قصة نصب تذكاري أثار جدلاً عام 1953: «رمز الاستشهاد في سبيل مصر»

  • 1/13/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت مجلة «آخر ساعة»، تقريراً كتبه كمال الملاخ، وصوره جميل حلمى، فى العدد رقم 992 بتاريخ 28 أكتوبر عام 1953، تحت عنوان «كورنيش القاهرة.. والخيل النائمة عند قصر النيل». يحكي «الملاخ» خلاله عن قصة تمثال لتخليد ذكرى «شهداء الجامعة» تقرر تصميمه بعد ثورة يوليو 1952، إلا أنه انتهى به الأمر ليوضع في مخزن دون أن يرى النور. يأتي هذا التمثال تخليدا لذكرى حادثة كوبري عباس، وهي حادثة شهيرة في تاريخ مصر الحديث، حدثت في عهد وزارة محمود النقراشي باشا عام 1946م، في عهد الملك فاروق، تحديداً في يوم 9 فبراير 1946م. وقتها، خرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية، احتجاجا على حال البلاد في ظل الاحتلال البريطاني، وعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس، وما إن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبري عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة، فسقط البعض في النيل، وقتل وجرح أكثر من 200فرد. يقول «الملاخ» في تقريره المنشور عام 1953 في مجلة «آخر ساعة» أن «حكومة النهضة الثائرة (حكومة ثورة يوليو)، قد كلفت مثالا بأن يضع تمثالا لشهداء الجامعة، وكان هذا التكليف منذ 10أشهر تقريبًا أو تزيد، ودفعت الحكومة ثمنه إلى المثال، وكان ذلك فى حدود 8آلاف جنيه قبضها المثال إلا 10% حسب الشروط المالية». يتابع «الملاخ»: «انتهى من تصميمه وصنعه فعلا وهو متروك فى مخزنه كذا شهراً، بينما قد اعتمدت الجهات المسئولة 27 ألف جنيه فى ميزانية هذا العام -كما حكى لى المثال فتحى محمود، وهو الذى وكل إليه أمر التصميم- لصب التمثال وإقامته، ولقد دفعت الحكومة الثمن فعلا، فلماذا لا تقيمه فى ميدان الجامعة وتستغل أساس القاعدة الموجودة فعلا والقائمة كأنها الخازوق؟». ويستكمل كمال الملاخ تقريره، مشيرا إلى أن «هذا التمثال رمزا لوعى يثير التشبث بمصر وحمايتها والاستشهاد فى سبيلها، وهو رمز لشباب الجامعة». ويتعجب «الملاخ» في نهاية التقرير، متساءلا: «لقد طلبته الثورة ودفعت ثمنه فعلا لصاحبه، وصاحبه لا ينتظر مزيداً، وإنما يتعجب لأن هذا التمثال متروك للآن فى الظلام، فمتى يرى تمثال الشهداء؟ فمتى يرى تمثال شباب مصر وقد اجمعوا على الاستشهاد؟».

مشاركة :