طبيب شاب يتعرض لتجربة سجن قاسية في بداية حياته، وبعد العفو عنه يحمل أوراق تعيينيه وينطلق في رحلة إلى قرية منعزلة بالصعيد، ليعمل في وحدة صحية كانت مغلقة منذ شهور، حيث يعاني الوحشة في أيامه الأولى قبل أن يجد نفسه متغلغلاً في تفاصيل الحياة اليومية للقرية الراقدة على حافة الصحراء. هذه لمحة من رحلة بطل رواية «طبيب أرياف» للكاتب المصري محمد المنسي قنديل التي جرت مناقشتها أول أمس في صالون «الملتقى الأدبي»، أدارت جلسة الحوار الافتراضية مؤسسة الملتقى أسماء المطوع مرحبة بالكاتب قنديل والحضور، قائلة: نلتقي اليوم مع الأديب المصري الكبير الدكتور محمد المنسي قنديل لمناقشة روايته الرائعة «طبيب أرياف»، نسافر معه إلى قرية منسية في صعيد مصر. ندخل اليوم لحياة دسوقي وفرح ومحروس وعيسى والجازية وأبانوب، نسير إلى عالمهم وذلك في حكاية بها كل شيء، الانكسار والحب، السياسة والدين، الفقر والحرمان والبؤس والقهر الاجتماعي، وبها أيضاً العلاقة الشائكة بين الريف والمدن. وتابع النقاش مع الكاتب فاستعرض لمحات من تاريخ مصر، لافتاً إلى أهمية الحرية في حياة الكاتب واستشهد برأي يوسف إدريس، حيث قال: جميع الحرية في العالم العربي لا تكفي كاتباً واحداً، كما أكد أهمية أن يستمتع القارئ بقراءة الكتاب قائلاً: هناك 3 قواعد عندي وهي لا تدع القارئ يمل، لا تدعه يمل، لا تدعه يمل. وعن التشابه بين أحداث رواية «طبيب أرياف» ورواية «انكسار الروح» الصادرة 1988، قال: يمكن أين تكون الجزء الثاني، وكنت أتمنى أن يكون الواقع قد تغير، وأن نصل لنقطة صدق مع أنفسنا. وأشار قنديل إلى أن نسبة كبيرة في العالم يقرؤون الرواية، لأن قراءة الرواية تضيف لعمر القارئ وتجربته، لذلك الناس يفكرون بشكل أوسع عندما يقرؤون الروايات. وتشعب الحوار مع الكاتب وكيف عبر عن الريف المصري من خلال الغوص في قوانين الريف ومعاناة المهمشين، إضافة إلى الغجر وأحوال المرضى والمزارعين، قال: أنا أرى الدولة النهرية يبقى فيها قوة مركزية، لأن الماء قبل أن يمر عليها يمر على الناس، لذلك توجد صراعات كثيرة والناس يتخلون عن أموالهم للحكومة من أجل توفير الماء، لذلك يحدث نوع من الرضوخ عند هؤلاء الناس، وأرى عكس ذلك عند الغجر فهم نموذج لا يعرف الخضوع رغم أن فيهم حرامية وبنات ليل ولصوصاً، لكنهم لا يفكرون بالملكية ويعشقون الحرية، الغجر لا يمتلكون أي شيء، ولا شيء يمتلكهم، قد يكونون فقراء، لكنهم أحرار بالشكل المطلق، وبالتالي هم سعداء.
مشاركة :