معظم قضايا عقوق الوالدين ترتكب ضد «الأب»

  • 11/18/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

الآباء والأجداد من كبار السن يشكلون دعماً نفسياً ومعنوياً لأسر أبنائهم، وخاصة عندما يكونون في صحة جيدة جسدياً ونفسياً وعقلياً، فيما يختلف الأمر 180 درجة في حال كان العكس صحيحاً. والمشكلة التي تواجه الأسر هي عندما يمرض الوالدان أو الأجداد من كبار السن سواء أمراض عضوية أو أمراض نفسية وعقلية، عندئذ تواجه الأسرة الصغيرة مشكلات صعبة، وقد يؤثر هذا على مسيرة حياة الأسرة التي يوجد بها شخص مسن في حالة صحية غير سوية، حيث يدفع ذلك بعض الأبناء للعقوق ورمي الوالدين في المستشفى أو في دور المسنين. وفي السنوات الأخيرة، بدت أن هناك قفزة كبيرة في عدد كبار السن الذين يعيشون في المجتمع السعودي حالياً. حيث رصدت آخر إحصائية لوزارة الصحة في الكتاب الإحصائي أن هناك زيادة في عدد الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الثمانين عاماً بنسبة 60 في المائة ما بين عام 1980 وعام 2005م، وأن المسنين الذين تزيد أعمارهم على الثمانين عاماً وكذلك الذين تزيد أعمارهم على المائة عام سيتضاعف عددهم عدة مرات خلال العشرين سنة القادمة. وحول هذا الموضوع، قال لـ"الاقتصادية" زياد الرقيطي الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية إن قضايا عقوق الوالدين معظم المجني عليهم من الذكور "آباء" وتمثل نسبتهم 90 في المائة فيما تصل نسبة قضايا العقوق من الإناث إلى10 في المائة، منوهاً إلى أن أسباب ارتكاب تلك الجرائم تعود في الغالب من وجهة نظره إلى ضعف الوازع الديني وإلى التقدم في السن للوالدين وعدم الرغبة في العناية بهما والتفكك الأسري الذي تعيشه بعض الأسر إضافة لانتشار القنوات الفضائية غير الهادفة التي لها أثر سلبي في إضعاف الروابط الاجتماعية. فيما أوضحت المحامية هدى السناري من هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية أن هناك عددا من الشكاوى والتظلمات لحالات كبار السن التي ترد للهيئة، مبينة أن هيئة حقوق الإنسان لها دور تجاه فئات كبار السن؛ وذلك بالعمل على جعل تلك الشرائح من المجتمع تنعم بحقوقها كافة، ومراقبة الجهات التي حددتها الأنظمة للقيام برعاية المسن، والتأكد من أنها تقوم بدورها على أكمل وجه، وأهمها عدم تعرض المسن للعنف، ولفتت إلى أن توعية وتثقيف وحث الجهات المعنية على القيام بواجباتها يعزز من التقليل من حالات العنف بأنواعها ويفعل دور جانب الرعاية لشرائح المجتمع، مؤكدة أن مسؤولية كبار السن بعد تخلي ذويهم عنهم تقع على عاتق المجتمع بشكل عام وعلى الجهات التي حددها النظام. ومن جهتها، أشارت ابتسام الثبيتي استشارية طب الأعصاب إلى أن سكان القرى والهجر أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر الذي يصاب به كبار السن، موضحة أن نمط الحياة العصرية أدى إلى انتشار المرض وأن 7 في المائة من أسباب الإصابة بالزهايمر وراثياً؛ وهو يبدأ بعد سن الـ 65 سنة ونقص فيتامين "ب"، وتابعت: "الوقاية من الزهايمر بالمحافظة على الغذاء الصحي المتوازن ومزاولة رياضة المشي والرياضة العقلية لتنشيط الذاكرة، ولكن ليس هناك غذاء يمنع مرض الزهايمر". وأضافت: "أيضاً مع التقدم في السن فإن نسبة الأمراض النفسية والعقلية تزيد، فالاكتئاب يزيد مع التقدم في العمر وتتضاعف نسبته مع مراحل الشيخوخة، والاكتئاب في سن الشيخوخة لا يأتي بالأعراض التي تأتي في سن الشباب، فكثير من المسنين يأتون بأعراض جسدية وليست أعراضا اكتئابية. كما أن المسنين عندما يصابون بالاكتئاب تصبح حياة الذين يعيشون معهم ويرعونهم في غاية الصعوبة، فالأبناء لا يستطيعون تحمل الآباء الذين يعانون من الاكتئاب، فالأمر مزعج جداً بالنسبة لهؤلاء الأبناء أو من يعول هؤلاء المسنين". أما علي الزواد مدير المجمع الصحي بجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية فأبان أن دار المسنين في جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية تعد أول دار للمسنين أنشئت في المنطقة وتضم حالياً 92 نزيلاً ونزيلة، مشيرا إلى الأثر الكبير الذي تتركه زيارة ذوي المسنين في الدار بعد كل زيارة، وقارن بين تلك الحالة والدموع التي تظهر في عيون البعض بسبب تجاهل أبنائهم لهم وعدم زيارتهم والسؤال عنهم. وزاد: "إن المجمع يحرص على توفير أوجه الرعاية الطبية للمسنين، وتسعى الإدارة من خلال القيام بأنشطة ترفيهية للمسنين من الجنسين من أجل تهيئة الاستقرار الاجتماعي لهم ومساعدتهم في علاج مشكلاتهم، إلى جانب حرصهم على دعم الترابط العائلي، وذلك من خلال برامج ترفيهية منوعة كالمسابقات الرياضية والثقافية والزيارات سواء لخارج المجمع أو بالسماح للكثير من الجهات التي تهتم بالتواصل مع فئة المسنين لزيارتهم في مختلف المناسبات". وقالت نعيمة الزامل رئيسة جمعية "ود" للتكافل والتنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية: "إن الجمعية تحرص على إقامة نادي "ملتقى أهالينا" لـ 100 امرأة من كبيرات السن بالنادي الاجتماعي بالجمعية يحتوي على عدة برامج ترفيهية وتثقيفية وصحية، إلى جانب لقاء الحكمة ولقاء المودة الذي ينطلق كل منهما شهرياً لتثقيف كبيرات السن بما يناسب هذه المرحلة العمرية، كما أنه يعد فرصة للاجتماع الأسري بين أبنائهن وأحفادهن".

مشاركة :