العثور على «فؤوس» وسط السعودية تعود إلى العصر الحجري

  • 12/31/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت هيئة التراث السعودية، اليوم (الخميس)، عن أن علماء سعوديين عثروا في وسط البلاد على فؤوس حجرية تعود إلى العصر الحجري.وقال وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، في تغريدة على «تويتر»، إن الفؤوس الحجرية التي عثر عليها في شعيب الأدغم شرق منطقة القصيم تعود إلى فترة العصر الحجري القديم (الحضارة الآشولية)، واصفاً هذا الاكتشاف بـ«المهم».وأوضحت الهيئة في بيان، أن الموقع المكتشف يعد «من أهم مواقع العصور الحجرية المكتشفة» على مستوى السعودية، حيث يعود إلى فترة العصر الحجري القديم الأوسط «الحضارة الآشولية 200 ألف سنة» قبل الوقت الحاضر تقريباً، مبينة أن الأدوات المعثور عليها «مميزة ونادرة. من الفؤوس الحجرية التي تميزت بالدقة العالية في التصنيع والكثافة التي استخدمتها تلك الجماعات البشرية في حياتها اليومية».وأضافت، أن الحضارة الآشولية تتميز بظهور صناعة الأدوات الحجرية ثنائية الوجه وتعدد الفؤوس الحجرية، وتصنف من أهم أدوات هذا العصر، التي دلت كثرتها في هذا الموقع على الكثافة العددية لمجتمعات ما قبل التاريخ التي عاشت بهذه المنطقة، وهو ما يعد مؤشراً واضحاً على أن الظروف المناخية في الجزيرة العربية كانت مناسبة جداً لعيش تلك الجماعات البشرية، والاستفادة من الموارد الطبيعية المتوفرة فيها؛ إذ يدلل تعدد الأدوات الحجرية على قدم وجود الإنسان وتكاثر الجماعات البشرية عبر آلاف السنين.وأظهرت صور الأقمار الصناعية، أن المواقع الآشولية (ومنها شعيب الأدغم) تقترن بمجاري الأنهار، لتؤكد أن الإنسان استخدم الأنهار للوصول إلى عمق المناطق الداخلية في الجزيرة العربية، وبحسب التوزيع المكاني الواسع النطاق للمواقع الآشولية فهي أكبر التوزيعات المعروفة على نطاق العالم، وتشير إلى أن الجماعات البشرية في الجزيرة العربية كانت قادرة على التنقل لمسافات جغرافية واسعة.وتدل كثرة المواقع المتمركزة حول الأودية والأنهار القديمة على أن تلك الجماعات كانت تنتشر تدريجياً وتكتشف المواقع حسب الحاجة، وتميزت هذه المواقع بانتشار كسر الشظايا الحجرية، والأدوات المصنعة. في حين بيّنت أعمال المسح تعدد الأدوات الحجرية السطحية، وهو ما يقود إلى احتمال وجود الآلاف من الأدوات المشابهة المدفونة في هذا الموقع.وأشارت الهيئة إلى أنه قد تم جمع كمية هائلة من المعلومات البيئية والثقافية الجديدة، وأظهرت النتائج أن هناك تغييرات كبيرة في البيئات، تتراوح ما بين القاحلة للغاية والرطبة، والأدلة الحالية تدعم بقوة تأكيدات وجود «الجزيرة العربية الخضراء» مرات عديدة في الماضي. وخلال المراحل الرطبة كانت هناك أنهار وبحيرات في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية؛ الأمر الذي أدى إلى انتشار وتوسع تلك الجماعات البشرية، مما يؤكّد أن الجزيرة العربية كانت مفترق طرق رئيسياً بين قارة أفريقيا وبقية قارة آسيا طوال عصور ما قبل التاريخ، وأحد أماكن الاستيطان قديماً في فترة العصور الحجرية. ويعتقد أن الهجرات القديمة لتلك الجماعات البشرية كانت عبر ممرين رئيسيين، هما مضيق باب المندب وممر شبه جزيرة سيناء.وأبانت هيئة التراث، أن فرقها العلمية ستعمل على مزيد من الأعمال البحثية المركزة في الموقع لكشف مزيد من التحققات الأثرية المهمة، ومستقبلاً ستزيح الستار عن دلائل جديدة تثبت أن الجزيرة العربية كانت أحد أهم مواقع الاستيطان البشري التي عاشت في فترة العصور الحجرية.وبحكم موقعها في وسط الجزيرة العربية، فإن منطقة القصيم تزخر بالعديد من المواقع الأثرية التي تمثّل شواهد حية لحضارات تاريخية عديدة استوطنت المنطقة، ومنها مواقع الآثار والنقوش والرسوم الصخرية المكتشفة في وقت سابق، حيث جرى توثيقها في سجل الآثار الوطني بالهيئة، كما تم مؤخراً اكتشاف عدد من المواقع الأثرية المهمة عن طريق الهيئة وفرق المسح الأثري، وبلاغات واردة من مواطنين.

مشاركة :