هؤلاء يصنعون الفارق

  • 8/26/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اليد الواحدة لا تصفِّق.. والمبدعون في شتى أرجاء المعمورة لا يحقِّقون أحلامهم إلَّا في ظل وجود بيئة عمل جاذبة.. ووسط مجموعة من الأوفياء والمخلصين والأكفاء الذين يصنعون الفارق عندما يكونون على قلب واحد. وحين ترتفع هامات النجاح ومقامات الإنجاز سيتبارى كثيرون إلى التصفيق والدعم والتشجيع استشعاراً بمسؤوليتهم تجاه هذه الفئة التي تقدِّم صورة نموذجية، لما ينبغي أن يكون عليه المواطن الصالح.. وسيظهر أيضاً من ينفخون في الكير ويتصيدون الأخطاء ويبحثون عن نقاط سوداء في الثوب الأبيض. لقد تذوقت طعم النجاح وعرفت قيمة التعاون في صناعة الإنجاز، وأنا أعيش تجربة ثرية مع زميلاتي في لجنة تصميم الأزياء بغرفة جدة تحت مظلة أعرق بيوت أصحاب الأعمال في السعودية والخليج.. نجحنا في أشهر قليلة أن نضع لأنفسنا قدماً بين اللجان النسائية في مؤسسات المجتمع المدني.. بل واستطعت على الصعيد الشخصي أن أفرق بين من يعملون لخدمة مجتمعهم ووطنهم.. ومن يبحثون عن الأضواء ويرفعون شعارات لا يطبقونها. عايشت في اللجنة التي تُعد الأحدث عمراً في سجل لجان المرأة السعودية الناهضة قصصاً وتجارب مهمة رسمت أمامي ملامح العمل العام، وكشف تفاصيل كثيرة عن التحديات التي تواجه مجتمع الأعمال.. وتأكدت بشكل عملي أن مجتمعنا الشرقي لا يخلو ممن يحاولون الهدم وتعطيل المراكب السائرة.. في الوقت الذي يتفرغ فيه المخلصون للبناء والتعمير.. وتقديم المبادرات والأفكار التي سترتقي بهذا الوطن. تمكنت بفضل الله تعالى ثم بتعاون زميلاتي من وضع استراتيجية للارتقاء بقطاع الأزياء الحيوي الذي يستأثر سنوياً بأكثر من 15 مليار ريال، وقدمنا ثلاثة مشاريع سيكون لها صدى كبير بعد أن تتحوَّل -بمشيئة الله- إلى واقع، تتمثل في أكاديمية دولية للأزياء تضع أساساً صحيحاً لهذه المهنة وتخلق جيلاً من المبدعين والمؤهلين، ومصنعاً وطنياً يضم كل الكفاءات، ويحوّلنا إلى مجتمع منتج وليس مستهلكاًَ، بالإضافة إلى سوق كبير دائماً يضم جميع المبدعات في الأزياء.. ويصبح مركزاً تنويرياً لكل الباحثين عن تنمية وتطوير هذه الصناعة. قد تبدو الحقائق مزعجة لمن ينظرون للجانب الفارغ من الكوب ولا يشغلون أنفسهم بالنواحي الإيجابية، ما أكثر من يتحدثون عن المشكلات.. ولا يقدمون الحلول، إنه الطابور الخامس الذي يشكِّل عبئاً كبيراً على الناجحين أو حتى من يعملون ويجتهدون بحثاً عن النجاح. احتوت اللجنة الوليدة مع بداية عامها الثاني أماني عديد من فتيات البلد، واستندت على أفكارهن لتطرح كل منافسيها، وحتى منتقديها بلغة النتائج وبراهين العمل، وكافحت في ظل قلة وعي بعض محدودي الفكر نحو اللجنة التي كانت ولا تزال وستظل ترسم استراتيجيات العمل وتخطِّط مجالات تصميم الأزياء وتبلور ملامح التميز وترفع رصيدها في ميزان التخطيط والتنمية الاقتصادية، بينما بات ميزان بعض المنتقدين وبعض آرائهم المغلَّفة بالذاتية فارغاً من العمل، فظلوا ينتقدون بخفية، بينما اللجنة تفصل وتصمم خارطة النجاح وترجِّح كفة الأداء وتضع دروساً تنطق بها الجامعات وتشهد لها المؤتمرات وتؤكدها الوقائع والحقائق بينما الآخرون يخسرون نتائجهم المبنية على الخطأ أو محاولة تقليل النجاحات. لا أحد يصنع المعجزات بمفرده.. لكن العمل الجماعي قادر على صناعة الفارق وهو السبيل الوحيد للرد على من تخصصوا للكلام وتركوا العمل لأهله.. الزمن رهاننا الوحيد.. والعمل طريقنا لإكمال النجاح في وطن يسكن فينا قبل أن نسكن فيه. ‏

مشاركة :