منذ فترة ليست بالقصيرة لم يمر على النصر مدرب يستمر لفترة تقترب من السنتين مثل المدير الفني البرتغالي روي فيتوريا، المدرب الذي وصل للنصر مطلع 2019، ليقود الفريق للفوز بالدوري بأداء فني كبير على أرض الملعب، حصد معه النصر الفوز تلو الفوز، وباتت منظومة الأصفر رائعة على كافة الأصعدة إدارياً وفنياً ولاعبين، بينما كان فيتوريا صاحب العصا السحرية التي تناغمت مع كتيبة النجوم وعمل الإدارة.  تلك البداية جعلت النصراويين يبنون على فيتوريا مشروع فريق لا يقهر وبالفعل توج الفريق مطلع 2020 بكأس السوبر لترتفع أسهم المدرب، ومع رحيل الإدارة السابقة وقدوم إدارة جديدة في الموسم الفائت لم تغب بصمة فيتوريا وظل الفريق طرف المنافسة الرئيس جانب غريمه الهلال، لولا ثمة أخطاء بسيطة أفقدته بعض النقاط لحافظ الفريق على لقب الدوري ولسجل كلمة قوية في المحفل القاري. القصة الجميلة مع فيتوريا بدأت ملامح نهايتها مع انطلاق الموسم الحالي، بعد أن ساءت النتائج واهتزت النفسيات لأسباب مجهولة، ما جعل سهام النقد تتجه من كل صوب حتى أصابت المدرب البرتغالي، وبعد شد وجذب أمام المطالبات رضخ صناع قرار العالمي للتضحية بالمدرب فجاء القرار رغم تبعاته المالية بعد التعادل في مباراة ضمك لتغلق الصفحة الأخيرة من حكاية فيتوريا والنصر، لكن الذكريات لن تغيب من خلال 86 مباراة أنصفت المدرب الكبير في 53 مباراة وتقاسم معه المنافسون النتيجة في 15 لقاء بينما خرج منكسرا في 18 موقعة، لا شك أرقام منصفة قاد فيها المدرب الخمسيني فريق بنفيكا والنصر لعناوين المجد ورحل. ما يدل على أن البرتغالي روي فيتوريا ليس مدرباً عابراً في تاريخ كرة القدم السعودية وفريق النصر على وجه الخصوص هو متابعة الصحافة والإعلام في بلده والكثير من البلدان في أوروبا بدليل أن قرار نادي النصر بفك الارتباط معه بالتراضي وبالتالي انتهاء العلاقة التعاقدية حظيت بمتابعة كبيرة هناك، لذلك البرتغالي فيتوريا لم يكن مجرد مدرب في سجلات الدوري السعودي، بل مدرب سيتذكره النصراويون كثيراً على طريقة الأوروغوياني كارينو وداسيلفا وغيرهم كثير. في المقابل قال مدافع الفريق البرازيلي مايكون في تعليقه عبر الانستغرام على رحيل فيتوريا : «أود أن أشكر كل الفريق التقني على هذين العامين أتمنى لكم كل التوفيق لقد كان من دواعي سروري العمل معكم». في الوقت الذي تفاعلت جماهير النصر كثيراً مع خبر إقالة المدرب البرتغالي فيتوريا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قدمت شكرها وتقديرها للجهاز الفني من خلال إنشاء هاشتاق «شكراً فيتوريا»، ما يعطي دلالة على الأثر الكبير والإيجابي الذي تركه هذا المدرب في تاريخ النصر مسجلاً اسمه بحروف من ذهب.