مغالاة غير متوقعة وزيادات فجائية في أسعار الأدوات والمستلزمات المدرسية في هذا العام أثارت غضب الآباء وأولياء الأمور في مكة المكرمة إذ عمدت القرطاسيات والمكتبات إلى رفع أسعار الحقائب والأقلام والدفاتر بلا مبرر موضوعي وسط غياب تام من لجان حماية المستهلك. وبحسب مواطنين تحدثوا إلى «عكاظ» مع مستهل العام الدراسي الجديد فإن أصحاب المكتبات لم يستندوا إلى أية مرجعية لفرض الأمر الواقع عليهم فاضطروا إلى الشراء بالأسعار التي حددتها القرطاسيات والمكتبات. شريفة الشعبي استهلكت نحو 500 ريال لشراء حقيبة لابنها الطالب وقالت إن مثل هذا المبلغ الكبير كان إلى وقت قريب يكفي لشراء مستلزمات وأدوات مدرسية لعام كامل لأبنائها الأربعة. وفي إحدى المكتبات الشهيرة بدت «نسايم» أكثر سعادة بعدما اقتنت حقيبة ذات ماركة شهيرة بنحو 400 ريال وقصدت بذلك التميز على زميلاتها في الفصل بماركتها العالمية الشهيرة. لكن المواطن زيد الشريف يذهب إلى أن معظم الأدوات المدرسية التي تروجها بعض المكتبات مقلدة لماركات وعلامات تجارية عالمية ويسأل عن دور وزارة التجارة لملاحقة المقلدين والمزيفين وأغلب هذه المستلزمات سريعة الاستهلاك والتلف إذ تظهر عيوبها بعد أيام من استخدامها وتنتشر مثل هذه السلع في المكتبات متوسطة المستوى. لا للمبالغة إلى ذلك، نصحت المعلمة آمال خيرات الأهالي والآباء والأمهات على وجه الخصوص بعدم المبالغة في شراء أدوات غير مطلوبة والانتقاء السليم بين الجيد والسيئ كما نصحت الطالبات بعدم الإسراف والابتعاد عن المظاهر والاستعرض فالتميز يأتي بالاجتهاد في الدراسة والتميز في الاختبارات ونتائجها لا في الأدوات والحقائب الغالية ذات الألوان الجاذبة. وتتفق الإدارية في إحدى مدارس البنات مريم الحربي مع رأي زميلتها آمال وتقول إن هذه الظواهر موجودة في المدارس ولا حل لها غير وعي الأسرة إذ أن التميز بالحقائب الغالية على الآخرين يترك آثارا سالبة على غير من لا يقدرون على اقتناء الغالي والثمين من الكتب والأقلام والحقائب فهناك كثيرون لا تسمح ظروفهم المادية على اقتناء أدوات ومستلزمات الماركات. وحول التساؤل «ما دور إدارات المدارس لمواجهة مثل هذه المغالاة والاستعراض؟» تجيب مريم الحربي وتقول: لا دخل للمدرسة في مثل الأمور المادية والتي تختص بكل طالب من حيث المقدرة المالية ولا يحق لنا التدخل في ذلك إلا بالنصح والتوعية من خلال مجالس الآباء والأمهات. التنافس المشروع في المقابل، يعترف البائع في إحدى المكتبات شاكر محمد علي بارتفاع عائد المبيعات عاما بعد عام استنادا على ظهور أصناف عالمية باهظة الثمن في الأدوات والسعر يعتمد على نوع الخامة ومصدر البضاعة، وأضاف أن طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية يفضلون شراء حقائب الشخصيات الكرتونية والرياضية والدمى الشهيرة، مضيفا أنه مع بدء العام الدراسي الجديد تنتعش مبيعات الحقائب والمستلزمات المدرسية وتتنافس المكتبات بين بعضها في محاولة لجذب الزبائن من خلال عرض كل جديد ومميز، وكل ما تميزت السلع بالجودة كلما ارتفع سعرها لذلك لا لوم على المكتبات في ارتفاع أسعار الحقائب لأنها تحاول أن توفر الأجمل والأجود معا بما يواكب الموضة. ويرى شاكر أن الجودة والتصميم هما السبب في ارتفاع أسعار الحقائب من حيث مادة الصناعة وقوتها وتحملها على الضعط والاستخدام الطويل لذلك تتنافس الشركات المصنعة في تصنيع أفضل الحقائب التصاميم الجاذبة والرسومات الباهرة والألوان لذا تختلف الأسعار.
مشاركة :