أصبح «البكيني» في عصرنا الحالي أمرا شائعا متعارف عليه، حتى إنه ينضم مؤخرا إلى سباقات الموضة، إلا أن في البدايات، ومع أول ظهور له في التاريخ، كان الوضع مختلفا، ليس فقط بين الشرقيين، لكن أيضا وسط دول أوروبا والغرب بوجه عام، ليصبح أحد أبرز الأزياء النسائية المثيرة للجدل. من الذي ابتكره؟ ومتى؟ ولماذا أثار جدلًا اجتماعيا ودينيا من قبل؟ ولماذا استخدمنه نجمات هوليود في الدعاية الصاخبة؟ كل هذه الأسئلة وأكثر يجيب عليها التقرير التالي. حين ابتكر المصمم الفرنسي الشهير، لويس ريارد، تصميم «البيكيني» عام 1946، مقتبسًا اسمه من إحدى أجمل جزر المحيط الهادي، ربما كان يعلم أن تصميمه سيثير الجدل؛ إذ علق لاحقًا على تصميمه قائلًا: «إنه ثوب مخصص لكشف كل شيء عن المرأة قبل الزواج ما عدا اسم والدتها». لاقى تصميم «ريارد» استحسان الفرنسيات وتداوله مصممين فرنسسين آخرين كـ«جاك هايم»، وسرعان ما انتشر عبر فرنسا إلى بلدان أوروبا الغربية بدءًا من إسبانيا، البرتغال، إيطاليا، مرورًا بألمانيا والنمسا وسويسرا، ثم وصولًا إلى بريطانيا، إيرلندا والدانمارك، لكنه كان سببا في إثارة الجدل بسبب ما يفرضه المجتمع والدين على الزي النسائي. منذ ظهور البكيني انطلقت معه موجة جدل ذات أطراف متشابكة؛ حيث فرضت بعض البلدان غرامات مالية على ارتدائه بشواطئها، كما تدخلت السلطة الدينية بإصدار فتاوى تحرم ارتدائه وتصفه بـ«الخطيئة»، غير أن بعض النسويات انقسمن بين حريتهن وبين استخدامه كأداة لتسليع الجسد الأنثوي. كان ارتداء نجمات هوليوود البكيني تحديًا لسلطتي المجتمع والدين، لكنهن استخدمن اللقطات الفاتنة لهن مرتديات البكيني في الدعاية الصاخبة لأعمالهن؛ ارتدته كل من مارلين مونرو، إستر ويليامز، آفا جاردنر، ريتا هايورث، لانا تورنر، إليزابيث تايلور، تينا لويز، وبيتي جرابل، كنوع من الدعاية لأعمالهن السينمائية، وهو الأمر الذي دعم الجدل المطروح بالفعل في عدد من الدول، حيث انقسمت نسويات أوروبا حول مفهوم الحرية المطلقة ومفاهيم «تسليع الجسد الأنثوي». أصبح البكيني مصدرًا للجدل الديني والمجتمعي أيضا حتى أن مجلة Modern Girl Magazine الفرنسية المخصصة للأزياء والموضة، قالت في مقال نُشر بها عام 1956 أنه «زي لا يصلح للفتيات ذات اللباقة والحشمة». كما حُظر ارتدائه على الشواطئ وبالأماكن العامة على ساحل المحيط الأطلسي، ووضعت كل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال وأستراليا، وبعض الولايات الأمريكية، قوانين لحظره، وسنت غرامات للمُخالفات، كما تدخلت السلطة الدينية بإعلان بابا الفاتيكان أن ارتداء البكيني «خطيئة».
مشاركة :