قتل 30 مسلحاً من تنظيم داعش، في عملية عسكرية شنتها قوات البشمركة الكردية، بدعم من طيران التحالف الدولي جنوب كركوك، لتأمين الأراضي التي كسبتها في إطار مسعاها لصد المتطرفين وإجبارهم على التقهقر، في وقت سيطر التنظيم على أكثر من نصف مدينة بيجي، بعد انسحاب القوات العراقية من أجزاء منها. وأفاد مصدر أمني في قوات البشمركة، أمس، بمقتل 30 من تنظيم داعش، وإصابة 45 آخرين في عملية عسكرية انطلقت بدعم طيران التحالف الدولي جنوب كركوك (250 كم شمال بغداد). وقال إن عملية عسكرية مشتركة من قوات البشمركة ومكافحة الإرهاب، بمساندة طيران التحالف الدولي، تمكنت من تحرير قرية البونجم وطبج الصغرى وعبدالله بور جنوب كركوك، وقتل 30 مسلحاً، وإصابة 45 آخرين من عناصر التنظيم. وأضاف أن عنصرين أمنيين من البشمركة قتلا أيضاً، وأصيب سبعة آخرون جراء انفجار عبوات ناسفة أثناء تقدم القوات. وأوضح أن العملية العسكرية مستمرة وتحرز أهدافها بشكل جيد، وأن عناصر التنظيم ينقلون قتلاهم وجرحاهم إلى مستشفى الحويجة. وأشار إلى أن أبرز أهداف العملية هي منع داعش من استهداف كركوك وقضاء داقوق وشركة غاز الشمال ومحطات انتاج الكهرباء بالصواريخ وتأمين طريق كركوك ــ بغداد. وقال المصدر نفسه إن قواتنا تقدمت بمسافة تقدر بنحو 10 كيلومترات، ولا تلاقي أي مواجهة فاعلة من مسلحي داعش، مشيراً إلى أن المقاتلات الحربية للتحالف الدولي تسهم في الحملة وتقصف مسلحي التنظيم، مؤكداً أن التنظيم لا يملك القدرة على أي مواجهة، لكن وتيرة العمليات لا تسير بسرعة، بسبب كثرة العبوات والألغام المزروعة في المنطقة. وتخضع مناطق جنوب كركوك وغربها لسيطرة داعش منذ يونيو من العام الماضي. وأوضح مصدر من البشمركة أن الهجوم بدأ خلال الليلة قبل الماضية جنوب بلدة داقوق (175 كم شمال بغداد). وقال مصدر في مشرحة كركوك إن ضابطاً كردياً برتبة نقيب قتل بانفجار عبوة بدائية الصنع. وبرزت قوات البشمركة كشريك مهم للولايات المتحدة في حملتها الجوية على داعش، وتمكنت القوات الكردية من إجبار مقاتلي التنظيم المتشدد على التقهقر في شمال العراق، وهو ما أدى عملياً في خضم ذلك إلى توسيع منطقتهم شبه المستقلة. من ناحية أخرى، أعلن مصدر أمني عراقي، أمس، سيطرة تنظيم داعش على أكثر من نصف مدينة بيجي (200 كم شمال بغداد)، وقال إن القوات الأمنية العراقية انسحبت من حي التأميم جنوب غرب بيجي، بعد هجوم عنيف لعناصر داعش على الحي، أمس، وتركت مواقع لها قرب قائمقامية الحي، واتجهت إلى جنوب المدينة نحو قرية المزرعة. وأوضح أن التنظيم بذلك يكون أعاد السيطرة على أكثر من نصف مدينة بيجي. في السياق، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن معركة السيطرة على بلدة بيجي ومصفاتها النفطية، وهي الأكبر في العراق، معركة حاسمة في القتال ضد (داعش). وقال، متحدثاً مع قادة عسكريين خلال زيارة قام بها لمحافظة صلاح الدين حيث تقع بيجي، إن معركة بيجي تمثل تحدياً لقلب التنظيم ولوجوده. مضيفاً أن الانتصار في معركة بيجي وتحريرها بشكل كامل مهم جداً، لأنها تعتبر فصلاً مهماً جداً في كسب المعركة النهائية على العصابات الإرهابية. وإذا تمكنت قوات الأمن والحشد الشعبي من استعادة السيطرة الكاملة حول بيجي فقد يساعدهم هذا في الزحف شمالاً صوب مدينة الموصل، التي يسيطر عليها داعش، وتعويض الخسائر التي تكبدوها في محافظة الأنبار في غرب العراق. وتبادل الطرفان السيطرة على مناطق في بيجي مرات عدة خلال الصراع. وكانت السلطات قالت الشهر الماضي، إنها استعادت أغلب البلدة، لكن تنظيم داعش هاجم أحياء في وسطها بعد ذلك بأيام، وأجبر القوات الموالية للحكومة على الانسحاب. إلى ذلك أكد العبادي، استمراره بالإصلاحات وعدم التراجع عنها، وقال في بيان إنه مستمر بـالإصلاحات وتنفيذها وفق جداول محددة، لافتاً إلى أن بعض الإصلاحات مسّت مجموعة من الفاسدين، وكذلك أصحاب الجرائم المنظمة، وهؤلاء سيحاولون عرقلة إجراءات الإصلاحات، لكننا لن نسمح لهم. وأضاف أن الدولة فيها حرب وفيها تظاهرات، وهذا الأمر لا يوجد في الدول، ونحن مع الشعب وشرعنا بالإصلاحات، ولن نتراجع عنها، موضحاً أن هناك أيضاً مكافحة للفساد، ومنها ما يتعلق بالمؤسسة الأمنية التي انخفض فيها الفساد بشكل ملحوظ. وقال: إننا نسير بالدولة والإصلاحات على الرغم من الأزمة المالية المتمثلة بانخفاض أسعار النفط بشكل كبير خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى اتخاذ إجراءات ومجموعة قرارات من خلال ضخ الأموال بالقروض في قطاعات الاقتصاد والإسكان والزراعة.
مشاركة :