همزة وصل إلكترونية

  • 11/18/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

انتهى الزمن الجميل مع الملفات الخضراء ولكن لم تنته المعاناة. لا يكاد يمر جيل إلا ويغلف معاناته بيده، إنها جزء من ظاهرة متوارثة لا تخضع للعرض والطلب بقدر ما تخضع للمصالح المشتركة. لا يمكن للعقل البسيط أن يتصور أهمية الملفات الخضراء في حقبة زمنية مضت وأنها بند أساسي في أي جهة حكومية أو قطاع خاص مع أن نهايتها الإهمال ومن ثم النفاية. وهي لا تفترق كثيراً عن الأدوات العصرية التي تستخدم حالياً (باسم برستيج التقديم) وساقت الملايين من المتقدمين إلى مواقع التوظيف الإلكترونية. وكل موقع يحاول أن يستدرجك بأسئلة مختلفة، رغبة في تقييدك والحصول على بياناتك، وفي نفس الوقت محاولة للترويج بحرصهم على الاهتمام بملفك الإلكتروني بإظهار رقم الطلب للمتقدم. لقد نجح هؤلاء في إيجاد (عذر شرعي) للمتقدمين، وأنهم يسيرون في اتجاه تجديد الإجراءات باستخدام الطرق الإلكترونية، وأنه لابد من المتقدمين أن يسيروا في نفس الاتجاه!. إننا نعيش على (همزة وصل إلكترونية) بيننا وبين القطاعين العام والخاص ولكنها مع الأسف تدار بأيد خفية تعبث بالحقوق والاستحقاقات وتوزع الأرزاق بالطريقة التي تعجبهم. إننا نعلم أن وراء كل طلب إلكتروني طرفاً يبحث عن مصالح مشتركة ويلقي (بجانبه كفاءات) تعبت كثيراً في الوصول إلى القمة، إنها سيطرة الأقوياء على صفحات التوظيف الإلكترونية. إن هذا العبث الذي يحاك، يجر خلفه دماراً آثاره لا تتوقف على (ضرر شخصي)، وإنما عدوان يحملونه على مجتمعهم؛ لأنهم قدموا لهم (مساعدات مزيفة)، وضيعوا جزءاً ثميناً من حياتهم وهم يجرون خلف السراب. هذا العبث من الممكن أن تولد من رحمه (شعارات عدائية)، فتجد الملايين تلتف حولها وتدعو بحماس إلى الدفاع عنها؛ لأنهم يجدون أن حقوقهم سوف تتحقق خلفها. هذه الحقيقة عندما تصل إلى النفوس من الممكن أن (تملأ الخراب) وتقود إلى حالات عنف وكتابات تمولها أيد خارجية متربصة بالاستقرار. وفي عالم كثرت فيه (الضغوط) وحجبت عنا الحقائق سوف يجد الفرد نفسه يندفع خلف تيارات ترسم خطوات الإصلاح، وترفع خيط العزة والكرامة، وتنادي بالعدالة في توزيع الأرزاق من خلال إيجاد فرص حقيقية لأصحاب المؤهلات والكوادر الذين توقفت حياتهم عند عبث بعض البشر بفرصهم. الدعوة التي نريد تحقيقها هي دعوة تنادي بمخاطبة أصحاب النفوذ على صفحات التوظيف الإلكترونية أن تتوقف عن الانفراد بهذه الفرص، وأن تتيح المجال للآخرين حتى يثبتوا قدراتهم وكفاءاتهم بصورة عادلة شأنهم شأن أقرانهم الباحثين عن نفس الفرص. إن لوعة النفس على أشياء سوف تفقدها بسبب ظلم بعض البشر سوف يفتح الأبواب على أمور ثانوية، وسوف يسكن في وجدانهم (حمل ثقيل) وتتحول مشاعرهم إلى الانعزال ومن قلب فطر على النضال إلى قلب ذابل ينتظر التراب.

مشاركة :