تقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعةً كبيرةً من المخطوطات النادرة التي تشكل ذاكرة فنية نوعية مميزة للخط العربي بمختلف أشكاله ورؤاه الفنية والحروفية. ويأتي هذا الانتقاء المميز إسهامًا من المكتبة في تعزيز حضور هذا الفن العربي والإسلامي الأصيل في المشهد الثقافي، ومشاركة ضمنية من المكتبة في المناسبات الوطنية والثقافية المتعددة، خاصة في العام 2020م الذي أعلنته وزارة الثقافة عامًا للخط العربي، حيث أقامت المكتبة مسابقة في فنون الخط العربي، وأعلنت عن أسماء الفائزين بها يوم 18 ديسمبر الماضي. وتقتني المكتبة آلاف المخطوطات والمسكوكات والمقتنيات المعدنية التي سُجّلت عليها نوادر من الخطوط العربية، خاصة من النَّسْخ، والتعليق الدقيق، و"التمبكتي" نسبة للبلدة (تمبكت) ويكتب بعدة طرق، ويسمى أيضاً "السوداني" أو "السوسي" وهو خط منتشر من السنغال إلى السودان، وأيضاً هناك مخطوطات بالديواني، والنسخ التدويني، والتعليق الفارسي. ولا تتوقف جماليات الخطوط وأنواعها على الكتابة على الورق فحسب، بل هناك مقتنيات متنوعة لدى المكتبة من المعادن والرق، وعلى المسكوكات من عملات مسكوكة في العصور الإسلامية المختلفة، وأيضاً تبرز في المشغولات المعدنية من الفضة والنحاس والذهب، وتشكل مشهداً فنياً متنوعاً له أساليبه وطرزه المتعددة. وتضم الخطوط التي ظهرت في شبه الجزيرة العربية: المسند، والزبور، والثمودي، والداداني، واللحياني، والصفوي، والآرامي، والنبطي، وقد حظي الخط العربي في الإسلام بعناية خاصة، وتطور على امتداد 15 قرنًا إلى فن جميل له تشكيلاته وأنماطه وأصبح يحتل مكان الصدارة بين الفنون الإسلامية، وساعد على ذلك ما تتحلى به طبيعة الخطوط العربية وأشكال حروفها من حيوية ومطواعية وانسياب ومرونة بما بها من وصل وفصل، ما جعل إمكانية تطورها إلى أشكال متعددة وأساليب شتى. ومن أشهر الخطاطين العرب على امتداد التاريخ الإسلامي بوجه عام: قطبة المحرر، إسحاق بن حماد الكاتب، الخليل بن أحمد الفراهيدي المشهور بعلم العروض، وابن مقلة، وعلي البغدادي، وياقوت المستعصمي، وحمد الله الأماسي، والحافظ عثمان، وعزيز أفندي، ومحمد الرفاعي، والصالح الخماسي، وممدوح الشريف، وطاهر الكردي، وسيد إبراهيم، وحامد الآمدي. ويبرز الخط العربي بكل تنوعاته في المصاحف، والكتابات المنقوشة على المباني أو النصب التذكارية أو الجدران والمنابر، والكتابات التي ظهرت على المسكوكات من النقود، وعلى الأقمشة والطرز، والفخار، والأطباق، والسرج والأواني والأختام والموازين والزجاج والأخشاب والأواني النحاسية والسيوف والكتب والرسائل المؤلفة عن الخط العربي وقواعده الفنية.
مشاركة :