توقع نائب رئيس اتحاد النقل الجوي محمد البكري أن يعود قطاع الطيران لما كان عليه في عام 2019 بحلول عام 2024 مما يعني الاستغناء عن الكثير من الوظائف، مشيرا إلى أنه على الرغم من دعم الجهات المختصة لجميع النشاطات الاقتصادية التي تعرضت لخسائر مالية هائلة جراء الجائحة، إلا أن انحسار نشاطات السفر والسياحة وتوقف الرحلات انعكس سلبا على قدرات جميع المؤسسات العاملة في مجال السفر والسياحة، وأثر على خطط التطور والنمو مما يعرض كما هائلا من الوظائف للزوال.وأضاف: إن استمرار الدعم الحكومي لجميع المؤسسات والشركات العاملة في مجال السفر والسياحة أمر ضروري للحفاظ على الملاءة المالية لتلك الشركات، ودعمها لتخطي الأزمة والبقاء على وجودها كعامل ومحرك أساسي لاقتصاد البلد.ودعا الجهات المعنية إلى تبني المنهجية التي أوصت بها المنظمة الدولية للطيران المدني بفتح الحدود والاستغناء عن إجراءات الحجر الصحي وتطبيق الاختبارات السريعة وإعادة تشغيل القطاع بكامل طاقته التشغيلية، مشيرا إلى أنه إذا تأخرت إعادة تشغيل القطاع زادت خطورة الكثير من الوظائف المرتبطة بالقطاع.وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» كشف في تقرير له أن شركات الطيران في المملكة تكبدت خسائر بنحو 9.6 مليار دولار من إيرادات السفر، ونحو 22.7 مليار دولار من الخسائر على الناتج المحلي الإجمالي المدعوم من قبل قطاع الطيران وذلك خلال فترة جائحة كورونا، مشيرا إلى أن الشركات خسرت نحو 69.7 % من أعداد المسافرين في 2020، بما يعادل 47.5 مليون مسافر أقل من أعداد المسافرين الذين تم تسجيلهم في 2019.وقال التقرير: إن الوظائف المرتبطة بقطاع الطيران المهددة بالزوال بسبب الجائحة بالشركات كانت ما يقارب الـ 360.853 وظيفة.وأوصى الاتحاد الدولي للنقل الجوي بعدة قرارات لدعم إعادة تشغيل القطاع، وتعافيه من آثار الجائحة مع المحافظة على السلامة الصحية للمواطنين والمقيمين في المملكة.وكانت أولى التوصيات: تطبيق نهج متسق ومتفق عليه بين الدول العربية ووجهات أخرى إقليمية ودولية ضمن التدابير الصحية للسفر التي أوصى بها فريق عمل مجلس «الإيكاو» عالميا والتي تعتمد على منظومة متدرجة من التدابير الصحية تشمل جميع مراحل السفر.وكانت التوصية الثانية: إلغاء إجراءات الحجر الصحي عند الوصول واستبدالها بإجراء الفحص السريع لفيروس كورونا، فيما كانت ثالث التوصيات اعتماد نهج عالمي للسماح بتبادل بطاقة إلكترونية للسفر تتضمن جميع المعلومات الصحية والإجراءات المطلوبة من بلد الوصول بشكل آمن ليتم ربطها بالهويات الرقمية واعتمادها بين الراكب والسلطات عند نقطة المغادرة والوصول مما يسهل عملية السفر.وأشار إلى أن أزمة «كوفيد-19» شكلت تحديا كبيرا لاستمرار الصناعة في عام 2020، إذ سجلت انخفاضا عالميا في الإيرادات بمقدار نصف تريليون دولار، من 838 مليون دولار في 2019 إلى 328 مليار دولار في 2020.وتوقع التقرير أن يكون عام 2021 أفضل نسبيا من 2020، إذ من المتوقع أن تدعم اللقاحات والاختبارات السفر العالمي بنسبة 50% من مستويات 2019، لكنها مرتبطة بثلاثة شروط، الأول: فعالية اللقاح ونجاحه، وثانيا: نجاح وأمان عملية توزيع اللقاحات المختلفة على سكان العالم وثالثا: الشروط المتعلقة بالتطعيم والمرتبطة بالسفر.وتوقع أن يرتفع الطلب في العام المقبل بنحو 48% من المستويات المسجلة في 2019 لتصل إلى 90 مليون مسافر من وإلى وضمن الشرق الأوسط، إذ لن تعود المنطقة إلى المستويات التي سجلتها في 2019 حتى نهاية 2024.وأشار إلى أن من المرجح أن تنحسر الخسارات من 118 مليار دولار المسجلة في 2020 إلى 38 مليار دولار في 2021، مرهونة بتوزيع اللقاح بنجاح وإعادة فتح الحدود بين الدول بشكل آمن ورفع الإجراءات المقيدة للسفر بما فيها الحجر الصحي.وتوقع أن تتحسن إيرادات شركات الطيران بالشرق الأوسط بنسبة 43% عن مستويات 2020، لكنها ستبقى دون حدود الربح إذ سيسجل الطلب في 2021 تحسنا بـ 43% مقارنة بـ 2020 ولكن أقل بنسبة 61% عن مستويات 2019.وتوقع «إياتا» أن تسجل الأرباح المتوقعة خسائر 3.3 مليار دولار مقارنة بـ 7.1 مليار دولار في 2020،، مشيرا إلى من المرجح أن تسجل السعة التشغيلية في 2021 تحسنا بنسبة 23.6% عن مستويات 2020 ولكن أقل بنسبة 56% عن مستويات 2019.
مشاركة :