أكد سياسيون ودبلوماسيون في القاهرة أهمية عقد القمة الـ41 لدول مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية، والتي يسعى من خلالها قادة وزعماء الدول الخليجية إلى تعزيز اللُحمة الخليجية وتعميق التآخي والتضامن والترابط والتكامل بين شعوب الدول الأعضاء، ووحدة مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التحديات الخطيرة التي تعيشها المنطقة، ومواجهة التهديدات غير الإقليمية. وأوضحوا في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن «القمة الخليجية» مفصلية، وتأتي في وقت مهم لتؤكد على الدور الكبير والمحوري لـ«مجلس التعاون» في التعامل مع الأوضاع التي يمر بها الإقليم بأكمله، ومناقشة المصالح المشتركة التي تعود بالنفع العام على أبناء دول المجلس. وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن القمة في غاية الأهمية لاعتبارات مُتعلقة بالأوضاع التي يمر بها الإقليم بأكمله، وبمنطقة الخليج العربي على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن القمة ستتطرق إلى ملفات عديدة، من بينها التأكيد على الدور المحوري للمجلس في التعامل مع القضايا التي تهم المنطقة، وتعزيز الحوار الخليجي لرأب الصدع. وأكد أستاذ العلوم السياسية لـ«الاتحاد» أن بعض وسائل الإعلام ألمحت إلى مشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أعمال القمة الخليجية لأول مرة في تاريخها، وهو ما يؤكد على أهميتها في هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به المنطقة، مؤكداً أهمية نجاح هذه القمة لاعتبارات، أهما فعالية القرارات التي ستخرج من القمة، ولأن مجلس التعاون الخليجي آخر ما تبقى للدول العربية من نماذج الوحدة، والآمال معقودة عليه في حل الأزمات التي تتعرض لها المنطقة. وشدد على أهمية عقد القمة في هذا التوقيت لدراسة التهديدات الإقليمية غير العربية، ودراسة القضايا السياسية والاستراتيجية لتحقيق المصالح المشتركة لأبناء دول المجلس، وكيفية التعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية. وبدوره، أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أهمية عقد القمة الخليجية، موضحاً أن كثيرين يعولون على القمة في أن تكون قمة «لم الشمل». وأشار غباشي إلى أهمية عقد القمة الخليجية في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة كثيراً من التحديات. ووافقه في الرأي السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، حيث أكد على أهمية عقد القمة الخليجية في تعميق الترابط الأخوي والتعاون والتكامل بين دول «مجلس التعاون»، مشيراً إلى أهمية اجتماع دول الخليج لتعزيز أمن واستقرار المنطقة، وخصوصاً في مواجهة التهديد التركي واحتلاله لأجزاء من الأراضي السورية والتدخل في شؤون ليبيا وتهديد العراق، وكذلك دعم إيران لميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن وتهديدها لدول الجوار والملاحة البحرية جنوب البحر الأحمر، إضافة إلى تعزيز الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب وتمويله. وأكد بيومي لـ«الاتحاد» أن هناك مصالح مُشتركة بين دول الخليج يجب أن تراعى في هذه القمة، ومنها التجارة الحرة الخليجية، ونجاح دول التعاون الخليجي في إقامة اتحاد جمركي، والسوق الخليجية المشتركة. وقال الباحث السياسي الدكتور طه علي: إن القمة الخليجية المُقبلة تبدو أكثر أهمية وحساسية واستثنائية كونها تتزامن في المقام الأول مع مرور 50 عاماً على تأسيس مجلس التعاون الخليجي، كما أنها تتزامن مع وصول إدارة جديدة لحكم الولايات المتحدة، وهو ما يفرض على البيت الخليجي ضرورة التنسيق لبحث سبل التعاون مع الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى تزامن عقد القمة أيضاً مع جملة من التطورات الإقليمية شهدتها المنطقة الخليجية والعربية، مثل التحركات الدبلوماسية الأخيرة، واتفاقات السلام التي توصلت إليها دولة الإمارات والبحرين والسودان والمغرب مع إسرائيل، فضلاً عن تداعيات جائحة «كورونا» على المنطقة الخليجية. وأكد الباحث السياسي لـ«الاتحاد»، أن بقاء مجلس التعاون الخليجي قوياً ومتماسكاً في ظل التحديات التي تواجه العمل العربي والخليجي المشترك حتى هذه اللحظة، يعكس الإرادة القوية والأخوية لدى الشعوب الخليجية على إبقاء روح العمل الجماعي والتضامن المشترك، رغم التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية.
مشاركة :