تقرير إخباري: اليمن: مهاجرون يغادرون في رحلات مميتة والآلاف عالقون بظروف قاسية

  • 4/14/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عدن، اليمن 13 أبريل 2021 (شينخوا) اليمن التي كانت قبلة للمهاجرين الأفارقة، أصبحت حاليا بيئة طاردة لهم بسبب النزاع الدموي القائم للعام السابع على التوالي، وما خلفه من ظروف قاسية. ويتدفق باستمرار المهاجرون الافارقة عبر سواحل اليمن، لكن ما أن يصل هؤلاء المهاجرون سرعان ما يفكرون بالعودة ولو عبر رحلات بحرية خطيرة ومميتة. ووقع أمس الإثنين، حادث مأساوي بحق مهاجرين اثيوبيين عائدين من اليمن، اذا غرقوا قبل أن يصلوا إلى وجهتهم. وارتفع اليوم (الثلاثاء) ضحايا الحادث المأساوي بحق المهاجرين إلى 42 حالة وفاة. وذكرت منظمة الهجرة الدولية في بيان، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن 42 شخصاً على الأقل ممن كانوا عائدين من اليمن لقوا حتفهم أمس الإثنين عندما غرقت سفينتهم قبالة سواحل جيبوتي. وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر يمني يعمل مع المهاجرين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عشرات المهاجرين الإثيوبيين غادروا اليمن في رحلة بحرية عبر قوارب مع مهربين باتجاه جيبوتي. وأكد أن حادث انقلاب قارب يقل مهاجرين قبالة جيبوتي تسبب بمصرع 34 مهاجرا جميعهم يحملون الجنسية الإثيوبية. وأشار إلى أن هؤلاء الضحايا كانوا في اليمن، ونتيجة الوضع السيئ للغاية الذي عاشوه قرروا مغادرة اليمن والعودة إلى ديارهم رغم مخاطر السفر الكبيرة. وبحسب المصدر، فإن الطريق البحري الذي سلكه المهاجرون خطير للغاية، وكان نحو 11 ألف مهاجر يعودون من اليمن قد سلكوا نفس الطريق منذ شهر مايو 2020. وعادة ما يتعرض المهاجرون العائدون من اليمن عن طريق مهربين للمخاطر في عرض البحر. وسجلت منظمة الهجرة الدولية، غرق 20 شخصاً على الأقل في مارس الماضي. وترى محامية وناشطة مهتمة بملف المهاجرين الافارقة في اليمن، أن اليمن اصبحت بيئة طاردة للمهاجرين الأفارقة. وقالت المحامية والناشطة الأثيوبية، عرفات جبريل بكر، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن معظم المهاجرين عندما يبدأون رحلاتهم ولم يكن لديهم تصور واضح عن الأوضاع في اليمن.. كما ان أغلب المهاجرين يعتبرون اليمن محطة عبور للوصول إلى السعودية. وأوضحت "يصل المهاجرون إلى اليمن ويتفاجئون بوضع مختلف عما كانوا يتصورون، فيضطرون للعودة إلى ديارهم عبر رحلات محفوفة بالمخاطر عبر قوارب تهريب". وأكدت "اليمن أصبحت بيئة طاردة للمهاجرين واللاجئين". وتابعت أن الأحداث التى وقعت أخيرا فى العاصمة صنعاء دفعت المهاجرين للبحث عن أي طريق لترك اليمن ومغادرتها. وكان قد وقع في السابع من مارس الماضي حريق في مركز احتجاز للمهاجرين الافارقة بصنعاء، تسبب بمقتل نحو 60 مهاجرا، وإصابة أكثر من 200 آخرين. كما قام الحوثيون عقب ذلك بعملية ترحيل قسري لمئات المهاجرين من مناطق سيطرتهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة. واعتبرت بكر، أن المهاجرين في مناطق سيطرة الحوثيين يعانون جدا ويتمنون العودة إلى بلادهم خاصة بعد إجبار بعض الشباب على المشاركة في القتال، إضافة إلى حالات التنمر التي يقابل بها هؤلاء. وأشارت المحامية الاثيوبية بكر، إلى أن المهاجرين يعانون من ظروف قاسية وحالة خوف، ولذا يضطرون للعودة إلى بلدانهم عبر قوارب تهريب، دون انتظار رحلات العودة الطوعية عبر منظمة الهجرة الدولية. هذا وسيرت منظمة الهجرة الدولية اليوم (الثلاثاء) رحلة جوية لمهاجرين أفارقة من مطار عدن الدولي جنوبي اليمن إلى أديس أبابا. وأوضحت المنظمة في بيان، تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن 160 مهاجراً إثيوبيا عادوا إلى ديارهم بأمان من اليمن وذلك بعد يوم واحد فقط من رحلة محفوفة بالمخاطر عبر خليج عدن أودت بحياة العشرات من الأشخاص، بما في ذلك ما لا يقل عن 16 طفلاً. وبحسب المنظمة، فإنها سجلت من أكتوبر الماضي أكثر من 6 ألاف مهاجر يحتاجون إلى الدعم للعودة بأمان إلى ديارهم". وأكدت الهجرة الدولية، في بيانها أن أكثر من 32 ألف مهاجر، معظمهم من إثيوبيا، ما يزالون في مختلف أنحاء اليمن في ظروف قاسية، ومميتة في كثير من الأحيان. وقال مدير العمليات وحالات الطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة، جيفري لابوفيتز، إن ظروف المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في اليمن أصبحت مأساوية لدرجة أن الكثيرين يشعرون أنه ليس لديهم خيار سوى الاعتماد على المهربين للعودة إلى ديارهم. ويتعرض المهاجرون الأفارقة في اليمن لظروف قاسية نتيجة سوء الأوضاع اثر النزاع الدموي القائم بين القوات الحكومية والحوثيين منذ أواخر العام 2014. وتسبب النزاع الدموي بأسوأ أزمة انسانية في العالم بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 20 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات، فيما نحو ثلاثة ملايين طفل يمني يعانون من سوء التغذية. كما القى النزاع بظلاله على كافة مناحي الحياة في اليمن، وزاد تفشي موجة جديدة من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) من تعقيد الأوضاع في هذا البلد الفقير. وأعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا، الحكومية اليوم (الثلاثاء) تسجيل 61 حالة إصابة ، و5 وفيات ، و11 حالة شفاء ليصبح إجمالي الحالات المؤكدة (5507) منها (1073) وفاة و(2070) تعاف. وتشير تقديرات الهجرة الدولية، إلى أن الجائحة تسببت أيضاً في انخفاض عدد المهاجرين الوافدين إلى اليمن من 138 ألف شخصاً في العام 2019 إلى ما يزيد قليلاً عن 37,500 في عام 2020، لكن المخاطر التي يواجهونها تستمر في الارتفاع، وكثير من المهاجرين قد تقطعت بهم السبل في أوضاع محفوفة بالمخاطر، وينامون في ظروف قاسية دون مأوى أو خدمات، أو معتقل أو محتجز من قبل المهربين، حسب البيان. /نهاية الخبر/

مشاركة :