تحليل إخباري: التوتر الإيراني-الأمريكي يستمر في التصاعد قبيل تنصيب بايدن

  • 1/4/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أحيت إيران يوم الأحد الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وسط موجات جديدة من التوتر مع الولايات المتحدة. وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف موكب سليماني بالقرب من العاصمة العراقية بغداد في 3 يناير عام 2020. وقتل في الهجوم الذي استخدمت فيه طائرة بدون طيار سليماني وقائد ميليشيا عراقية. وفي الفترة التي سبقت ذكرى مقتل سليماني، صعدت إيران من حدة خطاب الانتقام من الولايات المتحدة. وعلى مدار الأسابيع الماضية، كرر مسؤولون إيرانيون كبار تعهدهم بمعاقبة منفذي اغتيال سليماني ووسعوا قائمة المشتبه بهم الأمريكيين إلى 48 اسما. وكتبت وزارة الخارجية الإيرانية عبر حسابها على تويتر يوم الجمعة: "بارتكاب عمل إرهابي جبان ضد الجنرال سليماني، انتهكت الولايات المتحدة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في انتهاك صارخ لسيادة العراق". وأضافت أن "إيران لن تهدأ حتى تقديم المسؤولين إلى العدالة". وأشاد القائد الحالي لفيلق القدس العميد إسماعيل قاآني يوم الجمعة بسلفه كبطل للأمم الإسلامية، محذرا الولايات المتحدة بقوله "من داخل منزلك، قد يظهر شخص ما سوف ينتقم من جريمتك". وعلى الجانب الأمريكي، تصاعدت التوترات أيضا على خلفية مخاوف من احتمال إقدام إيران على ضرب أهداف إقليمية. وقبل شهر تقريبا، أرسلت الولايات المتحدة غواصة نووية وسفنا حربية إلى المياه الجنوبية المجاورة لإيران كما أرسلت قاذفاتها الاستراتيجية بي-52 للتحليق فوق مياه الخليج في عرض "لردع إيران عن مهاجمة أهداف أمريكية أو دول حليفة في الشرق الأوسط". وحث نائب مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة إسحاق آل حبيب يوم الخميس مجلس الأمن الدولي على منع الولايات المتحدة مما اعتبره "مغامرة عسكرية" جديدة في الخليج وبحر عمان. وأكدت إيران أنها لا تريد الصراع ولكنها ستدافع عن نفسها تحت أي ظرف من الظروف. وتصاعدت حدة المواجهة بين إيران والولايات المتحدة مع قيام إيران بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة قرارها "إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة نقاء 20 بالمائة"، وهو ما كان محظورا بموجب الاتفاق النووي الدولي المبرم في عام 2015 والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب سلسلة إجراءات اتخذتها طهران على مدار العامين الماضيين لتقليص التزاماتها المتعلقة بالاتفاق بعد انسحاب إدارة ترامب منه في مايو عام 2018. وقال المسؤولون الإيرانيون إن خروج الولايات المتحدة الأحادي وإعادتها فرض العقوبات على طهران أجبر بلادهم على تقليص التزاماتها النووية. غير أن الجانب الإيراني يتملكه تفاؤل حذر مع قرب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في 20 يناير. وقال صادق زيباكلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، مؤخرا في مقابلة مع وسيلة إعلامية إيرانية، إن مفاوضات قد تبدأ مع واشنطن حول القضايا الشائكة مع قدوم بايدن إلى المكتب البيضوي. لكن زيباكلام قال إنه لا يعتقد أن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة ستغير لهجتها الرئيسية. وتعهد بايدن بتخفيف الضغوط الأمريكية على طهران والعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني في محاولة لإخراط الأخيرة في مفاوضات بشأن القضايا المثيرة للجدل حول خطة العمل الشاملة المشتركة، وشدد المسؤولون الإيرانيون مرارا على أنهم لن يتفاوضوا بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة. ويعتقد زيباكلام أن "القضايا الخلافية المتعلقة بالعلاقات الإيرانية-الأمريكية لن تتغير". وأضاف أن القضايا الشائكة في العلاقات الثنائية التي بدأت قبل أربعة عقود بعد قيام الجمهورية الإسلامية سوف تستمر.

مشاركة :