"شيطان في صورة بشر"، أقل ما يمكن أن يوصف به «جرجس.ر.م» الشاب الثلاثيني، والمتهم بقتل أم وابنيها الاثنين، بعدما تعدى عليهما بذبحهما باستخدام سلاح أبيض، ثم أضرم النيران بهما وبالمنزل الذي يقيمان به، ليخفى معالم الجريمة، فلم يرتجف قلبه لتوسلات الضحايا، وبعد تنفيذ الجريمة خرج من المنزل على أمل ألا ينكشف أمره، لكنه لم يعلم أن عدالة السماء كانت تقف له بالمرصاد ليتم كشف الحقيقة خلال أيام من قبل رجال المباحث، ليسدل الستار على واحده من أبشع الجرائم التي هزت منطقة المرج خلال الفترة الماضية، وبعرض المتهم على النيابة أمرت بإحالته إلى المحاكمة الجنائية لمعاقبته وفق مواد الاتهام، مطالبة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم وهى الإعدام، وبنظر محاكمة المتهم، لعدة جلسات أمام محكمة جنايات القاهرة، أمرت بإحالة أوراقه إلى مفتى الجمهورية، ومن ثم في جلسة أخرى قضت المحكمة وبإجماع آراء أعضائها بالحكم بالإعدام شنقا، فتقدم المتهم بالطعن أمام محكمة النقض وبنظره رفضت الطعن وأيدت حكم محكمة الجنايات بالإعدام ليصبح الحكم نهائيًا وباتا، بعد استنفاد المتهم جميع إجراءات التقاضى التى كفلها القانون.وكشف أمر إحالة القضية والصادر من نيابة شرق القاهرة الكلية بالقضية رقم ١٢٢٥ لسنة ٢٠١٨ جنايات المرج، عن قتل المتهم «جرجس.ر.م» للضحية "مريم ف" عمدا مع سبق الإصرار، وكان ذلك بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها وأعد لهذا الغرض سلاحًا أبيض "مطواة".وأضاف أمر الإحالة، أن المتهم ارتكب ٣ جنايات أخرى، وهى أنه في ذات المكان والزمان قتل الطفل "كراس ش" عمدا، وكان ذلك بأن ذبحه وطعنه باستخدام المطواة قاصدا من ذلك قتله، كما قتل شقيقته الطفلة "مونيكا ش"، وكان ذلك بأن كال لها عدة طعنات باستخدام سلاح أبيض مطواة بأماكن متفرقة من جسدها.وأشار أمر الإحالة إلى أن المتهم وضع النار عمدا في مسكن المجنى عليهم وفى جثثهم، وكان ذلك بإيصال مصدر حرارى سريع ذي لهب مكشوف بمحل الواقعة، فأحدث به الآثار المبينة بتقرير المعمل الجنائي، وسرق الهاتفين المحمولين المملوكين للمجنى عليهما مريم فهمى ومونيكا شنودة حال إحرازه المطواة قرن الغزال بدون ترخيص.تضمنت أدلة الثبوت بالقضية شهادة "ش م"، والد الطفلين المجنى عليهما، والذي يعمل في صيدلية، بأنه تبلغ له وجود حريق بمسكنه فانتقل إليه، فأبصره محترقا وأبصر جثث المجنى عليهم مقتولين، وأن المتهم قام بالاتصال به قبيل ارتكابه الواقعة ليتأكد من مغادرته لمسكنه محل الواقعة.وكشفت شهادة رئيس مباحث قسم المرج، عن أن تحرياته السرية دلت على ارتكاب المتهم الواقعة وقتله للمجنى عليهم بناء على نية مسبقة لديه، لوجود خلافات سابقة فيما بينه والمجنى عليها مريم ووضعه للنار عمدا بمحل الواقعة وسرقة الهاتفين المحمول المملوكين لمريم ومونيكا، وأنه تمكن من ضبط المتهم بناء على قرار من النيابة العامة وبتفتيشه عثر على سلاح أبيض مطواة، والتى استخدمها في ارتكاب الواقعة والهواتف المحمولة المتحصلين من جريمته وأرشده عن الملابس التى كان يرتديها وقت الواقعة وبمواجهته أقر بارتكاب الجريمة.تضمنت ملاحظات النيابة العامة في القضية أن المتهم اعترف بارتكابه الجريمة بجلسات النظر في أمر تجديد حبسه، كما أن البصمة الوراثية للحمض النووى المستخلص من الدم الموجود على المطواة المضبوطة، عبارة عن خليط اشتمل على كل من البصمة الوراثية للحمض النووى المستخلص من عينة دم المجنى عليهم المقتولين، وأن البصمة الوراثية المعثور عليها بملابس المتهم جرجس المضبوطة تطابقت مع البصمة الوراثية للحمض النووى المستخلص من عينة دماء المجنى عليها مريم، كما تلاحظ بجثة الضحية وجود جراح بمنطقة البطن أدى إلى خروج الأمعاء للخارج، وبعرض المتهم على محكمة جنايات القاهرة، أصدرت قرارها السابق.
مشاركة :