«عندما التقيت أعضاء جمعية كلنا نقرأ أحسست بأنني التقيت جزءا قديما من نفسي» هذا ما قالته أمينة الرويعي نائب رئيس جمعية كلنا نقرأ بعد انضمامها إلى هذه الجمعية لأنها شغوفة ومحبة للقراءة منذ صغرها، وكانت تتطلع إلى الالتحاق بنادٍ يمكنها من مناقشة أناس لديهم نفس الميول وتشاركهم هذه الهواية وتناقشهم في الروايات والكتب.الرويعي تحدثت معنا عن فكرة جمعية كلنا نقرأ وعلاقتها بهيئة البحرين للثقافة والآثار ومهرجان تاء الشباب وكيفية الانضمام إليها.- ماهي حكاية جمعية «كلنا نقرأ» وكيف أصبحت تابعة لهيئة البحرين للثقافة والآثار؟ بدأت فكرة المبادرة من مجموعة شباب يحبون القراءة، وسبب تأسيس الجمعية هو تراجع نسبة الأشخاص القارئين في الدول العربية، ولكن هؤلاء الشباب أحبوا أن يؤسسوا جمعية تجمع محبي القراءة في البحرين.رئيس الجمعية السابق أحمد الحربان كان يود أن يؤسس ناديا للقراءة ومع وجود فكرة نادي القراءة في هذه الفترة تعرف على الأستاذ الراحل محمد البنكي وكانت فكرة البنكي تأسيس مهرجان شبابي متكامل يديره الشباب وينظمونه ويستضيفون ضيوفا من داخل وخارج مملكة البحرين وتتم إدارة الفعاليات من قبل الشباب من دون تدخل من أحد في اعداد البرامج، وذلك بهدف تعزيز حس المسؤولية وفكرة التطوع لدى الشباب ومن أجل نشر الثقافة والحفاظ على التراث البحريني لدى الشباب. - كيف تحولت المبادرة إلى جمعية؟ بدأ مهرجان تاء الشباب بمبادرتين هما كلنا نقرأ ومبادرة للهندسة المعمارية، وبعدها تأسست مبادرة للفن كان اسمها مبادرة تشكيل، فكانت كلنا نقرأ كبداية في تاء الشباب فلما حققوا الفكرة من بداية 2009 إلى 2012، ونجحت قرروا تحويلها إلى جمعية.- في أي سنة انضممتِ إلى الجمعية؟ بدأت مع كلنا نقرأ عام 2011، في البداية كانت كمبادرة وفي عام 2012 تم تأسيس جمعية كلنا نقرأ وتم انتخاب مجلس الإدارة لمدة سنتين وبعدها تم تجديد مجلس الإدارة سنتين ثم كانت الفترة من 2012 إلى 2014 وأنا كنت كمتطوعة في مبادرة كلنا نقرأ، ومن بعد سنة 2014 أصبحت رئيسة العلاقات العامة للجمعية تبعا لمهرجان تاء الشباب.في هذه الفترة كنت أبحث عن مجموعة أنتمي إليها فأنا منذ الصغر أحب القراءة، وكان من الصعب أن أجد أشخاصا لديهم نفس الهواية والميول ويمكن أن تناقشهم وتشاركهم هذه الهواية، وعندما تناقش الروايات والكتب أنت تضيف لهم وهم يضيفون لك.عندما التقيت أعضاء جمعية كلنا نقرأ احسست بأنني التقيت جزءا قديما من نفسي وفرحت جدا لأني تعاونت معهم، فمنذ ان كنت متطوعة إلى أن أصبحت عضوة في الجمعية وإلى أن ترأست العلاقات العامة في مهرجان تاء الشباب للجمعية سنة 2014، استمتعت بلقاء الكتاب من داخل وخارج مملكة البحرين، والعمل في الجمعية أضاف لشخصيتي وحتى لحياتي العملية لأنني بعد فترة اكتشفت أنني احب التعامل مع الأشخاص وجميع فئات المجتمع وأنشر الثقافة.- ماهي نصيحتك للشباب لكونك من جمعية ثقافية؟ أشجع الشباب دائما على العمل التطوعي سواء في مهرجان تاء الشباب أو في أي جهات تطوعية أخرى، فالعمل التطوعي هو الورشة الحقيقية قبل الدخول في العمل، فهو يعطي الفرصة لصقل شخصيتك وتنمية مهاراتك والتعرف على نفسك قبل ان تتعرف على الاخرين، فمهم أن الانسان يعرف نفسه قبل أن يفهم العمل، وجميل أن تعرف ماهي قدراتك وماهي قدرتك على العطاء.- ما هو سبب انقطاع الجمعية فترة معينة؟ مثل أي جمعية أو مبادرة دائمًا هناك فترة انتقالية وكانت هذه فترة الانتقال من الفريق القديم إلى الفريق الجديد وإعادة تشكيل الجمعية والبرامج التي تقدمها، فأصبحنا في هذه الفترة في انقطاع، فنحن نطمح لأن نعود إلى الساحة بفعاليات جديدة وأفكار جديدة أفضل من السابق، ومازلنا نعمل على ذلك، ونحن نود بناء أنفسنا وأن نكون مبادرة متميزة في تقديمها للأنشطة والفعاليات.- ماهي الفعاليات أو النشاطات التي تقدمونها في جمعية كلنا نقرأ؟ بدأت الجمعية نشاطاتها الأولى في جمع القراء من خلال فعالية «من أجمل ما قرأت» بحيث لا نوجه القارئ إلى توجه معين وهي عبارة عن ان كل شخص منا يحضر ومعه كتاب قرأه فيتكلم عن النقاط التي لاحظها وأعجب بها في الكتاب بحيث يقيم الكتاب، ونلتقي في كافيه.طورنا هذه الفعالية وحولناها إلى أن نقرأ في موضوع معين وحولناها أيضا الى أن نقرأ لكاتب، وأقمنا عدد من الأمسيات شعرية.ومن الفعاليات التي قدمتها الجمعية فعالية «على أمل اللقاء»، وهي عبارة عن تكريم للأديب الراحل د. غازي حيث كانت كتبه من أوائل الكتب التي تمت مناقشتها في بدايات الجمعية.- ما هي الفعالية المفضلة لديك من بين الفعاليات التي نظمتها الجمعية؟من أفضل الفعاليات التي قدمناها في تاء الشباب فعالية الأديب والكاتب الكويتي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل لما اخترنا مناقشة احد كتبه «في حضرة العنقاء والخل الوفي»، كان لديه أسلوب خاص في كتابة الروايات فهو لا يعطي أسماء للأشخاص في رواياته ليصبح لدى قارئه تساؤل عن هذه الشخصيات، وقد كانت الفعالية عبارة عن تأدية الشباب المشاركين من بين الجهور أدوار الشخصيات في الرواية، إذ من الجميل أن نكسر الجمود في الفعاليات ونشرك الجمهور فيها.- ماهي خططكم المستقبلية بشأن الجمعية؟ في الفترة الحالية مثل ما قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة «إن الثقافة هي فعل مقاومة» ونحن نحاول أن نعيش هذه المقاومة عن طريق القراءة، ونحاول أن نتحدى هذه الظروف في فترة أزمة كورونا، ونواصل القراءة عن طريق حسابنا على انستغرام عبر تقنية البث المباشر، وإن شاء الله قريبًا سنعود إلى لقاءاتنا الشهرية ونحن نعمل على بناء خطة كاملة للفريق سواء من فعاليات نقاشية أو زيارات لمناطق قديمة في البحرين وقراءة كتب تتعلق بهذه المناطق، وأيضًا كأي جمعية ثقافية في البحرين نود أن ننظم زيارات للكتاب البحرينيين ونكرمهم كفريق شبابي.- هل تستقبل الجمعية الجميع أم هي مقتصرة فقط على أعضائها؟ باب الجمعية مفتوح للجميع وأي شخص قارئ أو يحب أن يكون جزءا من أسرة كلنا نقرأ فنحن نرحب به سواء كعضو في الجمعية أو متطوع، ومع وجود العضوية سيحمل مسؤولية أكثر من التطوع، الباب مفتوح ل اقتراح فعاليات ونحن نرحب بالجميع.
مشاركة :