في كلّ قطعة أثاث مُصمّمة من نتالي سلامة فرحه حكاية عن زمن مضى، إذ تتبع مهندسة الديكور اللبنانيّة مفهوم تبنّي القطع المرميّة، فتعيد إليها رونقها. في حوار مع "سيدتي. نت"، تقول مهندسة الديكور نتالي سلامة فرحه: "التعاون مع معامل الخشب، في إطار صنع المفروشات، وضعني وجهًا لوجه مع حقيقة قطع كمّيات هائلة من الأشجار من أجل هذه الصناعة، وقد كان الأمر مزعجًا للغاية!". وتضيف: "لأنّي أؤمن بإعادة التدوير، ودور هذا المفهوم في الحفاظ على البيئة، ولأنّي متعلّقة للغاية بجدّتي، وأغراضها، التي أنظر إليها كأنّها كنز ثمين تنبعث منه ذكريات وقصص حلوة، رحت أجمع كل قطع الأثاث التي تتمتّع بقيمة ثمينة، ورمزيّة، وأعيد الاشتغال عليها، انطلاقًا من مبدأ الحفاظ على البيئة، التي قدّمت لنا الكثير، واليوم ها هو دورنا في مبادلتها العطاء".تابعوا المزيد: ديكور المكتب المنزلي خطوة خطوة تنجذب المصمّمة اللبنانيّة إلى فكرة تقديم فرصة للأثاث القديم، لناحية أن يصبح محبوبًا مرّة ثانية من قبل من يهوى اقتناء قطع مجدّدة، بطريقة صديقة للبيئة. وهي تولي أهميّة للمواد المستخدمة في تصاميمها، سواء تعلّق الأمر بالحجر أو الحديد أو الخشب... تتولّى نتالي راهنًا مشروع إعادة ترميم مفروشات كانت موجودة في قبو منزل منذ ستّين سنة، وقد طلب إليها رجل تجديدها، حتّى يهديها إلى والدته، التي عاشت في منزل أهلها، مع هذه القطع. فكرة المشروع تفتح الباب للحديث عن أثر الماضي في حياة المصمّمة التي توضّح أنّ "العودة إلى الزمن الذي كان يوصف بـ"الجميل"، وإلى قصصه وحكاياته وعبره وتفاعلات ناسه الحسّية، كلّها يعني لي الكثير، ومن خلال هذا الماضي أطلّ على المستقبل". وتوسّع إجابتها، قائلةً: "صنعت عالمي الخاصّ، من خلال التفاعل مع الناس، عبر أثاثهم القديم، إذ أقصد بيوتهم للتعرّف إليهم عن كثب، وأجدّد لهم قطع أثاث غالية على قلوبهم، مع إعادة توزيع القطع المجدّدة في الديكور المنزلي، وبانسجام، مع أخرى جديدة، أي اختصارًا بثّ الحيويّة في المسكن العائلي". تعمل المصمّمة وحدها، وبالطبع تتأثر المساحة التي تسكن فيها في تصاميم الزمن القديم، والحرف المميزة والثمينة العائدة له. مثلًا: هي تجلس على أريكة عمرها يتجاوز خمسين سنة، وكانت ملكًا لأهل زوجها، كما أن المكتب الذي يجلس زوجها في مقابله للعمل المنزلي المفروض جرّاء جائحة "كورونا" قديم للغاية، بالإضافة إلى قطع مفروشات أخرى تتبع المفهوم ذاته موزّعة في المنزل... كانت المصمّمة اللبنانيّة رمّمت ما يزيد عن 150 قطعة من مواد مختلفة، وبالطبع أمست القطع تتخذ تصاميم وألوانًا جديدة بعد العمليّة. وهي باعت أخيرًا عددًا من اللوحات، بريشتها، لصالح ذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وعدد من العائلات اللبنانية المحتاجة.تابعوا المزيد: ديكور 2021: الرمادي والأصفر في الواجهة
مشاركة :