بدأت محطات القطار في بودابست تشبه مخيمات لاستقبال اللاجئين نتيجة اشتداد أزمة المهاجرين التي تعصف بالمجر، وبات مئات الأشخاص يفترشون الأرض، ويعمدون إلى تجفيف ثيابهم على الأدراج. هذا أمر لا يمكن تصوره، قال لوكالة فرانس برس المسافر كسابا هافاسي في المحطة الشرقية للمدينة، قبل أن يمشي بين مئات الرجال والنساء والأطفال الآتين من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وبصخب، يطلب بعض من هؤلاء الأشخاص الذين يجلسون على أغطية، الماء والمساعدة الطبية من أفراد منظمة غير حكومة تساعد المهاجرين، وتستعين بالشعب المجري عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتوزع هباتهم منذ يونيو/حزيران. ولا يتوقف بكاء الأطفال تقريباً. وأحياناً يتنكر متطوعو المنظمة غير الحكومية بلباس مهرجين لتسلية الأطفال، أو يعطونهم طباشير للرسم على الأرض. وقالت جوديت موزير (60 عاماً) التي أتت لتقديم ألعاب للأطفال يحزنني جداً أن أرى الأطفال في محنة. وأضافت بصفتي جدة، لا أستطيع أن أتخيل حالة اليأس التي بلغها الأهل حتى يقوموا بهذه الرحلة الطويلة. يجب أن نساعد هؤلاء الناس. وفي وقت سابق من هذا الشهر، عمدت بلدية بودابست إلى إقامة حمامات ومراحيض في مناطق الترانزيت في المحطات. وتسجل أسماء المهاجرين لدى وصولهم بصفتهم طالبي لجوء، وتطلب منهم السلطات التوجه بالقطار عبر بودابست إلى واحد من المخيمات الرسمية للاجئين في البلاد. لكن كثراً يختارون البقاء فترة أطول في محطات العاصمة، ينتظرون أفراد عائلاتهم، أو حتى يقرروا الخطوة التالية التي سيقومون بها، كما قال احد المتطوعين. وفيما تواجه أوروبا أسوأ أزمات المهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية، أصبحت المجر، على غرار إيطاليا واليونان، بلد خط الجبهة. ولدى وصولهم الى المجر، العضو في الاتحاد الاوروبي وفضاء شنغن، يصبح من السهل نسبياً على المهاجرين أن يتابعوا طريقهم نحو المانيا أو السويد اللتين يختارهما القسم الأكبر منهم. ومنذ بداية السنة، دخل 140.500 مهاجر المجر، وجميعهم تقريباً عبر صربيا، كما تقول الشرطة. وفاق العدد اليومي للواصلين الجدد 2000 في أغسطس/آب، في مقابل ما بين 250 و500 في بداية السنة. وفيما من المقرر الانتهاء من بناء السياج في 31 أغسطس/آب،، يتزايد عدد الواصلين، واجتاز رقماً قياسياً بلغ 2500 مهاجر يشكل الأطفال أكثر من 500 منهم، الحدود الثلاثاء. وخلافاً للموقف المتشدد للسلطات، يبدي عدد كبير من المجريين تعاطفاً مع المهاجرين، ويساعدونهم بالمواد الغذائية والملبوسات والأدوية وحتى ببطاقات القطار، ويتوجهون بأعداد كبيرة إلى مراكز منظمة مساعدة المهاجرين المخصصة لجمع المساعدات. (أ.ف.ب)
مشاركة :