الانتخاب الحقيقي والصادق خارج الحسابات العاطفية، والأيام والسنوات تعلم وتدرب، والمجتمعات الحية هي التي تراكم تجاربها، وتستفيد من أخطائها خصوصاً بعد التكرار. في الأثر الشريف: لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين، والمعنى أن على الإنسان الحذر في مستقبله مما أصابه في ماضيه، وتستوي في ذلك التجارب الشخصية والعامة، وفي العام لا يغيب الشخصي، وإنما يحضر بشكل أو آخر. هل يُلدغ المرء المؤمن من جحر المجلس الوطني مرتين؟ الجواب الأصح لا، لا من جحر المجلس الوطني، ولا من غيره. نتساءل وبعض الأسماء يرشح نفسه من جديد: هل يقدم المعين جردة حساب أو قائمة إنجاز مقنعة تغري الناخب؟ وهل نتوقع فائزاً بالانتخاب في المرة الماضية أو التي سبقتها يأتي في هذه المرة ولسان حاله أنني نفذت من وعودي السابقة أموراً وبقيت أمور أسعى إلى تنفيذها، واستجدت أمور أطرحها في برنامجي الانتخابي الجديد، وإليكم أسباب عدم التمكن من إنجاز بعض ما وعدتكم به سابقاً. أما أن يكون ذلك، وأما أنه لا يلدغ من جحر مرتين. لا نريد للبعض اعتماد نسيان مجتمعنا باعتباره شيئاً مسلماً به، فالمجتمع، كل المجتمع، فطن وذكي ويعرف من تحمس فعلاً لخدمته ومن اتخذ عضوية المجلس الوطني وجاهة ومجداً شخصياً. لكن قد يكون من المفيد هنا مراجعة الدور الذي كان يمكن أن يقوم به الإعلام في التركيز على نقاط الضوء، ونقاط العتمة في أداء المجلس الوطني الاتحادي ككل، وأداء كل عضو على حدة، ولنتذكر أن إعلامنا الوطني المرئي غائب عن المجلس أو يكاد، ويقتصر عمله على تغطيات سريعة وربما مسلوقة سلقاً، وحتى لا يظلم بعض إعلامنا الوطني المرئي فيؤخذ الكل بجريرة البعض، لابد من إثبات حقيقة تقول بأن ذلك البعض حاول ولم يجد استجابة من المجلس أو من جهات مسؤولة ذات صلة، وأبعد من ذلك، فقد توصل تلفزيون دبي، مشكوراً، إلى اتفاق لإعداد وبث برنامج أسبوعي عن المجلس الوطني إلّا أن الاتفاق لم يجد طريقه إلى النور في ربع الساعة الأخير. مثل هذه الجوانب يجب أن يراجع نحو اقتراح معالجات، ولنتعلم جميعاً، ومن التجربة، أن نقل وقائع الجلسات والتعليق عليها ليس للاستعراض بالمعنى المتداول أو المبتذل، وإنما للنظر والتأمل والمقارنة واستخلاص النتائج، ولو بعد حين، بل خصوصاً بعد حين. فيا أيها الناخب العزيز: فكر كثيراً قبل اختيارك وتصويتك، وعد للعشرة قبل أن تنتخب حتى لا تنتخب ورطة جديدة، فتلدغ، وأنت المؤمن، من جحر المجلس الوطني مرتين. عين من الخارج بل عين من إماراتيي الخارج، حيث يتمكن الناخبون، وللمرة الأولى في تاريخ التجربة من التصويت عبر 94 بعثة إماراتية في مختلف عواصم ومدن العالم، حيث يتوجه الإماراتيون في مشارق الأرض ومغاربها ويدلون بأصواتهم نحو انتخاب مستقبل الإمارات الكبير يومي 20 و21 سبتمبر/ أيلول المقبل. الخطوة تنطوي على رمزية بهية وجميلة، فهذه هي دولة الإمارات العربية المتحدة في صميم العالم وفعل العالم، فيما تفسر الخطوة أيضاً من زاوية حرص الدولة واللجنة الوطنية للانتخابات على استكمال أركان العملية الانتخابية على الوجه الأكمل ما أمكن، ومثلما قيل لمقترعي الداخل يقال لمقترعي الخارج، وقد يكون الشباب والطلاب مكوناً أساسياً ورئيساً: هي المسؤولية في التجلي الوطني الأقرب الأرحب، فليكن كل ناخب مسؤولاً، ولوزارة الخارجية الشكر والتقدير على جهودها المسهمة في إنجاح انتخابات 2015. مشاركة الفن ماء المشاركة نريد من الفن الإماراتي المشاركة في عرس الانتخابات، فالأغنية الوطنية سلاح ثقافي مهم وفعال، ومع اختلاف الظروف في البلدين الشقيقين رأينا كيف أثرت أغنية فنان الإمارات الكبير حسين الجسمي في الترويج لانتخابات مصر، حين جرت على كل لسان في مصر، وفي كل شبر في الوطن العربي. الفن العربي الحاضر عربياً باقتدار، نريده يا شاعرنا المبدع علي الخوار، وَيَا فناننا القدير فايز السعيد، أن يحضر في استحقاقاتنا المهمة واستحقاق الانتخابات في الواجهة والصميم. القصد من بعد، أن هذه قضية عامة أو هم عام، ولابد من انشغال بها عام ويرقى إلى مستوى نهضة البلاد، فأين الفن الإماراتي، مؤسسات وأفراداً؟ habibalsayegh778@gmail.com

مشاركة :