المنسي قنديل: الرواية عمل سياسي ومنشور احتجاج

  • 12/29/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أن تدير دفة حوار مع الكاتب والروائي الدكتور محمد المنسي قنديل، فكأنك تسير على أرض حارقة، تقفز فيها بين خطوة وأخرى، في محاولة لتلقف قطرات مطر في عز الصيف، الحديث معه يأخذك إلى عوالم متمردة على الرقابة، منتصرة للإبداع الأدبي، ومطالبة بالحرية. عمل سياسي الكتابة لديه متنفس، والقصيدة صرخة، والرواية منشور احتجاج وعمل سياسي مصاغ بطريقة فنية، البيان تواصلت مع الدكتور محمد المنسي قنديل، صاحب رواية يوم غائم في البرّ الغربي التي رشحت للبوكر، في حوار جريء يشبهه، بدأه بالحديث عن الرقابة فقال: الرقابة نقيض الإبداع، مضيفاً: كان الكاتب والروائي يوسف إدريس يقول إن حجم الحرية المتاحة في العالم العربي لا يكفي كاتباً واحداً، ولذا فنحن نعيش تحت سقف منخفض من حرية إبداء الرأي، ومن الصعب أن نغفر لمن يخالفوننا الآراء، وفي معارض الكتب التي من المفترض أن تكون مهرجاناً للكتاب، يتدخل الرقباء وهم يمسكون مقصات تشبه التي تستخدم في جز العشب، ويقومون بجز أوصال الكتب، وبرأيي، لا يجب أن تكون هناك رقابة على معارض الكتب، لأنها مناسبة وحيدة في العام وقصيرة العمر. حرية وأمان ولفت قنديل إلى أن مشكلة الحرية تتمثل في قصور النظرة لها، وقال: المشكلة أننا عندما نتحدث عن الحرية يتحدثون هم عن الإباحية، وكأنها الوجه الآخر من العملة، ولكن الحرية عند المبدع هي إحساس الأمان، ألا يكون مهدداً بسبب كلماته، فالرقابة لا تقتل الإبداع فقط، ولكن تقتل المبدعين أيضاً. كثير من الغضب وعن تقييمه لحال الإبداع اليوم في ظل انتشار روايات جديدة تُنشر دون الخضوع للتدقيق، قال: هناك الكثير من الإبداع لأن هناك كثيراً من الغضب على أحوالنا العربية المتردية، والكتابة متنفس الكاتب، وبالنسبة لي، أقرأ كل رواية كأنها منشور احتجاج، وأرى كل قصيدة أشبه بصرخة، ولذا، من حق الكاتب أن ينشر ما يريد، وإذا لم يكن هذا الإبداع ناضجاً فليكن، والتجربة هي سبيل النضج وليس المنع، ونحن نعيش في زمن بالغ القسوة، نحتاج فيه لصوت كُتاب يحاولون تقديم شهاداتهم عن واقعهم المؤلم. لا للحياد وأكد قنديل أن لا موقع للحياد في أجندة الكاتب، وقال: لا يستطيع أحد أن يكون محايداً، فماذا لو كان مطالباً بالكتابة والتعبير عن رأيه في الحياة والمجتمع والناس من حوله؟ وأضاف: كان نجيب محفوظ يقول إن الرواية عمل سياسي مصاغ بطريقة فنية، أي أن السياسة تلاحق الكاتب دائماً حتى حين يكتب عملاً تاريخياً، والمجتمع الذي يعيش فيه الكاتب هو المادة الخام التي يكتب منها، لذا عليه أن يكتب عن قضاياه ومشكلاته، ويمكن أن يكتب عن الطباع البشرية، الحب والغيرة والطمع والخيانة، وهو يفعل ذلك، إلا أنها ستكون مجرد دراما بيضاء ما لم يرافقها موقف سياسي يحدد فيها الكاتب موقفه من قضايا المجتمع، فالسياسة لابد منها، والموقف السياسي للكاتب يجب أن يكون محدداً، لأنه مرتبط بالمنظور الاجتماعي والطبقة التي يمثلها، وفي هذه الحالة عليك أن تحبه أو تناوئه، ولا مفر من ذلك. جوائز وتحدث قنديل عن الجوائز الأدبية، فقال: لم أنل منها الكثير، أراها تمر من أمامي وتذهب إلى حيث تشاء، ولكني نلت بعضها حين كنت صغيراً، أما الآن فالمنافسة أصبحت قوية، والمصارعون كثر، وأنظر للجائزة على أنها فرصة جيدة لإلقاء الضوء على الكتاب الذين يفضلون العيش في الظل، فمعظم الكُتاب يكتبون في غرف مغلقة، ولا يعرفون ردود الأفعال حول ما يكتبون، حتى يأتيهم التكريم، لتصبح الجائزة مقياساً لعمل لا مقياس له. حب الناسولفت إلى أن التقدير الحقيقي الذي يتوق إليه الكاتب لا يكمن في الجوائز ولا الأوسمة، ولكن في حب الناس لما يكتبه، وتقديرهم لأفكاره وهو من أصعب الأمور. شهادة عن جديده، ذكر قنديل أنه يكتب رواية جديدة عن السنوات المضطربة التي تعيشها مصر هذه الأيام، وهي رواية فيها الكثير من السياسة، يريد من خلالها أن يقدم شهادته حول هذه الفترة، لا سيما أن الرواية هي التاريخ غير الرسمي لكل الأحداث التي نمر بها.

مشاركة :