نحت للأيام.. ومنحوتات للإنسان في جبال تنومة

  • 6/19/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في تنومة وعلى ارتفاع فوق سطح البحر يصل إلى أكثر من 2000 متر تحيط بك الجبال من كل جانب، عبر تضاريس جغرافية متباينة ومتناغمة في تشكيلاتها الصخرية في آن واحد، محتضنة الأودية والسهول والتلال والكهوف، وخاصة المرتفعات المحيطة بمحافظة تنومة التي تسكن أحضان الجبال الشاهقة. ونظرا لقدم المنطقة تاريخيا حيث تعد مكان استيطان قديم للإنسان منذ أقدم العصور، فلن تقف بك تضاريسها المختلفة عند حدود مشاهدها الجغرافية، إذ يسكن جبالها العشرات من المواقع الأثرية والنقوش التاريخية، حيث تبرز في أنحاء متعددة من تنومة الكثير من التشكلات الصخرية التي تكونت بفعل عوامل التعرية خلال آلاف السنين، إلى جانب ما نحتته يد الإنسان من نقوش خطية وروسومات. وفي جبال "منعاء" التي تعد أهم هذه الجبال تبرز أشكال صخرية على الطرف الغربي من الجبل تشبه شكل الثعبان وبالقرب منه على الجبل شكل آخر يشبه الحية، إلى جانب تشكلات مثيرة إلى حد كبير، إذ يبرز الجبل جزء على شكل وجه إنسان إذا تم ملاحظته من أحد جوانبه، حيث تبدو تفاصيل الوجه واضحة للعيان. أما في جبل "مومة " الواقع إلى الشمال الغربي من تنومة فيلفت نقش أثري لقدم إنسان في مكان وعر من الجبل الدهشة والانبهار والتساؤلات لكل من شاهده، ويتمثل النقش الصخري في رسم رجل إنسان طويلة تشمل القدم وجزء من الساق بحجم كبير في مكان وعر من الجبل بشكل يثير الدهشة والإعجاب، كما يضم الجبل العديد من النقوش الأثرية القديمة. وقد كشفت إحدى الدراسات التي قام بها الدكتور سعيد بن فايز السعيد، والدكتور عبدالله بن محمد بن نصيف، من خلال ما قاما بدراسته من العديد من الصور والنقوش، بأنها تدل على أنها كتبت قبل ما يزيد على 1700 إلى 1600 سنة، وهي عبارة عن رسومات لحيوانات المنطقة بما فيها الوعول، إلى جانب ما تشير إليه الآثار المتعددة في جبال تنومة من وجود حضارة قديمة ربما تكون أجزاء منه مغمورة في الأودية المتاخمة للمنطقة الجبلية. ويضيف د. نصيف قائلا: إن احتواء هذه الكتابة على آثار حروف الخط الليحياني وهو حرفي (غ، والألف) ورسمة حيوان الوعل والصيادين، بالإضافة إلى الحيوانات المنتشرة في المنطقة إلى الآن تجعل صفة الصيد وحصول الإنسان على طعامه من خلال صيد الحيوانات البرية المنتشرة والموجودة، فربما وصل عمرها الافتراضي إلى ما قبل 1700 عام؛ أي في القرن الثالث الميلادي.. فيما يقول الباحث زاهر الشهري في هذا السياق: إن السعيد ونصيف توقعا أن تكون خطوطاً لحيانية؛ لكن بمزيد من البحث والدراسة والتدقيق تبين في وقت لاحق أنها لا تنتمي إلى هذا النوع من الكتابة.

مشاركة :