أكد السفير التركي لدى الإمارات، توجاي تونشير، أن متانة العلاقات بين الإمارات وتركيا من شأنها تعزيز أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، مشيراً إلى أن تبادل الزيارات على أعلى المستويات حلقة تاريخية في العلاقات الثنائية، ويكشف الأهمية التي يوليها قادة البلدين لتطوير العلاقات الإماراتية التركية. وقال تونشير، في حوار خاص لـ«الاتحاد»: «تتشارك كل من الإمارات وتركيا الهدف ذاته، ألا وهو ضمان سلام واستقرار وأمن وازدهار منطقتنا ومحيطها، وتلعب كلتا الدولتين دوراً نشطاً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ونتبع أجندة إيجابية تهدف إلى المساهمة في حل المشكلات التي تشكل تحدياً لنا جميعاً إقليمياً ودولياً». وأعرب عن اعتقاده بأن التقارب بين الإمارات وتركيا من شأنه تعزيز جهود البلدين، ويسهم بشكل عام في استقرار وأمن المنطقة، مضيفاً: «نأمل أن تشكل روح الحوار والتعاون بين البلدين نموذجاً يُحتذى به». تعاون وثيق وقال تونشير: «تولي أنقرة اهتماماً كبيراً بأمن واستقرار منطقة الخليج، وتسعى إلى تعاون وثيق مع الدول الخليجية، على الصعيدين الثنائي والتعددي، من أجل العمل معاً على تحقيق الأهداف ذات الاهتمام المشترك»، مضيفاً: «نعتقد أن الحوار والتعاون أساسيان لتحقيق التفاهم المتبادل وتقليص فجوة الخلافات، ومن ثم، تهيئة البيئة للتعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة». وتابع: «من المنطلق ذاته، تنطلق علاقاتنا مع دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ نعتقد أن العلاقات القوية بين بلدينا لن تخدم المصالح المتبادلة لشعبينا فحسب، ولكنها تسهم أيضاً في تعزيز أمن واستقرار وازدهار المنطقة». وقال: «يسعدنا كثيراً جداً ما تحقق حتى الآن في العلاقة بين البلدين، فزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى تركيا كانت خطوة بارزة فتحت فصلاً جديداً أمام التعاون بين الإمارات وتركيا». وأضاف: «إن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان تهدف إلى المضي قدماً بعلاقة البلدين، والاتفاقيات الموقعة بين البلدين أثناء زيارة الرئيس التركي إلى الإمارات هي أدلة واضحة على الرغبة المتبادلة القائمة لتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة». إمكانات وحول إمكانات البلدين، قال تونشير: «إن تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة بين بلدينا يسرنا كثيراً، فهناك إمكانات هائلة أمام تعاوننا، وهو ما يجعلنا نعتقد أنه من الضروري تحقيق الاستفادة القصوى منها، وتدفع العلاقات المتميزة بين قيادتي البلدين والشعبين إلى تحقيق ذلك». وتبادل الزيارات على أعلى المستويات، بحسب السفير التركي، حلقة تاريخية في العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما أن آخر زيارة من تركيا على المستوى الرئاسي كانت قبل عقد كامل؛ لذا فإن الزيارتين المتبادلتين بهذا المستوى الرفيع في هذه الفترة القصيرة تكشفان الأهمية التي يوليها قادة البلدين لتطوير العلاقات الإماراتية التركية. واستطرد تونشير قائلاً: «توقيع الاتفاقيات الجديدة خلال هذه الزيارة يعزز تعاوننا بدرجة أكبر بما يعود بالنفع على كلا البلدين». السفير التركي شدد أيضاً على أن العلاقات على المستوى الشعبي لطالما كانت وثيقة، فالروابط الثقافية والدينية والقيم التي نتشاركها تشكل جسراً متيناً بين الشعبين، مضيفاً: «ليس من المبالغة القول إن تعزيز العلاقات يتماشى مع تطلعات الشعبين الإماراتي والتركي، وتقوية العلاقات السياسية نتيجة طبيعية للعلاقات على المستوى الشعبي». ازدهار وبحسب تونشير، فإن الاتفاقيات الموقعة أثناء الزيارة تشمل نطاقاً واسعاً من التعاون، في مجالات الاقتصاد والاستثمارات والنقل البري والبحري، والتكنولوجيا المتطورة، والصناعات الدفاعية، والمناخ، والأرصاد والزراعة والصحة والثقافة والشباب وإدارة الطوارئ والكوارث، والإعلام والاتصالات والأرشيفات الوطنية. وإلى جانب الاتفاقيات العشر الموقعة أثناء زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى تركيا، فإن الاتفاقيات في المجالات المذكورة تكشف مدى ازدهار العلاقات، بحسب السفير، الذي أوضح أن البلدين بدآ إجراءات إضافية، تشمل إعلاناً مشتركاً إيذاناً ببدء مفاوضات حول شراكة اقتصادية شاملة. واعتبر تونشير أن جائحة فيروس كورونا المستجد ذكّرت دول العالم كافة بأن التعاون أساس جوهري، ومواجهة الوباء ليست جهداً فردياً، ومن دون تعاون دولي أفضل، سيكون من المستحيل تقريباً التغلب على هذه «الجائحة». وأضاف: «ينطبق ذلك أيضاً على تبادل الخبرات والمعلومات الطبية وتبادل المعدات والأدوية واللقاحات، فمنذ بداية الجائحة كانت تركيا منفتحة على التعاون مع جميع الدول، وقد تعاونّا مع دولة الإمارات، حيث جرى الاعتراف المتبادل بين البلدين بشهادات اللقاحات، والأهم من ذلك، هو إبداء كلا البلدين تصميماً كبيراً على هزيمة التهديد الذي تشكله الجائحة». وقال: «وقعنا مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال العلوم الطبية والصحية أثناء زيارة الرئيس أردوغان، وهو ما نعتقد أنه سيمضي قدماً بالعلاقات في هذا المجال». دور نشط وأشار السفير إلى أن كلا من الإمارات وتركيا تتشارك الهدف ذاته، ألا وهو ضمان سلام واستقرار وأمن وازدهار منطقتنا ومحيطها، وتلعب الدولتان دوراً نشطاً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ونتبع أجندة إيجابية تهدف إلى المساهمة في حل المشكلات التي تشكل تحدياً لنا جميعاً إقليمياً ودولياً. وإضافة إلى ذلك، تكمل إمكانات بلدينا إحداهما الأخرى، ولهذا السبب نعتقد أن التقارب بين الإمارات وتركيا سيعزز جهودنا، ويسهم بشكل عام في استقرار وأمن المنطقة. ونأمل أن تشكل روح الحوار والتعاون بين البلدين نموذجاً يُحتذى به. وقال: «إن الإمارات هي شريكنا التجاري الرئيس في منطقة الخليج، وثاني أكبر شريك تجاري لتركيا في العالم العربي، ورغم ذلك، فإن حجم التجارة لا يزال لم يعكس بعد إمكاناتنا الحقيقية، ونعتقد أنه إضافة إلى الخطوات الأخرى التي نتخذها لتعزيز علاقاتنا التجارية والاقتصادية، فإن الاتفاقية الموقعة أمس بشأن النقل البري والبحري ستساعدنا على زيادة التجارة بيننا، عبر تسهيل نقل البضائع بين البلدين، ونعمل أيضاً على تنويع الطرق التجارية القائمة بين تركيا والإمارات». وأكد السفير التركي أن الإمارات هي أكبر شريك تجاري لبلاده في منطقة الخليج، وكذلك المحور الاستراتيجي لتجارتها مع دول الخليج وآسيا، وفي 2021، بلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات وتركيا 8 مليارات دولار، فيما سجلت صادراتنا إلى الإمارات 5.4 مليار دولار، بزيادة 95 في المئة مقارنة بالعام السابق. ومن ناحية أخرى، لفت تونشير إلى أن الواردات التركية من الإمارات بلغت 2.4 مليار دولار، ومن بين أبرز سلع التجارة الثنائية الذهب والمجوهرات والماس والآلات والزيوت والمعادن والمنتجات الغذائية والأثاث، معرباً عن رغبة بلاده في زيادة حجم التجارة وتنويع نطاق المنتجات لتشمل قطاعات الصناعات الغذائية والزراعية والتصنيع والخدمات. وبحسب السفير، زار وزير الخارجية التركي محمد موش الإمارات لحضور الجلسة العاشرة للجنة الاقتصادية المشتركة، التي اجتمعت في نوفمبر الماضي، وفي ذلك الاجتماع، جرت مناقشة التعاون في مجالات التجارة الثنائية والاستثمارات المتبادلة والصحة والثقافة والزراعة والطاقة والعلوم والملاحة المدنية وغيرها، كما عُقد لقاء لكل من مجلس العمل التركي الإماراتي ومنتدى الأعمال. وقال: «أعتقد أن المناخ الحالي بين البلدين يشجع رجال الأعمال والجالية التركية في الإمارات على الانخراط في شراكات وصفقات جديدة مع نظرائهم في دولة الإمارات». وتابع: «هدفنا هو تنشيط التجارة الثنائية وتشجيع مؤسساتنا وشركاتنا، بأقصى قدر ممكن، على المشاركة في المعارض والأنشطة الترويجية الأخرى التي ينظمها كلا البلدين». نجاح مبهر وأشاد السفير التركي بالنجاح المبهر الذي حققته الإمارات في تنظيم «إكسبو 2020 دبي»، قائلاً: «أؤكد أن هذا التنظيم المثالي نجاح كبير للإمارات». وأضاف: تحت عنوان: «صنع المستقبل من أجل الحضارات»، يسرنا المشاركة في «إكسبو 2020 دبي»، باعتباره أول معرض إكسبو عالمي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. ومن خلال مشاركة الرؤية لبيئة مستدامة ومستقبل صديق للبيئة، قال تونشير: جرى تصميم الجناح التركي ليتماشى مع السمة الأساسية لـ«إكسبو»، متوقعاً استقبال الزوار في الجناح التركي بمفهوم ومحتوى يتسق مع رؤية وهدف المعرض، من أجل جعل العالم نظيفاً وقابلاً للحياة من أجل الأجيال المقبلة. وأضاف: «علاوة على ذلك، سنرى انعكاسات وعبق ثقافتنا القديمة وملامح جغرافيتنا الفريدة، وقيمنا الأخرى أثناء زيارة الجناح التركي في إكسبو دبي». وأكد السفير تونشير أن الرئيس أردوغان سيزور اليوم معرض «إكسبو»، حيث يشهد إطلاق الاحتفالات باليوم الوطني التركي. واختتم السفير حواره قائلاً: «أتمنى أن تؤدي كافة البرامج والفعاليات المقررة، التي سننظمها أثناء معرض إكسبو دبي، إلى زيادة فرص تعزيز علاقاتنا الثنائية والمتعددة في شتى المجالات».
مشاركة :