عندما تطأ قدمك المنطقة، تشعر أنك وسط بانوراما جمالية، بمناظرها الطبيعية الخلابة، وسط الجبال التي تسحر الأفئدة بإطلالتها الفريدة، تحتضن أشعة الشمس التي تتلاشى شيئا فشيئا لحظة الغروب في لوحة بديعة من صنع الخالق تدعو للتأمل وتبث السكينة والطمأنينة في النفوس، إنه "بئر زغير" التابع لمدينة نويبع في محافظة جنوب سيناء.الوصول إلى "بئر زغير"، وكأنه ممر ضيق يسع لعدد سيارتين أو ثلاث للمرور، ريثما تصل إلى نقطة بانورامية لمشاهدة الوادي من أعلى بمجرد نهاية هذا الطريق الضيق ويكأنها رحلة طبيعية بإمكانيات بسيطة، المناظر التي تخطف بصيرتك وتأملاتك من البداية تجعلك تكمل السير مضيا لاكتشاف الأروع والأدهش بفعل الطبيعة، حيث إن تلك المنطقة حباها الله بمياه عذبة؛ لنشر الحياة في القرى المجاورة وصولا إلى مدينتي نويبع ودهب كونها مصدر المياه الأساسي منذ زمن بعيد قبل اكتشاف كثير من الآبار الجوفية ولكن ليست بدرجة المكونات المناسبة في تكوينات المياه من املاح وكبريتات وما شابه ذلك من مكونات المياه، هكذا قال الدكتور جبريل فتيح، مساعد محافظ جنوب سيناء للشباب، وبن مدينة نويبع، لـ"البوابة نيوز".وأوضح "فتيح" أن كل تلك الهبات الموجودة في الوادي شجعت العديد من الأهالي للعيش والاستقرار بتلك المنطقة دونما تردد، ليس هذا فحسب بل تطرق الأمر إلى عمل صوب زراعية ومناطق محاطة بأسوار حديدية بسيطة، وتعلم فنون الزراعة من الاستثمار الزراعي في تلك المنطقة، وتحولها لمصدر دخل لكثير من الأهالي، كل ذلك حولها لمنطقة مهمة ومتعارف عليها لإقامة كثير من الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية لأهالي مدينتي دهب ونويبع، واستثمر قاطنيها باعتبارها منطقة عبور لزائري البلولاجون ومحمية رأس ابو جالوم بعمل استراحات ومزارات سياحية زراعية طبيعية، كما تطرق الأمر إلى عمل مشغولات يدوية واشتغل الكثير من قاطني الوادي بتلك الحرف، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل اصبحت من لكثير المناطق ذات الطعام العضوي (أورجانيك فوود) الذي يبحث عنه الجميع الآن بعيدا عن الكيماويات من أجل صحة أفضل، وهذا ما قد يدفع العديد في الاستثمار في تلك المنطقة في الفترة المقبلة.وأكد مساعد المحافظ للشباب أن تلك المنطقة من المناطق الغنية الصالحة لزراعة العديد من الأعشاب الطبيعية النادرة والفواكه الطبيعية مما يجعلها أكثر جذباٌ للاستقرار والسكن ويوجد فيها من الخدمات البسيطة حيث الوحدات السكنية التي انشأتها الدولة ويبلغ عددها ٢٠ وحدة سكنية متناسبة تماما مع الطبيعة البدوية عبارة عن بيت من دور واحد يحيطه سور مساحته تقريبا ١٥٠-٢٠٠ مترا، ويوجد بالوادي مدرسة ابتدائية كبيرة دورين عدد فصولها تقريبا ٢٠ فصلا دراسيا، لخطة إستراتيجية لاستيعاب الطلاب في المرحلة الإعدادية تماشيا مع سياسة الدولة بإنشاء مدارس إعدادية ملحقة بالمدارس الابتدائية المتواجدة في الوديان والتجمعات البدوية في إطار التنمية بالتوازي بين المدن والتجمعات البدوية حتى لا يحدث نزوح حال تنمية المدن عن الوديان والتجمعات البدوية.وأضاف: كما يتميز الوادي بوجود العديد من المناطق التي تسقط فيها الأمطار وتكون السدود فيها بحيرات يمكن استغلالها في الزراعة والهضاب الطبيعية التي يمكن استغلالها في الصناعة كل هذا وأكثر في هذا الوادي، إن جرى استثمارها استثمارا جيدا ستتحول تلك المنطقة لجنة خضراء.من جانب آخر قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، في تصريح لـ"البوابة نيوز " إن مدينة نويبع ملتقى الطرق السياحية بجنوب سيناء حيث تبعد عن طابا 75 كيلو وعن دهب 75 كيلو وعن دير سانت كاترين 130 كيلو وعن شرم الشيخ 175كيلو وتتميز بعدة مقومات سياحية منها سياحة الآثار لوجود النقطة العسكرية المتقدمة بمنطقة الترابين التي تعد أقدم مركز بوليس بسيناء تبعد 200مترا عن شاطئ خليج العقبة أنشأتها وزارة الحربية المصرية عام 1893ميلادية على مساحة 1000 مترا مربعا في عهد الخديوي توفيق.وأضاف ريحان أن نويبع تمتلك مقومات السياحة البيئية لوجود وادى عين الوشواشي الذي يقع بوادي ملحة الريان وهو وادي يرتاده السياح من كل الجنسيات لطبيعته الساحرة حيث يمثل برك مياه عذبة تجمعت من مياه السيول بين مجموعة تلال ويحرص الزوار على نزول المياه وتسلق التلال والاستمتاع بجمال منظر الجبل وكذلك وادي زغير وبه جبل يجرى تسلقه بالوادي لمدة 20 دقيقة حيث يظهر أجمل منظر للغروب وكأن الشمس تتساقط رويدًا رويدًا حتى تختفي كما يظهر خليج العقبة من أعلى الجبل كما يضم الوادي مناظر طبيعية خلاّبة بين الجبال وامتداد الوادي ويتناول الزوار العشاء بعد الهبوط من الجبل في الخيمة البدوية ويصاحبها الغناء والأشعار البدوية وحكايات من البادية.