أكد علي صقر السويدي، رئيس مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، صحة ما تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية، حول ظهور سمكة قرش الحوت في منطقة دبي مارينا أمس، وقال إن وجودها في المنطقة أمر طبيعي ويستمر نحو أسبوع، قبل أن تواصل هجرتها السنوية شمالاً حتى تصل إلى منطقة رأس قطر، لتبدأ موسم التزاوج. وقد تفاجأ السكان والمارة في دبي مارينا، وتحديداً أمام برج كيان أمس، بظهور سمكة القرش الضخمة تسبح بين اليخوت وبالقرب من الممشى، على مسافة قصيرة من سطح المياه، حيث بدت واضحة بشدة، ليبدأ الجميع بالتقاط الصور الفوتوغرافية والفيديوهات للكائن البحري الذي يندر ظهوره في مثل تلك المواقف. أوضح السويدي أن قرش الحوت لا تشكل خطراً على الإنسان ومهددة بالانقراض، ويطلق عليها محلياً الرقطة، ويُمنع صيدها في الإمارات، ومحمية بعقوبات مغلظة، وأشار إلى أنها تبدأ هجرتها من المحيط الهندي إلى داخل مياه الخليج العربي الدافئة، في مثل هذا الوقت من السنة، وأحياناً ما تدخل إلى الممرات المائية الضيقة والموانئ في مسار رحلتها، بحثاً عن الطعام والعوالق التي تتوافر في تلك الأماكن، وتعود أدراجها مرة أخرى إلى المياه العميقة، وتتابع رحلتها متتبعة المجال المغناطيسي إلى أن ينتهي في منطقة رأس قطر، أو حقل شاهين في شمال قطر، حيث تتواجد هناك بالمئات لبدء موسم التزاوج. وكشف السويدي عن أن وجود سمكة قرش الحوت في الموانئ والمرات الضيقة يمثل خطراً كبيراً عليها، حيث يمكن أن تتعرض للنفوق بسبب اصطدامها باليخوت أو القوارب المتحركة، كما ناشد السكان عدم إزعاج قرش الحوت في حال رؤيتها مرة أخرى لضمان سلامتها. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً في التعليقات والمشاركات لظهور القرش، وعبر الجميع عن دهشتهم بظهورها في تلك المنطقة، حتى أن أحد النشطاء أنشأ حساباً على تويتر تحت اسم القرش Dubai Marina Shark. يذكر أن قرش الحوت هي كائن بحري ضخم قد يصل طوله إلى 12 متراً، كما تتميز بحجم فمها الكبير الذي تصل فتحته إلى 1.5 متر، ويوجد داخله ما بين 300 و350 صف أسنان صغيرة، ولديها 5 أزواج من الخياشيم العملاقة، ولكنها في الوقت نفسه لا تشكل خطراً على الإنسان، إذ تتغذى قرش الحوت على العوالق والنباتات الميكروسكوبية والحيوانات والأسماك الصغيرة، ويصل عمرها أحياناً إلى 70 عاماً.
مشاركة :